"بدنا أولادنا".. بصوت واحد وسط مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، هتف أهالي الشهداء الفلسطينيين الذين تحتجز قوات الاحتلال الإسرائيلي جثامينهم فيما يعرف بـ"مقابر الأرقام" أو ثلاجات الموتى، وترفض تسليمهم لذويهم لدفنهم بما يليق بمكانة الشهداء.
ذوو الشهداء الذين رفعوا صور أبنائهم عالياً، لبّوا اليوم الأحد، نداء "الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء"، للمشاركة في الفعالية المركزية في نابلس، في اليوم الوطني لـ"استرداد جثامين الشهداء المحتجزة ومعرفة مصير المفقودين"، الذي يوافق في 27 أغسطس/آب من كل عام.
وتوضح منسّقة الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء سلوى حماد، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ النشاط في نابلس يأتي بالتزامن مع وقفة أمام مقر الصليب الأحمر الدولي في مدينة غزة، وأخرى في "نيويورك"، على أن تنظّم فعاليات غداً الإثنين، في مدينة الخليل، مع تنظيم ندوة إلكترونية في مدينة لندن البريطانية تهدف إلى تسليط الضوء على نضال العائلات الفلسطينية لاستعادة جثامين ورفات أبنائها المحتجزة في مقابر الأرقام وثلاجات الاحتلال، وتعزيز التضامن بين العائلات في فلسطين وبريطانيا ممّن حرموا حقّهم في رثاء وتكريم ذكرى من فُقدوا.
وأكّدت حماد على أهمية الفعاليات والجهود المبذولة للضغط على الاحتلال الإسرائيلي، من أجل استرداد الجثامين المحتجزة، البالغ عددها 254 منذ عام 1964، يضاف إليها 81 جثماناً محتجزة في ثلاجات الموتى، منذ عام 2015، كما سبعة أسرى ارتقوا خلال وجودهم في سجون الاحتلال.
وشدّدت حماد على أنّ الفعاليات لن تقتصر على الجانب المحلي، فهناك فرق قانونية تعمل منذ سنوات على "تدويل" القضية، وطرحها في المحافل القانونية العالمية.
من جهته، قال عدنان رواجبة، وهو والد الشهيد بلال رواجبة، الذي يحتجز الاحتلال جثمانه منذ تاريخ 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020: "من حقنا استرداد جثمان ابني لدفنه حسب الشريعة الإسلامية، ولكي يكون بمقدورنا أن نجيب عن أسئلة طفلته الصغيرة (جوان) والتي تتساءل دوماً عن مكان والدها".
وتابع رواجبة، في حديث لـ"العربي الجديد": "نحن تقريباً من أحدث العائلات التي تعاني من احتجاز جثمان ابنها، وعندما نجتمع بعائلات أخرى نسمع قصصاً تشيب لها الولدان، هناك من هو محتجز منذ أربعة وخمسة عقود"، متسائلاً: "أين الإنسانية، وأين حقوق الإنسان من هكذا معاناة!".
وأكّد رواجبة أنّ "استرداد جثامين الشهداء هي واجب على كل حرّ وشريف، ويجب أن لا تبقى جثامينهم الطاهرة محتجزة لدى الاحتلال، الذي لم يكتفِ بقتل أبنائنا، بل يحرمنا من وداعهم وقراءة الفاتحة على قبورهم".