الفقر يقذف بأطفال سوريين من مقاعد الدراسة إلى مهن خطرة

إدلب

عامر السيد علي

avata
عامر السيد علي
12 يونيو 2023
العمالة تسرق أعمار أطفال سورية.. ولا حلول في الأفق
+ الخط -

تزداد ظاهرة عمالة الأطفال في سورية، وبعضها في مهن خطرة، بتأثير الفقر وقلة الحيلة، خاصة لدى أطفال فقدت أسرهم معيلها، ما جعلهم يتحملون مسؤوليات كبيرة، اضطرتهم إلى ترك الدراسة التي بات مواطنون كثيرون يعتبرونها حكراً على الأغنياء والميسورين.

يقول متخصصون اجتماعيون إن النسبة الأكبر من الأطفال يعملون بأجور يومية، ويبحثون بشكل دائم عن عمل لشراء أغذية أساسية، من دون الأخذ في الاعتبار غالباً خطورتها التي قد تصيبهم بأمراض أو حتى تتسبب في وفاتهم.

وبين الأطفال الذين يواجهون المخاطر الأكبر في العمل أولئك الذي يجمعون خردة ومواد بلاستيكية من مكبات النفايات من أجل بيعها، فهم قد يلتقطون أجساماً حادّة مرمية تلحق بهم أذى أو تسبب أمراضاً لهم، وبينها مخلفات المستشفيات وأشياء تستعمل في المنزل، كما يعملون وسط حشرات ضارّة تحيط بالقمامة.

عند "دوار المحراب" في المدخل الشرقي لمدينة إدلب، شمال غربي سورية، ينضم الطفل علي الأسعد، البالغ 16 عاماً، إلى مجموعة عمال يقصدهم أشخاص لأداء مهام معيّنة تستدعي جهداً بدنياً كبيراً خلال فترة قصيرة، ويحصلون على خدماتهم بعد مناقشة السعر معهم.

يتحدث الأسعد لـ"العربي الجديد" عن عمله الشاق جداً قائلاً إنه "اضطر أحياناً إلى نقل أثاث منزل إلى الطابق الخامس مقابل 50 ليرة تركية (2.12 دولار)، وهذا أفضل من عودتي فارغ اليدين إلى المنزل".

ولدى سؤاله عن سبب عدم ذهابه إلى المدرسة، أجاب: "لا أحب الدراسة، كما يجب أن أعمل كي أساعد والدتي وأختي بعد وفاة والدي، ودفع الإيجار الشهري للمنزل البالغ 50 دولاراً".

أما الأسر التي لا تستطيع تعليم أبنائها فترسلهم للعمل في مهن تساعدهم في الحصول على فرص مستقبلية جيدة، وبينهم حسن الدايخ (15 عاماً) الذي تهجرت عائلته من مدينة حلب، ثم التحق بمدرسة في مدينة إدلب قبل أن يقرر والده تعليمه مهنة كهرباء سيارات في ورشة بالمنطقة الصناعية في مدينة إدلب.

وقال حسن لـ"العربي الجديد": "أحببت مهنة كهرباء السيارات كثيراً، وأنا سعيد جداً بمزاولتها. أتعلم بشكل جيد، ويجيب معلمي على كل أسئلتي، وبت أستطيع تلبية احتياجات الكثير من الزبائن، كما يعتمد معلمي علي في حال غاب عن الورشة. وأنا أطمح في أن أملك ورشتي الخاصة في المستقبل، لكنني حزين على أخي الذي كان يعمل في ورشة مجاورة لميكانيك السيارات، ثم أصيب في يده خلال غارة جوية".

وعموماً، لا حلول لمنع تسرّب الأطفال من التعليم، أو الاهتمام بمستقبلهم، سواء عبر منظمات حكومية أو غير حكومية، في حين لا تتوفر إحصاءات دقيقة لعدد الأطفال المتسرّبين من التعليم، أو الذين يعملون بمهن قد تناسب قدراتهم الجسدية.

وقضى مئات من الأطفال خلال عملهم في جمع الخردة أو رعي الأغنام، أو القطف في الأراضي الزراعية، نتيجة انفجار ألغام وقذائف من مخلفات الحرب في مناطق متفرقة من سورية.

ذات صلة

الصورة
النازح السوري محمد كدرو، نوفمبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

أُصيب النازح السوري أيمن كدرو البالغ 37 عاماً بالعمى نتيجة خطأ طبي بعد ظهور ضمور عينيه بسبب حمى أصابته عندما كان في سن الـ 13 في بلدة الدير الشرقي.
الصورة
معاناة النازحين في سورية، 12 نوفمبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

تواجه عائلة علي إدريس واقعاً قاسياً في ظل الفقر المدقع الذي تعيشه، ذلك بعد نزوحها من مدينة معرة النعمان في ريف إدلب جنوبي سورية قبل خمسة أعوام
الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
الصورة
آثار قصف روسي على إدلب، 23 أغسطس 2023 (Getty)

سياسة

شنت الطائرات الحربية الروسية، بعد عصر اليوم الأربعاء، غارات جديدة على مناطق متفرقة من محافظة إدلب شمال غربيّ سورية، ما أوقع قتلى وجرحى بين المدنيين.