العراق: ملاحقة أمنية مستمرة لتجار المخدرات

04 مارس 2022
حملات واسعة تنفذها القوى الأمنية العراقية لضبط المخدرات (عصام السوداني/ فرانس برس)
+ الخط -

كشفت السلطات الأمنية العراقية، اليوم الجمعة، عن تمكنها من إلقاء القبض على اثنَين من أبرز تجار المخدرات في البلاد خلال عملية نفّذتها وسط العاصمة بغداد، وقد ضبطت بحوزتهما نحو 100 كيلوغرام من مادة "كريستال" المخدرة، وذلك بعد يوم واحد فقط من عملية ناجحة في النجف جنوبي البلاد.

وأسفرت العملية عن ضبط كميات من مواد مخدّرة مختلفة، واعتقال عدد من الضالعين في ترويج وتجارة المخدرات.

وقد أظهرت لقطات مصوّرة، نشرها جهاز الأمن الوطني العراقي إلى جانب بيان، عملية اعتقال التاجرَين في مبنى وسط بغداد، مؤكداً أنّها تمّت بناءً على معلومات استخبارية مسبقة.

وفي السنوات الأخيرة، صار العراق، بحسب ما يقول المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية خالد المحنا، "من بين البلدان التي تنتشر فيها المخدرات بشكل واسع، والتي تُهرَّب عبر الحدود من إيران، وأخيراً سورية. وفي الأشهر الماضية، نفّذت القوات العراقية حملات واسعة ومتلاحقة ضد عصابات وتجار المخدرات في البلاد، أدّت إلى اعتقال عشرات من تجار ومتعاطي المخدرات. كذلك، أسهمت بمحاصرة شبكات توريد المخدرات بشكل كبير".

يضيف المحنا، لـ"العربي الجديد"، أنّ "القوات الأمنية العراقية والقيادة العسكرية في البلاد تولي اهتماماً كبيراً لجرائم المخدرات، وقد تمكّنت قواتنا خلال الأشهر الماضية من اعتقال عدد من التجار الذين اعترفوا بدورهم على تجار آخرين"، مؤكداً أنّ "العراق تمكّن في فترة قصيرة من إسقاط شبكات كانت توزّع مخدرات على الشباب وتدمّر صحتهم ومستقبلهم".

ويلفت المحنا إلى أنّ "المهام الاستثنائية التي تقوم بها الأجهزة الأمنية بلغت مراحل متقدمة من محاصرة وملاحقة عصابات الاتجار بالمخدرات، لا سيّما مع التنسيق العالي بين كل الجهات الأمنية والاستخبارية في البلاد". ويشدّد على أنّ "المخدرات آفة منتشرة في معظم مدن البلاد، وثمّة أكثر من منفذ لإدخالها وإيصالها إلى متناول المتعاطين. لذلك نسعى من خلال حملاتنا الأمنية إلى تجفيف منابع المخدرات".

وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، كشفت وزارة الداخلية العراقية عن أرقام غير مسبوقة لعدد الأشخاص الذين ألقي القبض عليهم بتهمة ترويج وتجارة المخدرات في البلاد.

وفي هذا الإطار، قال اللواء مازن كامل، مدير عام دائرة مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، في تصريح صحافي، إنّ "عام 2021 شهد إلقاء القبض على 11 ألفاً و907 متّهمين بترويج المخدرات، من بينهم 156 امرأة".

وبحسب كامل، فإنّ "من بين هؤلاء 328 حدثاً دون 18 عاماً، و6327 تتراوح أعمارهم ما بين 18 و30 عاماً، و3874 شخصاً تتراوح أعمارهم ما بين 31 و40 عاماً، و1035 آخرين ما بين 41 و50 عاماً".

وأضاف أنّ العاصمة بغداد أتت في الصدارة مع "نحو ألفي متورّط بالترويج لها في جانبي الكرخ والرصافة، تلتها البصرة بواقع 1871 متورطاً، وبابل بـ1617 معتقلاً، ثمّ محافظات أخرى مثل المثنى، وكربلاء، والنجف، وذي قار، وديالى، وصلاح الدين، وميسان، وواسط، والأنبار، والقادسية، وكركوك، ونينوى".

من جهته، يشير الناشط والحقوقي محمد العزاوي، من بغداد، إلى "جهود حقيقية تقوم بها الأجهزة الأمنية لملاحقة واعتقال رؤوس عصابات المخدرات في البلاد"، مؤكداً، لـ"العربي الجديد"، أنّ "جهازَي الأمن الوطني والاستخبارات ينفّذان عمليات نوعية لإنهاء مشكلة المخدرات في العراق. لكن تبقى العصابات المدعومة سياسياً من قبل بعض الأطراف، بالإضافة إلى عدم تمكّن السلطات حتى الآن من مسك الحدود مع إيران بشكل كامل، فهي ما زالت متفلتة وتستخدمها العصابات لتمرير المخدرات".

وتُعَدّ آفة المخدرات في المجتمع العراقي "دخيلة"، وقد ظهرت عقب الغزو الأميركي للعراق في عام 2003.

وكان القانون العراقي قبل الغزو يعاقب بالإعدام شنقاً مروّجي المخدرات، إلا أنّ الإعدام أُلغي بعد الاحتلال، وفُرضت عقوبات تصل إلى السجن مدّة 20 عاماً.

وبحسب ما يشير مراقبون، فإنّ التهريب عبر إيران وسورية تسبّب في إغراق البلاد وتحوّلها إلى دولة عبور كذلك إلى مناطق ودول أخرى.

وتفيد تقارير ذات صلة بأنّ نحو 90 في المائة من مختلف المخدرات التي تدخل إلى العراق، سواء الكريستال أو الحشيشة أو الحبوب أو المخدرات السائلة، تصل من إيران.

ويستخدم المهرّبون طرقاً متفرّقة لمرور المخدرات، ومنها عبر أشخاص إيرانيين يدخلون بحجة زيارة المراقد الدينية، بالإضافة إلى إخفاء المخدرات في بعض صناديق المواد الغذائية، فضلاً عن نقل أخرى في مركبات شحن البضائع، وذلك بطرق مبتكرة تتغيّر وتتطوّر بصورة مستمرة.

المساهمون