تعيش عائلة الشهيد الفلسطيني جمال محمود مجدوب حالة صدمة وذهول، بعد معرفتها أن ابنها جمال هو من نفذ عملية إطلاق النار على سيارة مستوطنة إسرائيلية في شارع حوارة جنوب نابلس شمال الضفة الغربية، أمس الخميس، واستشهد مشتبكا مع قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد ثلاث ساعات من تنفيذه العملية.
يقول خاله محمود أبو حميد في لـ"العربي الجديد":" ما زلنا نعيش حالة من الصدمة، نحن عائلته في الضفة الغربية والأردن، حيث يعيش والده ووالدته وأشقاؤه، لا أحد يصدق أن جمال الذي كان يخطط لإكمال دراسته العليا بالقانون في أوروبا هو منفذ عملية إطلاق النار في حوارة".
والشهيد المجدوب مواليد (1997)، خريج كلية القانون وعاش طيلة حياته في الأردن، ولم يسبق أن تم اعتقاله لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي أو السلطة الفلسطينية، ويعيش مع شقيقه في قرية فرعون جنوب طولكرم شمال الضفة الغربية منذ نحو عامين.
يقول خال الشهيد: "تابعنا مثل الجميع أخبار عملية إطلاق نار في شارع حوارة الرئيسي، وملاحقة الاحتلال للمنفذ الذي اشتبك مع الجنود حتى آخر رصاصة واستشهد".
أمس الخميس، وتحديداً الساعة السابعة مساء، انقطعت أخبار جمال ولم تستطع عائلته التواصل معه عبر هاتفه، يقول خاله: "لقد شعرنا أن هناك شيئا مريبا في الأمر، بعد ساعات قليلة سمعنا في الأخبار عن محاصرة منفذ عملية حوارة واستشهاده".
بعدها بأقل من ساعة اتصلت المخابرات الإسرائيلية بصاحب مقهى كان يعمل فيه جمال وأخبرته بضرورة الحضور لمقابلة المخابرات عند حاجز "جبارة" قرب طولكرم، وهناك سألوه عن اتصاله بمنفذ العملية جمال مجدوب، فأخبرهم أنه يعمل لديه في مقهى في طولكرم ومن الطبيعي أن يتصل به عدة مرات في اليوم، وفق خال الشهيد.
يقول خاله: "حينها أخبرته مخابرات الاحتلال أن جمال هو منفذ عملية إطلاق النار في حوارة واستشهد مشتبكا مع الاحتلال، وأطلقوا سراح صاحب المقهى، الذي أخبرنا بما جرى".
جمال تخرج من كلية القانون، ويعمل في مقهى في طولكرم، ليصرف على نفسه ويدخر ليحقق حلمه بدراسة القانون في أوروبا كما كان يقول دائما، يؤكد خاله.
كان جمال، بحسب الخال، إنسانا هادئا جدا، وكتوما، حتى جدته التي كان يعيش معها في قرية فرعون لم تلاحظ عليه أي شيء، يوضح خال الشهيد
وحسب العائلة، فإن الشهيد حضر من الأردن قبل نحو عامين مع شقيقه ليستقر في طولكرم مع جدته لأمه، سيما أن شقيقته تم خطبتها لشاب في طولكرم، وهم يحبون طولكرم ويرغبون بالاستقرار فيها.
يقول خال الشهيد: "سافر جمال لزيارة عائلته في الأردن، وحضر قبل يومين من تنفيذه لعملية إطلاق النار في حوارة، وكأنه ذهب ليودع والديه وأشقائه".
تعيش جدة الشهيد، بحسب خاله، وضعا نفسيا سيئا منذ يوم أمس، فهي متعلقة به وتعيش معه تفاصيله اليومية ولا تصدق أنه لن يعود للمنزل مثل كل يوم، وحتى الآن لم يتم إخبارها أن جثمانه محتجز لدى الاحتلال وأنه لن يكون له قبر تزوره لتقرأ له الفاتحة عندما تشتاق له.
وأطلق المجدوب عدة رصاصات على سيارة تقودها مستوطنة اسرائيلية على الشارع الرئيسي في حوارة أمس الخميس، ولم يعلن الاحتلال عن أي إصابات، ونفذ الاحتلال عملية تفتيش ومطاردة للشهيد، وبعد ثلاث ساعات وقع اشتباك في بلدة حوارة، حيث تحصن المجدوب في إحدى بنايات البلدة، واشتبك مع الاحتلال حتى استشهد، ليقوم الاحتلال بعدها باحتجاز جثمانه.