الشهيدان حابس وداود ريان... حكاية نضال أهالي بيت دقو

03 نوفمبر 2022
بلدة بيت دقو المناضلة في فلسطين (رويترز)
+ الخط -

خلال أقل من 24 ساعة استشهد الفلسطينيان حابس ريان وقريبه داود ريان، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، ليرويا حكاية نضال بلدتهما ومسقط رأسيهما بيت دقو شمال غرب القدس المحتلة، ويسطرا سجل تاريخ عائلة ريان التي قدمت شهداء وجرحى وأسرى.

حابس العنيد

صباح أمس الأربعاء، استشهد حابس عبد الحفيظ يوسف ريان (54 عاماً) بعدما دهس وطعن جنوداً في صفوف قوات الاحتلال الإسرائيلي تواجدوا على حاجز عسكري شمال غربي رام الله وسط الضفة الغربية. وذكر أفراد من عائلته وأقاربه أنه تعرض عشية استشهاده لإهانة من جنود الحاجز، فعاد للانتقام من قوات الاحتلال.

يتحدر الشهيد حابس من عائلة مناضلة، وكان والده أسيراً أمضى سنوات في السجن بتهمة مقاومة الاحتلال، حين كان حابس ما زال جنيناً في رحم أمه، فأطلق عليه اسمه تيمناً بحبس والده.

كذلك كان خاله أمين هاشم ريان شهيداً، ومن الرعيل الأول المؤسس لحركة فتح والثورة الفلسطينية. وخلال الانتفاضة الثانية عام 2000، ارتقى قريب آخر لحابس هو ابن خاله محمد فضل ريان، شهيداً. وحابس نفسه هو والد الأسير قصي ريان الذي اعتقل مرات، وما زال في الأسر بتهمة مقاومة الاحتلال.

وكان الشهيد حابس إماماً وخطيباً، وهو رب أسرة مؤلفة من خمسة أفراد، أما مهنته فكانت في قطاع البناء داخل بلدته وفي بلدات وقرى مجاورة. وهو لم يشأ أن يعمل في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948. وعرف بتدينه وحسن خلقه ودماثته، وكان جريئاً مقداماً لا يقبل الذل، وعنيداً في الدفاع عن الحق.

داود... حكاية الأسر والشهادة

بدوره أمضى الشهيد داود ريان (42 عاماً) حياته بين الجرح والأسر حتى ارتقى شهيداً فجر اليوم الخميس. عرف بجرأته وشجاعته، وأصيب مرات أحدها قبل نحو ثماني سنوات حين أوشك أن يرتقي شهيداً، وقد عاش حياة الأسر في سجون الاحتلال مرات أيضاً.

والشهيد داود أب لأربعة أبناء، وعمل في قطاع البناء وتربطه صلة قرابة بالشهيد حابس. وتقول عائلته إنه عاش رجلاً واستشهد رجلاً يملك قلباً طيباً جعله يحب الناس ويحبونه، وتميز بجرأته ومواقفه الحازمة.

وشيّع أهالي بيت دقو جثمان الشهيد داود، بينما تواصل قوات الاحتلال احتجاز جثمان الشهيد حابس، منذ استشهاده أمس الأربعاء. وهي اقتحمت بلدة بيت دقو فجر اليوم، ودهمت منزل عائلة الشهيد حابس، وحققت مع أفراد عائلته ميدانياً، فيما أصيب الشاب داود ريان في المواجهات التي اندلعت بين الأهالي وهذه القوات، ثم أعلن استشهاده أيضاً.

ويؤكد سعيد يقين، ابن خال الشهيد حابس، لـ"العربي الجديد" أن الشهيدين ريان انضما إلى قافلة من شهداء بلدة بيت دقو، منذ احتلال فلسطين وحتى الآن.

وتعتبر بيت دقو واحدة من قرى وبلدات شمال غرب القدس التي تشكل مجتمعة شريطاً جغرافياً يطل على الساحل الفلسطيني، وتتميز بموقعها الاستراتيجي جغرافياً وخصوبة أراضيها إذ تتربع على جبل مليء بأشجار الكرمة والزيتون، ما جعلها هدفاً للاحتلال.

وكلمة بيت دقو تحوير من بيت الدقَاق نسبة إلى استخدام مؤسسها الشيخ عمر مؤسس وأبناء القرية عدة الصوفية في البيوت. وتبعد البلدة 13 كليومتراً عن مدينة القدس، فيما يزيد عدد سكان البلدة عن 7 آلاف، وتبلغ مساحتها 8500 متر مربع. وقد التهم  جدار الفصل العنصري مئات من دونمات أراضيها.

المساهمون