غالباً ما يقلق الأطفال حيال أمور مختلفة عن آبائهم، من بينها في السنوات الأخيرة تفاقم التغير المناخي. وتظهر عدة أبحاث حديثة أن معظم الشباب "قلقون للغاية" حيال الأمر، ما أدى إلى خلق ما يسمى "القلق المناخي"، ويعتقد بعض الأطفال والمراهقين الذين يعانون من هذا القلق أنه "لم يعد لديهم مستقبل"، أو أن "الإنسانية محكوم عليها بالفناء"، حسب موقع "سي بي أس نيوز".
تقول أستاذة علم النفس في جامعة "سوفولك" في بوسطن، سارة شوارتز: "يعتقد الكثير من الشباب أن حياتهم ستكون أسوأ من حياة أهلهم، والكثير منهم يعلمون أن العالم سيصبح مكاناً أكثر صعوبة وأكثر قتامة، وبالتالي يزيد خوفهم. العالم بات مخيفاً حقاً بالنسبة إلى كثيرين".
وحسب دراسة نُشرت في العام الماضي، وشملت 10 آلاف شخص تتراوح أعمارهم بين 16 إلى 25 سنة من بلدان عدة حول العالم، قال 59 في المائة من الشباب إنهم قلقون للغاية حيال أزمة تغير المناخ، فيما أشار أكثر من 45 في المائة إلى أن مشاعرهم بشأن تغير المناخ أثرت سلباً على تفاصيل حياتهم اليومية وعلى أدائهم. وقال 62 في المائة من الشباب إنهم قلقون بشأن تغير المناخ، فيما قال 67 في المائة إنهم حزينون وخائفون.
تقول جوانا فلوريس، وهي تلميذة في الثانوية: "يجب أن يتحدث الناس عن الأمر أكثر لأن الكوكب يخصهم. يجب أن يقلقوا على صحتهم". تعيش فلوريس في تشيلسي بولاية ماساشوستس الأميركية، وتقول إنّ وقود الطائرات وملح إذابة ثلوج الطريق وزيت التدفئة مخزنة في النهر، وفي المناطق من حوله، ما يجعل من الصعب على بعض السكان الاقتراب من المياه. تضيف: "يجب القيام بأي شيء، مثل المشاركة في زراعة الأشجار، أو تنظيف الشوارع من القمامة. يجب على الأشخاص المشاركة أكثر في مثل هذه الأنشطة لأنها تساعد المجتمع كثيراً على التنبه إلى المخاطر".
بدورها، تقول غريندول أوليفا (16 سنة)، إنه "أمر مخيف للغاية أن تفكر في ما ينتظر الأجيال المقبلة من جراء تغير المناخ". أما داريين رودريغيز (15 سنة)، فتقول: "أنا قلقة للغاية لأنني أريد إنجاب أطفال، ومشاهدة أحفادي. أشعر أنني لن أتمكن من تجربة ذلك لمجرد أن الناس لا يهتمون بما يفعلون، فكيفية معاملة الأشخاص للبيئة لا تبشر بخير".
وتعلق أستاذة علم النفس، سارة شوارتز: "القلق يتزايد من تغير المناخ، ويرتبط ذلك بزيادة الأعراض السريرية للاكتئاب والقلق".