السيول تجرف الخيام في إدلب ومياه الصرف الصحي تغرق أخرى

05 مايو 2022
ما زالت المخيمات تحصي الأضرار الناتجة عن السيول (محمد سعيد/ الأناضول)
+ الخط -

تسبّبت الأمطار الغزيرة التي تساقطت في شمال غرب سورية في أضرار مادية شملت نحو 20 مخيماً للنازحين كحصيلة أولية، في حين أنّ مخيمات أخرى ما زالت تحصي الأضرار الناتجة عن السيول.

وأفاد فريق "منسقو استجابة سورية" في آخر بياناته الصادرة عنه، اليوم الخميس، بأنّ 19 مخيماً تضرّرت حتى الآن، معظمها في قطاع ريف إدلب الشمالي، بالإضافة إلى أجزاء أخرى من مخيمات ريف حلب، شمال غربي سورية. وأوضح أنّ الأضرار تركّزت بمعظمها في المخيمات التي سبق أن تضرّرت، خصوصاً في الداخل.

أضاف الفريق أنّ المخيمات تعاني بشكل عام من ضعف كبير في عمليات الاستجابة الإنسانية التي تقدّمها المنظمات العاملة في المنطقة، لافتاً إلى أنّ الاستجابة الإنسانية لم تبلغ حتى الآن الحدّ المطلوب وكلها ذات تأثير محدود.

وشدّد الفريق على ضرورة تقديم الدعم الإنساني فوراً في كلّ المخيمات، والتركيز على أعمال البنى التحتية وإصلاح الطرقات خشية من زيادة الأضرار. وقد حمّل كلّ الجهات المعنية، بما فيها الجهات المسيطرة والمنظمات الدولية والإنسانية والمجتمع الدولي، مسؤولية التأخير في تعويض المتضررين وبالتالي زيادة مأساة النازحين في المخيمات كلها.

في هذا الإطار، يقول منور إبراهيم النازح من ريف حماة الشمالي إلى تجمّع مخيمات أطمة القريب من الحدود السورية-التركية، شمالي محافظة إدلب، لـ"العربي الجديد"، إنّ "السيول الناتجة عن الأمطار الغزيرة جرفت اليوم الخميس خيام نازحين كثيرين في التجمّع"، مؤكداً أنّ "هؤلاء بمعظمهم تضرّروا من العاصفة المطرية، وأنّ عدداً من الخيام جرفته السيول بشكلٍ كامل بسبب تدفّقها السريع وغزارة الأمطار".

يضيف إبراهيم الذي يقطن تحديداً في مخيم "آورينت" الواقع من ضمن تجمّع مخيمات أطمة، أنّ "مياه الصرف الصحي دخلت إلى جزء كبير من الخيام القماشية، وكذلك إلى الغرف المبنية من الطوب، فشبكة الصرف لا تستوعب هذه الكمية من السيول، بالإضافة إلى أنّ الشبكة سيئة جداً في الأساس، ما قبل حدوث السيول".

ويطالب إبراهيم بـ"وضع حدّ لهذه المعاناة المستمرة بين النازحين في كلّ فصل شتاء، ومساعدتهم من خلال إيوائهم في منازل صالحة للسكن، وليس في خيام من القماش أو غرف مبنية من الطوب، لا سيّما أنّ بعضها تهدّم بفعل الرياح الشديدة في خلال فصل الشتاء الأخير، مع العلم أنّها أُقيمت قبل أشهر فقط".

ويلفت إبراهيم إلى أنّ "الأمطار تتسبّب دائماً في تشكّل مستنقعات من الطين على طرقات المخيمات الداخلية"، مشدّداً على "ضرورة أن تعمد المنظمات الإنسانية إلى تعبيد الطرقات وإصلاح شبكات الصرف الصحي وإبعادها عن الخيام كي لا تتسبّب في أمراض للأطفال، لا سيّما أنّنا مُقبلون على فصل الصيف الذي تكثر فيه الحشرات. كذلك لا بدّ من تحسين الواقع الخدمي والمعيشي حتى لا تتكرّر هذه المأساة في كلّ عام، أو إعادة النازحين إلى ديارهم".

من جهته، يقول مصعب الحفيان النازح من مدينة معرة النعمان إلى تجمّع مخيمات كفر يحمول، شمالي محافظة إدلب، إنّ "هذا الشتاء هو أقسى شتاء عشته منذ بدء رحلة نزوحي من مدينتي إلى المخيمات"، موضحاً أنّ "نازحي المخيمات في حالة يرثى لها الآن بسبب السيول التي جرفت عدداً كبيراً من الخيام ضمن التجمّع".

ويحكي الحفيان، لـ"العربي الجديد"، عن "حركة نزوح داخلية كبيرة في المخيمات، إذ يبحث السكان عن خيام أخرى أقلّ تضرراً"، مضيفاً أنّ "أخي الذي يقطن مع عائلته نزح إليّ صباح اليوم بسبب تسرّب مياه الأمطار إلى خيمته. وربّما أنزح أنا وأخي في الساعات المقبلة في حال استمرّت السيول على هذه الحال"، لافتاً إلى أنّه يعمل مع زوجته وبناته "منذ ليل أمس لإخراج مياه الأمطار من داخل الخيمة، علماً أنّ الأغطية والفرش كلّها مبللة".

المساهمون