السوريون في مناطق النظام مستاؤون من تقنين الخبز

24 سبتمبر 2020
توزيع الخبز في مخابز دمشق من طريق البطاقة الإلكترونية (ستيفن بواتانو/Getty)
+ الخط -

تحوّل رغيف الخبز إلى هاجس يومي بالنسبة إلى غالبية السوريين، بعد إلحاقه بنظام التقنين، فحُدِّدَت ثلاثة أرغفة ونصف يومياً فقط، للفرد، توزّع عبر ما يُسمى "البطاقة الذكية". هذا بعد أن تحوّل المواطنون، باعتراف رسمي، إلى الاعتماد على الخبز مادةً رئيسية في وجباتهم، بعد ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل كبير، الأمر الذي زاد من تعقيد حياتهم اليومية، وسط انتشار الطوابير أمام الأفران ومراكز بيع الخبز بشكل غير معقول.

"لم يبقَ سوى الهواء لم يُقنَّن بعد في سورية"، بحسب ما قال أبو حسيب رمضان، وهو مواطن دمشقي. وتساءل في حديث مع "العربي الجديد": "لا أدري كيف تفكر هذه الحكومة، بعدما أصبح الخبز الوجبة الرئيسية للسوريين، في ظلّ ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل غير مسبوق، هل تريد أن تحرمنا إياه؟".

ويتابع: "أنا معتاد مع ولديَّ الشابين، أن نستهلك بكل وجبة على الأقل رغيفين لكل منا، أي كلّ منا بحاجة إلى ربطة خبز يومياً، ففي الربطة 7 أرغفة فقط، هذا من دون أن أحسب حصة زوجتي، في حين أنّ النظام الجديد يسمح لنا بالحصول على ربطتين يومياً فقط، لأنّ عائلتي مكوّنة من أربعة أفراد".

ويوضح أبو حسيب: "يُقال نحن شعب يأكل الخبز بالخبز، لكثرة اعتمادنا على هذه المادة، فنتناول بها الرز والبرغل والبطاطا، وحتى الشوربة وغيرها من المأكولات. بماذا سنعوّض الخبز؟".

من جانبها، تحار أم حسان مصفي، كيف ستجعل أبناءها الأربعة يعتادون تناول رغيف خبز واحد، على كلّ وجبة، وتقول في حديث مع "العربي الجديد": "أبنائي معتادون تناول السندويشات بين الوجبات، إضافة إلى أنّنا كجميع السوريين، لا نبدأ طعاماً قبل أن يكون الخبز أمامنا، بل حتى إننا لا نشعر بالشبع إن لم نتناول الخبز".  

وأضافت: "في السابق، كان يمكن الجار أن يأخذ من جاره عدداً من أرغفة الخبز أو حتى ربطة خبز إن احتاج، ويكاد يكون هذا الدين هو الوحيد الذي لا يرد. لكن اليوم أخجل أن أطلب من جارتي، ولو رغيف خبز واحداً، لأنني أعلم أنني آخذه من حصّة أحد أفراد عائلتها".

وما زال محمد النبكي (68 عاماً)، يشعر بالصدمة من قرار تقنين الخبز، مشيراً إلى أنّ "من المعروف أنّ السوريين يزور بعضهم بعضاً كثيراً، فإن زارني أحد أقربائي أو أصدقائي أو حتى ولدي المتزوج وأبناؤه، فهل أطلب منهم أن يجلبوا خبزهم معهم؟ إلى أيّ زمن أسود وصلنا".

وأضاف، في حديثه لـ"العربي الجديد": "يقول أصحاب هذا القرار إنّ الهدف من الآلية الجديدة، إيصال الدعم إلى مستحقيه. كيف يكون ذلك وأنا الفقير المعدم، حصّتي من الخبز كحصة الغني المتخم؟ لكن لا أحد يجيب".

يشار إلى أنّ "وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك" في حكومة النظام، أعلنت في 19 سبتمبر/ أيلول الجاري بدء توزيع الخبز في جميع مخابز دمشق وريف دمشق واللاذقية، عبر البطاقة الإلكترونية وفق نظام الشرائح. وأضافت أنّه يحق للعائلة المؤلفة من شخص أو اثنين، الحصول على ربطة خبز واحدة، والعائلة المؤلّفة من ثلاثة أو أربعة أشخاص تحصل على ربطتين، والعائلة المؤلّفة من خمسة أو ستة أشخاص تحصل على ثلاث ربطات، ومن سبعة أشخاص وأكثر على أربع ربطات.

وذكرت الوزارة على موقعها الرسمي على الإنترنت، أنّ هذه الخطوة "جاءت في إطار الجهود التي تبذلها لتأمين احتياجات الأسرة بشكل عادل، ولمنع التلاعب والاتجار بمادة الخبز، وتخفيف حالة الازدحام أمام الأفران"، مضيفة أنه بحسب المعطيات، التي بدأت تظهر من خلال تطبيق هذا النظام، "لوحظ أنّ هناك وفراً في مادة الخبز مع الانخفاض في الازدحام على المخابز"، على حد قولها.        

دلالات
المساهمون