السلطات الصربية تحتجز 50 تونسياً في المطار وتمنعهم من المغادرة

31 أكتوبر 2022
لا تفرض صربيا تأشيرات سفر على التونسيين الراغبين بزيارتها (نيكولاس إيكونومو/نورفوتو)
+ الخط -

يواجه نحو 50 تونسياً الاحتجاز في صربيا بعد منعهم من قبل السلطات من مغادرة المطار، الذي وصلوا إليه قادمين من تركيا على متن رحلات جوية، وسط قلق من انتهاك حقوقهم في التنقل وإجبارهم على العودة إلى تركيا.

وقال البرلماني السابق مجدي الكرباعي، الأحد، إنّ السلطات الصربية احتجزت نحو 50 تونسياً قدموا من تركيا، مرجحاً أن يكون هؤلاء قد تعرضوا للاعتداء قبل إيوائهم في مركز احتجاز.

وأكد الكرباعي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ التونسيين المحتجزين في صربيا وصلوا على دفعتين؛ دفعة أولى تتكون من 40 مسافراً جرى احتجازهم السبت، ودفعة ثانية جرى احتجازها الأحد، مشيراً إلى أنّ السلطات الصربية بصدد انتهاك حقوق مسافرين تونسيين وصلوا إلى أراضيها بطرق قانونية، على اعتبار أنّ صربيا لا تفرض تأشيرة سفر على التونسيين.

وأفاد الكرباعي بأنّ المنظمات الإنسانية والحقوقية ممنوعة من معاينة أوضاع التونسيين المحتجزين في مركز احتجاز بالعاصمة الصربية بلغراد، مبدياً مخاوف من إمكانية تعرضهم للتعنيف أو ممارسات غير قانونية.

ورجّح الكرباعي أن تتولى السلطات الصربية إعادة ترحيل التونسيين نحو تركيا، في غياب أي ضمانات قانونية تحمي حقوقهم في السفر المحمية بمقتضى القوانين الدولية. وطالب البرلماني السابق السلطات التونسية بالتحرك لحماية مواطنيها والدفاع عن مصالحهم، لا سيما في ظل شبهات لتعرضهم للعنف من قبل الأمن الصربي والتهديد بإعادة ترحيلهم.

ومن المرجح أن تفرض السلطات الصربية، في نوفمبر/ تشرين الثاني، قيود سفر على التونسيين باعتماد تأشيرة السفر المسبقة، وذلك تحت ضغط دول الاتحاد الأوروبي في إطار سياسات كبح موجات الهجرة من دول جنوب المتوسط. ويعد خط تركيا صربيا، أو ما يسمى بخط دول البلقان، من مسالك الهجرة المستجدة التي يعتمدها تونسيون للوصول إلى دول أوروبية.

ويبدأ مسلك الهجرة من تونس مروراً بتركيا ثم صربيا، حيث تتولى هناك شبكات الهجرة مساعدة الشباب الواصلين عبر الرحلات الجوية في العبور عبر المسالك البرية نحو النمسا أو ألمانيا وفرنسا.

وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، كشفت دراسة عرضها الأستاذ الجامعي والباحث في علم الاجتماع، نجيب بن طالب، عن بوادر تحوّلات اجتماعية عميقة تشهدها محافظة تطاوين جنوبي تونس، بسبب موجات الهجرة المكثفة لشباب المنطقة عبر خط تركيا دول البلقان وصولاً إلى العواصم الأوروبية.

وأبرز البحث الميداني الذي أجراه فريق البحث هجرة 12 ألف شاب من محافظة تطاوين خلال الأشهر الثمانية الأخيرة، حيث تحولت "الحرقة" إلى ما يشبه كرة الثلج، بعد أن انخرطت أسر بأكملها في تمويل رحلات الهجرة السرية بكلفة تصل إلى حدود 20 ألف دينار للفرد الواحد.

تحدثت الدراسية عن غياب الوعي الرسمي بخطورة التحولات التي تشهدها المجتمعات المحلية في محافظات الجنوب التونسي بسبب الهجرة، مرجّحة أن تكون السلطة منخرطة بدورها في التشجيع على هجرة الشباب في اتفاق سري مع دول أوروبية. وأشارت إلى أن هجرة الشباب في محافظة تطاوين تحوّلت إلى ظاهرة شمولية بصدد التمدد إلى محافظات أخرى جنوبي تونس.

وفي العام الماضي، حاولت السلطات التركية تقييد سفر التونسيين في اتجاه صربيا عبر أراضيها، معلنة عبر بلاغ نشرته شركة الخطوط التركية أنها لن تبيع مستقبلاً تذاكر سفر إلى صربيا مروراً بتركيا للتونسيين من دون رخصة سفر رسمية تصدرها السلطات التونسية. وكانت الغاية من هذا الإجراء الحد من رحلات الهجرة غير النظامية لتونسيين نحو أوروبا، غير أن نزيف الهجرة لم يتوقف.

المساهمون