الرئيس العراقي: 600 ألف نازح يعيشون أوضاعاً صعبة

18 يونيو 2023
ملف النازحين يشكل أزمة حقيقية للسياسيين في العراق (زيد العبيدي/ فرانس برس)
+ الخط -

أكد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، اليوم الأحد، وجود قرابة 600 ألف نازح يعيشون أوضاعاً صعبة للغاية في العراق، دون التطرق إلى آليات إرجاعهم إلى مناطقهم أو الحديث عن الفصائل المسلحة والمليشيات الموالية لإيران على بلدات مفرغة من ساكنها.

وجاء حديث رشيد، خلال استقباله في بغداد وفداً من الأمم المتحدة، بمن فيه مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، موضحاً أن "قرابة ستمائة ألف نازح يعيشون أوضاعاً بالغة التعقيد والصعوبة ولم يقدم لهم شيء على أرض الواقع"، ومؤكداً ضرورة "البدء بالعمل الفعلي وتقديم نتائج ملموسة في ملف النازحين وإنهاء هذا الملف من خلال إعادتهم لمناطق سكناهم".

ودعا عبد اللطيف رشيد الأمم المتحدة إلى "زيارة وزارات الموارد المائية والزراعة والكهرباء ومناطق الأهوار"، لافتاً إلى أن "أزمة المياه التي يمر بها العراق بسبب السياسات المائية لدول الجوار وعدم وجود إدارة فعالة لملف المياه ونقل إنتاج الطاقة الكهربائية".

وسبق لمفوضية حقوق الإنسان في العراق أن كشفت عن وجود أكثر من مليون نازح "وفق الأرقام الدولية"، لكن الموجودين في مخيمات النزوح بإقليم كردستان يقربون من 650 ألف نازح. وفي يناير الماضي، كشفت حكومة إقليم كردستان، شمالي العراق، عن وجود أكثر من 900 ألف نازح ينتشرون في مخيمات ومدن الإقليم.

كما أعلنت وزيرة الهجرة في الحكومة المركزية ببغداد إيفان جابرو، في العامين الماضيين، عدة مرات، إغلاق جميع مخيمات النازحين في المحافظات باستثناء التي أقيمت في إقليم كردستان، فيما أكدت العام الجاري أن الملف سينتهي بشكل كامل خلال 6 أشهر ضمن البرنامج الحكومي، إلا أن ذلك لم يتحقق.

في السياق، قال عضو البرلمان العراقي هادي السلامي، إن "ملف النازحين من أكثر الملفات التي تشكل أزمة حقيقية بالنسبة للسياسيين والنواب والمجتمعات المحلية، إذ لم تتمكن ثلاث حكومات من حل إشكالياتهم، وتحديداً في المدن منزوعة السكان التي تسيطر عليها جهات مسلحة، وترفض الخروج منها".

وأضاف السلامي في حديثٍ مع "العربي الجديد"، أن "حكومة السوداني كانت قد وعدت في منهاجها الحكومي، والتعهدات للأحزاب السنية بأن يتم حل هذه الأزمة، لكن في الحقيقة لا يبدو أن هناك أي إجراءات حقيقية، كما أن السلطات نفسها تختلف بشأن الأعداد الحقيقية لهؤلاء النازحين الذين يعانون من مشكلات كثيرة في مخيماتهم".

من جانبه، أشار الناشط المدني من محافظة بابل، علي الجنابي، إلى أن "رئيس الجمهورية تجنب الحديث مع الأمم المتحدة عن وجود بلدات عديدة في العراق، مفرغة من سكانها الأصليين منذ نحو 7 سنوات، ولا يجرؤ على الحديث بشأن الفصائل المسلحة والمليشيات التي تمنع حتى قوات الجيش والشرطة من الدخول إليها، بضمنها بلدة جرف الصخر شمالي بابل".

واعتبر الجنابي في اتصالٍ مع "العربي الجديد" أن "رئيس الجمهورية كان قد تحدث في وقتٍ سابق عن النازحين، دون أن يسعى إلى جانب بقية السلطات بإنهاء معاناة عشرات الآلاف من العراقيين"، مؤكداً أن "هذا الملف سيبقى أداة ابتزاز بيد الأحزاب والمسؤولين، دون التمكن من التقدم ولو بخطوة واحدة لإنهائه".

وعلى أرض الواقع، لا يزال أكثر من 400 ألف عراقي ممنوعين من العودة إلى مدنهم بقرار من الفصائل المسلحة التي تستولي عليها، وأبرزها منطقة جرف الصخر (شمالي بابل)، التي تضم قرى وأريافاً منزوعة السكان، مثل الفارسية وصنيديج والقراغول وغيرها، يتحدر منها نحو 140 ألف نسمة.

وتسيطر على المنطقة مليشيات "كتائب حزب الله" و"النجباء" و"عصائب أهل الحق" و"جند الإمام"، منذ نهاية عام 2014. كما منعت تلك المليشيات سكان بلدات أخرى، أبرزها العوجة ويثرب وعزيز بلد وقرى الطوز وقرى مكحول في محافظة صلاح الدين، والعويسات وذراع دجلة وجزء من منطقة الثرثار ومجمع الفوسفات في محافظة الأنبار، وقرى المقدادية وحوض العظيم، شمال شرقي محافظة ديالى، من العودة إليها.

المساهمون