الدفاع المدني السوري يُعدّ عناصره للتعامل مع الحالات الإسعافية

31 مارس 2021
عناصر الدفاع المدني السوري (العربي الجديد)
+ الخط -

يسعى الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، إلى جعل جميع عناصره قادرين على التعامل مع الحالات الإسعافية الطارئة التي يواجهونها في أثناء عملهم في المناطق الواقعة شمال غربي البلاد، وخاصة في اللحظات التي تسبق وصول فرق الإسعاف المختصة، بهدف الحفاظ على أرواح المدنيين، وتقليل نسبة الضرر الناجم عن عمليات الإسعاف الخاطئة، وضمان وصول المصابين إلى المستشفيات دون إحداث مضاعفات.

وفي سبيل هذا الغرض، أطلق بالتعاون مع "جامعة حلب الحرة" التابعة للحكومة السورية المؤقتة في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي دبلوماً لتدريب عشرات العناصر على مبادئ الإسعاف، ومن ثمّ توزيعهم على فرقه كافة، كي تكون جميع الفريق مصحوبة بمسعفين، قادرين على التعامل مع جميع الحالات الإسعافية.

يقول المنسق الإعلامي للمشاريع في الدفاع المدني، سراج محمود، لـ"العربي الجديد": تعتبر مسألة تدريب متطوعي فرق الإنقاذ في الخوذ البيضاء مهمة جداً، وخاصة في مجال الإسعافات الأولية، ولا سيما مع ظروف العمل في الشمال السوري، التي تقتضي أن يكون المنقذون مؤهلين جيداً ليكونوا قادرين على التعامل مع جميع الحالات بدءاً بلحظة الوصول إلى مكان الشخص المصاب، ومروراً بجميع مراحل نقله حتى الوصول إلى المستشفى.

ويشير إلى أن الدفاع المدني يسعى إلى رفع كفاءة المتطوعين في صفوفه، لذلك بدأ بخطة لتدريبهم على المهارات العملية والنظرية في مجال الإسعاف ضمن دبلوم أكاديمي بالتعاون مع "جامعة حلب في المناطق المحررة"، وهذا الدبلوم جزء من برنامج رفع كفاءة فرق الإسعاف وزيادة عدد المتطوعين الذين يمتلكون تدريبات إسعافات متقدمة.

وبحسب محمود، فإن الدبلوم يستهدف 100 متطوع لمدة ستة أشهر على مرحلتين، مدة كل فصل ثلاثة أشهر، بعدد 720 ساعة تدريب نظرية وعملية، يحصل المتدربون بعد انتهائها واجتياز الاختبارات على شهادة دبلوم مهني معترف بها من "جامعة حلب الحرة".

ويؤكد أن الدبلوم يتضمن منهاجاً مختصاً بتأهيل مسعف احترافي في 14 محوراً، أهمها ما يتعلق بأساسيات التمريض والإخلاء والإسعافات الأولية، وإسعاف الأطفال والمصابين بأمراض مزمنة، والإسعاف الجراحي، وتمريض الطوارئ والحالات الحرجة وعلم الأدوية، والإنعاش القلبي الرئوي، إضافة إلى مبادئ التشريح، وغيرها من المبادئ والعلوم المهمة للمسعفين، واختير المتطوعون لحضور الدبلوم، بناءً على التوزع الجغرافي لمراكز الدفاع المدني السوري التي يتبعون لها، بهدف تغطية أكبر عدد من المراكز بالمسعفين الخريجين في المرحلة الأولى، إضافةً إلى شرط وجود شهادة ثانوية، وهي شرط أساسي لقبول المتدرب في الدبلوم.

ويلفت محمود إلى أن الدفاع المدني يخطط للبدء بدبلوم مماثل بعد الانتهاء من الدبلوم الحالي، وذلك في إطار عملية التأهيل ورفع عدد المسعفين الخريجين في فرق الإنقاذ، وكي يكون عناصر الدفاع قادرين على التدرّب والتأهّل داخل نطاق الدفاع المدني السوري وخارجه.

وبدوره يقول المشرف العلمي على الدبلوم عبد القادر المسط لـ"العربي الجديد"، إن الدبلوم يهدف إلى تحويل عناصر الدفاع المدني من منقذين إلى مسعفين في الوقت نفسه، وأن يكون هؤلاء العناصر قادرين على التعامل مع سيارة الإسعاف بكل تقنياتها وأجهزتها، ومع مختلف أنواع الإصابات الحربية والباردة ومع أصحاب الأمراض المزمنة، إضافة إلى تقنيات نقل المرضى بشكل سليم دون إحداث أضرار، قد تضاعف من إصاباتهم.

وبحسب المسط، فإن فترة الدبلوم مقسمة إلى ثلث نظري وثلثين عمليين، بهدف جعل المتدربين يمارسون الإسعافات الأولية بشكل عملي في مستشفيات الشمال السوري، من أجل تمكينهم من التعامل مع جميع الظروف التي يواجهونها، وسيكون التركيز خلاله أيضاً على أكثر الحالات والإصابات التي تشهدها مناطق الشمال السوري، والآليات السليمة للتعامل معها، ونقلها إلى المستشفيات بحرفية تامة.

ويقول المتدرّب يوسف عبد الخالق لـ"العربي الجديد": واجهنا خلال عملنا الكثير من الحالات التي تحتاج إسعافات أولية، ولم يكن بيننا حينها أي مسعف، وهذا جعلنا نشعر بالحاجة لوجود مسعفين بين فرق الدفاع المدني، لكونها دائماً تكون أول الواصلين إلى مناطق القصف والانفجارات والحوادث الطارئة.

وكان الدفاع المدني قد أطلق العديد من الدورات الإسعافية لتدريب المتطوعات والمتطوعين في صفوفه، بسبب الصراع الدائر، الذي تكثر فيه حوادث الإصابة والانفجارات، التي يصعب على الفرق الطبية والإسعافية الوصول إليها بشكل سريع.

 وتأسّس الدفاع المدني أواخر عام 2012 كفرق من المتطوعين، بهدف الاستجابة للقصف الجوي على الأحياء، وبسبب سحب الخدمات الحكومية الأساسية مثل الإطفاء والرعاية الصحية، وخدمات الطوارئ.

وتتألّف فرقه من نحو ثلاثة آلاف متطوعة ومتطوع، ينشطون في المناطق الخارجة عن سيطرة قوات النظام، شمالي سورية، وكان لهم دور بارز في إنقاذ المدنيين من الهجمات التي شنّتها قوات النظام وروسيا خلال السنوات الثماني الماضية.

المساهمون