تنتشر الأمراض الناجمة عن تلوث المياه في مدينة الحسكة شمال شرقي سورية، نتيجة اعتماد الأهالي على المياه التي يشترونها من الصهاريج، والتي لا تخضع لأي نوع من أنواع الرقابة الصحية، فضلاً عن مصادرها المجهولة، في الوقت الذي يشتكي فيه القطاع الصحي من ضعف شديد في الإمكانيات التي تحول دون تغطية الحالات المرضية كافة.
وتعاني المدينة من قلة المياه التي تصلها عبر محطة علوك في ريف الحسكة الغربي، وهي المصدر الرئيسي للمياه بالنسبة للمدينة، حيث تقع المحطة في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش التركي والجيش الوطني، مع تجاهل الإدارة الذاتية مشروعاً سابقاً كان من المفترض أن يجري ضخ الماء من خلاله للمدينة.
"تدخل المجتمع الدولي والمنظمات الدولية" هو الحل من وجهة نظر الطبيب عنتر سينو، العامل في مشفى الشعب في مدينة الحسكة، لحلّ أزمة المياه التي تعانيها المدينة، مطالباً بالضغط على الجهات المسيطرة على محطة "علوك" لضخ المياه إلى الحسكة.
وحذر سينو من المياه الملوثة التي تنقل بالصهاريج، قائلاً: "الوضع خرج عن السيطرة، إذ نستقبل عدداً هائلاً من المرضى بشكل يومي، ونعاني من نقص المواد الطبية، ونطالب المنظمات الدولية بتوفير الأدوية اللازمة لمتابعة هذه الأمراض".
يتراوح عدد المصابين بالأمراض الناجمة عن تلوث المياه بمشفى الشعب في مدينة الحسكة ما بين 125 و 150 حالة يوميا
ويتراوح عدد المصابين بالأمراض الناجمة عن تلوث المياه بمشفى الشعب في مدينة الحسكة ما بين 125 و150 حالة يومياً، وفقاً لسينو، موضحاً لـ"العربي الجديد" أنه نتيجة انقطاع المياه يراجع المشفى الكثير من المواطنين يعانون الإسهال، والتهاب الأمعاء، والأمراض الجلدية، وأمراض الكلى.
"لا يوجد في البيت ماء ويتعارك الناس للحصول عليه"، تقول أم عادل لـ"العربي الجديد"، راصدة معاناة أسرتها للحصول على الماء: "خزان الماء بـ10 آلاف ليرة، ولا نستطيع توفير ثمنه، دلو ماء بالكاد يكفي، عائلتنا مكونة من 10 أشخاص، نريد أن نحصل على الماء في بيوتنا، ولا نريد أن نقف في الطوابير".
"نحن معدومون من كل شيء"، قالتها أم خضر من حي النشوة الغربية في مدينة الحسكة لـ"العربي الجديد"، مضيفة: "كل 5 أيام يأتي صهريج الماء مرة واحدة، كل بيت يحصل على دلوي ماء"، مشيرة إلى معاناتها من مرض القلب، مما يضطرها لنقل الماء في إبريق، كونها لا تستطيع حمل أكثر من ذلك.
وكشف تقرير أصدرته مبادرة "ريتش" في يناير/ كانون الثاني الماضي أن "أسراً في مدينة الحسكة أجبرت على تقليل استهلاكها للمياه من الشبكة المحلية التي تعتمد عليها، كما اضطرت إلى التزود بالمياه بطريقة مكلفة من خلال شرائها من صهاريج لتلبية احتياجاتها. وحالياً تعاني نحو 96 بالمائة من الأسر من نقص المياه، وعدم كفاية الكميات لتلبية احتياجاتها، ما يحتم خفضها كميات الاستهلاك الذي بدوره يرفع المخاطر الصحية".