رمضان والأمراض المزمنة: نصائح ضرورية لصيام صحي
يمثّل صيام شهر رمضان تحدياً للمصابين بأمراض مزمنة مثل داء السكري وأمراض القلب والضغط وغيرها، ويفتح الباب أمام أسئلة كثيرة حول قدرة مرضى السرطان على الصيام وتأثير ذلك على رحلتهم العلاجية من عدمه. يأتي ذلك نتيجة التغيير الذي يفرضه شهر الصوم على العادات اليومية للناس في ما يتعلق باستهلاك الطعام والشراب، وكذلك نشاطهم البدني.
في حديث مع "العربي الجديد"، يشرح أخصائي جراحة القلب والصدر ورئيس تحرير موقع صحتك، الدكتور عامر شيخوني، أثر الصوم على المصابين بالأمراض المزمنة خصوصاً السكري والقلب.
يسود اعتقادان حول علاقة مرضى السكري بشهر رمضان، ففيما يرى البعض أنّه من الضروري أن يتجنّبوا صيامه، يرى البعض الآخر أنّ مرضهم لا يؤثر أو يتعارض مع أداء هذا الفرض الديني. أما الدكتور شيخوني، فيرى أنّ معظم مرضى السكري الذين يتمتعون بـ"مستوى سكر منضبط" يستطيعون الصيام، بل قد يكون ذلك أنفع لصحتهم من تجنّبه. ويلفت شيخوني إلى أنّ المقصود بمستوى السكر المنضبط هو بقاؤه ثابتاً، وألا يكون مستواه في الدم عرضةً لتقلبّات شديدة، صعوداً أو هبوطاً. لكن، وفي الوقت نفسه، ينبّه إلى وجود حالات معيّنة ينصح معها بالإفطار.
متى ينصح مرضى السكري بعدم الصيام؟
- حين يكون المريض مصاباً بالسكري من النوع الأول (السكر الشبابي)، إذ يصعب في هذه الحالات ضبط مستوى السكر.
- حين يكون مصاباً بالسكري من النوع الثاني أي غير المنضبط.
- حين يكون مصاباً بالسكري المنضبط، لكنّه تعرّض إلى وعكة صحية، مثل الرشح أو الالتهابات.
كما يقدّم شيخوني إرشادات تساعد مرضى السكري على تحضير أنفسهم للصوم، ويرى أنّ على كل مريض بالسكري استشارة طبيبه المعالج قبل حلول رمضان حول إمكانية أدائه فريضة الصيام من عدمها، فلكل مريض وضعه الخاص وطبيبه هو الأقدر على تقييمه. كما يجب على المريض الالتزام بمواعيد الأدوية المقررة من جانب الطبيب، خاصة أنّ جرعاتها قد تختلف خلال رمضان عن الأيام العادية. إضافةً إلى ذلك، يمكن لمريض السكري أن يصوم عدّة أيام في شهري رجب وشعبان، كنوعٍ من التحضير والاختبار لجسده، تمهيداً لشهر رمضان.
ويوجّه شيخوني عدّة نصائح لمرضى السكري ليكون صيامهم آمناً وسليماً.
نصائح لصيام آمن وسليم لمرضى السكري
- تناولوا كميات معتدلة من الطعام خاصة عند الإفطار، لأنّ احتمال ارتفاع السكر يصير أكبر في حال أفرط الصائم في الأكل خلال الإفطار.
- تناولوا وجبة السحور، إضافة إلى وجبة أو وجبتين خفيفتين بين الإفطار والسحور، فالوجبات الصغيرة والمتكرّرة أفضل من الاكتفاء بوجبة كبيرة، وذلك لتفادي الهبوط في نسبة السكر في الدم جراء التوقف عن الأكل، وهو يحدث عادةً في الفترة ما بين الظهر وقبيل المغرب.
- تجنبوا المشروبات والحلويات التي تكثر في رمضان، خاصةً المشروبات التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر مثل العصائر، وتلك التي تحوي كميات كبيرة من الكافيين مثل القهوة والشاي ومشروبات الطاقة.
- لا تفرطوا في تناول التمر، إذ يملك الكثير من الأشخاص فكرة خاطئة تقول إنّ التمر غير مضر ولا يرفع مستوى السكر في الدم، لأنّه يحوي "سكراً طبيعياً"، لكنّ ذلك غير دقيق.
- ثابروا على قياس مستويات السكر في الصباح وقبيل الإفطار وبعده بساعتين، خاصةً في الأيام الأولى من رمضان.
- في حال شعر مريض السكري بالتعب، خاصةً في حال هبوط مستوى السكر، فيتوجب عليه الإفطار، تجنّباً لوقوع مضاعفات صحية خطيرة.
أما بالنسبة لمرضى القلب فيعتبر الصيام أحد أنواع "التمرين للقلب". فعملية تناول الطعام وهضمه تُعدّ نوعاً من الجهد على القلب، أما الامتناع عن الأكل خلال الصيام فهو بمثابة فترة راحة.
من هم مرضى القلب الذين يجب ألا يصوموا؟
بحسب شيخوني، تشمل هذه الفئة أي مريض وضعه غير منضبط طبياً، مثل مرضى قصور القلب ومرضى ضعف عضلة القلب الذين يحتاجون إلى علاج دائم وضبط مستمر، لذا فإن الصيام قد يسبب لهم تعباً شديداً. كذلك مرضى هبوط القلب الذين يصابون عادة بضيق التنفس، والخفقان، والتعب، والوهن، وأحياناً تكون لديهم وزمات انتفاخ في الطرفين السفليين وسوائل زائدة في الرئتين. أما الفئة الثالثة فتضم المرضى الذين لديهم أعراض شديدة من فشل القلب.
لكن بإمكان بعض المصابين بأمراض القلب والضغط المرتفع اتباع إرشادات تجعل من صيامهم صحياً بلا مخاطر، أولها عدم الإفراط في تناول الطعام عند الإفطار، خصوصاً الغني بالدسم لأن هضم كميات كبيرة من الطعام الدسم يجهد القلب، وتفادي شرب السوائل الزائدة عن الحاجة، وتجنب مشروب السوس.