الحزن يخيّم على القدس بسبب حرب غزة... وزينة رمضان غائبة

11 مارس 2024
يصلون استعداداً لشهر رمضان (مصطفى الخاروف/ الأناضول)
+ الخط -

خلت البلدة القديمة في مدينة القدس الشرقية، اليوم الاثنين، من مظاهر البهجة التقليدية بحلول شهر رمضان، مع دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة شهرها السادس. ففي أزقة وحارات البلدة القديمة المؤدية إلى المسجد الأقصى، غابت الأضواء الزاهية والزينة التي عادة ما تميز البلدة في شهر الصيام.

والزينة تقليد سنوي يعبر الفلسطينيون من خلالها عن بهجتهم بحلول شهر الصوم وترحيبهم بالوافدين إلى المسجد وتمسكهم بالقدس كمدينة عربية. ويقول مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية (غير حكومي) زياد الحموري: "القدس حزينة فعلاً، وتمكن ملاحظة ذلك في كل التفاصيل. فرمضان هذا العام في القدس ليس كغيره من الأعوام. الناس حزينة بسبب الحرب على غزة". يضيف: "لا توجد زينة لا في البلدة القديمة ولا في الأحياء المحيطة، وذلك تعبيراً عن الحداد على الشهداء والغضب مما يجري ضد أهلنا في غزة. هناك دعاء وصلوات لأهلنا في غزة".

وانتشر مئات أفراد الشرطة الإسرائيلية عند بوابات البلدة القديمة وفي أزقتها وعند البوابات الخارجية للمسجد الأقصى. وشوهد أفراد الشرطة وهو يوقفون الشبان ويدققون في هوياتهم ويمنعونهم من المرور عبر بوابات البلدة القديمة للوصول إلى الأقصى لأداء الصلوات.

ودأبت الشرطة في شهر رمضان من الأعوام الماضية على السماح للمصلين من سكان القدس الشرقية والداخل الفلسطيني بالوصول إلى المسجد الأقصى، ولكنها تفرض قيوداً بالقوة هذا العام.

ومساء أمس الأحد، منعت الشرطة الإسرائيلية مئات الشبان الفلسطينيين من الدخول إلى المسجد الأقصى للمشاركة في صلاتي العشاء والتراويح، واعتدت عليهم بالضرب عند باب المجلس، أحد الأبواب المؤدية إلى المسجد.

ويتوافد عشرات آلاف المصلين يومياً إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان لأداء الصلوات، ولكن القيود الإسرائيلية تفرض مخاوف من رمضان مختلف هذا العام. وأعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها ستتبع ذات الإجراءات التي اتبعتها في الأعوام الماضية في ما يخص الصلاة في الأقصى خلال رمضان.

ولا تزال الضبابية تغطي على هذا القرار، في ظل استمرار الشرطة الإسرائيلية بمنع الشبان من الدخول إلى المسجد لأداء الصلوات.

ومساء الأحد، منعت الشرطة الإسرائيلية الفلسطينيين من سكان القدس الشرقية دون سن 40 عاماً من دخول المسجد لأداء صلاة العشاء والتراويح. في المقابل، فإن عدة آلاف من الفلسطينيين تمكنوا من دخول المسجد الأقصى لأداء الصلاة. ولا تزال السلطات الإسرائيلية تمنع جميع الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية من المرور عبر الحواجز العسكرية المحيطة بالقدس للوصول إلى المسجد لأداء الصلاة.

ويقول الحموري: "القيود الإسرائيلية مشددة وهناك انتشار كثيف لقوات الشرطة الإسرائيلية في جميع أنحاء المدينة، وقيود على دخول الشبان الفلسطينيين إلى البلدة القديمة أو المسجد الأقصى". ويستدرك: "لكن رغم كل القيود الإسرائيلية، فإن الفلسطينيين يستمرون في محاولاتهم المتكررة للوصول إلى المسجد الأقصى للصلاة".

ويستعد التجار لاستقبال رمضان قبل أسابيع من حلوله، إذ تتكدس البضائع استعداداً للحركة النشطة التي تشهدها المدينة طوال الشهر. لكن التقديرات بعدم السماح للفلسطينيين من سكان الضفة بالوصول إلى الأقصى وفرض القيود على الوصول إلى القدس من الداخل الفلسطيني تجعل تقديرات التجار متشائمة.

ويقول الحموري: "هناك تراجع اقتصادي منذ بداية الحرب بسبب الإجراءات الإسرائيلية، بما فيها إغلاق البلدة القديمة بالكامل أمام من هم من غير سكانها". يضيف: "شهر رمضان هو بمثابة موسم لتجار القدس. لكن مع فرض القيود على وصول المصلين، فإن هذا مؤشر على تفاقم الأزمة الاقتصادية المتفاقمة أصلاً".

وخلافاً للسنوات الماضية، فإن أعداداً قليلة جداً من المسلمين في العالم تمكنوا من الوصول إلى القدس لإحياء شهر رمضان فيها. وفي كل عام، يتوافد مئات من المسلمين من بريطانيا وجنوب أفريقيا وغيرها من الدول إلى القدس حيث يقيمون في فنادقها ويحييون رمضان. لكن هذا العام، تعد أعدادهم قليلة جداً بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة ووقف العديد من شركات الطيران الدولية رحلاتها إلى تل أبيب. 

(الأناضول)

المساهمون