الجزائر تتهيأ مبكراً لمواجهة حرائق الصيف

01 مايو 2023
تتّجه الجزائر إلى تقنيات حديثة في إطفاء حرائق الغابات بدلاً من النظام التقليدي (الأناضول)
+ الخط -

بدأت السلطات الجزائرية تتهيأ مبكراً لمواجهة الحرائق في موسم الصيف المقبل، مع وضع خطة استباقية تتعلّق بتوفير المعدّات واستخدام التكنولوجيات الحديثة لمراقبة الغابات، وذلك بعد الكارثة البيئية التي خلّفتها الحرائق في البلاد في خلال موسمَي الصيف الماضيَين.

وتنوي الجزائر، في هذا الإطار، شراء ستّ طائرات متوسّطة الحجم مخصصة لإطفاء الحرائق، دعماً لأسطول الطائرات والمروحيات التي تملكها. يُذكر أنّها كانت قد تسلّمت طائرتَين في ديسمبر/ كانون الأول ويناير/ كانون الثاني الماضيَين، وقد خضعتا لأولى التجارب الفنية في عمليات الإطفاء قبل أسبوع من اليوم.

وكلّف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الحكومة في خلال اجتماع مجلس الوزراء، مساء أمس الأحد، بوضع "نظام يقظة فعّال يطلق الإنذار مع تحديد دقيق لنقاط التدخّل، للسيطرة على النيران قبل توسّع نطاقها"، وهو ما يمكّن من مواجهة حرائق الغابات بنجاح. كما أمرت الحكومة باستخدام "أحدث التكنولوجيات المصنّعة محلياً في موسم الصيف لحراسة المساحات الغابية"، بدلاً من الاعتماد على النظام التقليدي.

وقد تقرّر في هذا الصدد إطلاق مناقصة لفائدة المؤسسات الناشئة من أجل عصرنة وسائل وتجهيزات مراقبة الغطاء الغابي عن طريق طائرات من دون طيار أو "درون"، بالإضافة إلى التنسيق مع قيادة أركان الجيش لتسهيل هذه العمليات الحيوية والسيطرة على الحرائق، ومنع كلّ استهداف للثروة الغابية في البلاد، خصوصاً في منطقة الشمال التي تضرّرت في السنوات الأخيرة من جرّاء الحرائق.

في يونيو/ حزيران 2022، قدّم المهندس الجزائري الشاب عادل محمد بالعربي، الذي يملك مؤسسة ناشئة في مجال الطائرات من دون طيار، مشروعاً مطوّراً للحكومة يقضي باستخدام طائرات من دون طيار في مراقبة الغابات والمساهمة في تقنيات التشجير. وقد شرح المهندس أنّ تلك الطائرات قادرة على حمل غرسات الأشجار في أحجام مختلفة ورميها بالسرعة التي تسمح بانغرازها في التربة، علماً أنّه في إمكان الطائرة الواحدة أن تحمل 5.700 غرسة، الأمر الذي يعني تشجير نحو 10 هكتارات يومياً.

وتفيد البيانات الرسمية التي قدّمها رئيس الحكومة أيمن بن عبد الرحمن في المؤتمر الدولي للبيئة في استوكهولم بالسويد، بأنّ الجزائر فقدت في الأعوام العشرة الأخيرة أكثر من 30 في المائة من غطائها النباتي بسبب الحرائق التي التهمت آلاف الهكتارات من الأراضي الغابية والزراعية، أي ما يراوح ما بين 30 و40 ألف هكتار سنوياً، بالإضافة إلى أسباب أخرى تتعلّق بالتصحّر. وقد خسرت الجزائر في العام الماضي 100 ألف هكتار من الثروة الغابية في حرائق منطقة القبائل وفي 16 ولاية، الأمر الذي دفع الحكومة إلى الإعلان عن خطة لزيادة الغطاء الغابي إلى 4.7 ملايين هكتار بحلول عام 2035، وإعادة تأهيل النظم البيئية المتضرّرة.

المساهمون