احتفل الجزائريون، الاثنين، بعيد الفطر في أجواء من التراحم، وحضرت صور الفرحة بالعيد، خاصة لدى الأطفال، وبدت مظاهر العيد هذا العام أكثر حضوراً مقارنة مع العام الماضي، بعد إلغاء القيود التي كانت مفروضة على الفضاءات العامة بسبب انتشار فيروس كورونا.
وتحرص العائلات الجزائرية في اليوم الأول من العيد على التزاور وصلة الرحم، وكان لافتاً أن إلغاء السلطات مجمل القيود على التنقل والفضاءات العامة بعد انتهاء الأزمة الوبائية، وتدني معدلات الإصابة بفيروس كورونا إلى أقل من ثلاث إصابات يوميا، سمحا للجزائريين باسترجاع النفس الطبيعي للحياة، وساعد على عودة مظاهر الفرحة في الفضاءات العامة والمتنزهات التي تقصدها العائلات.
وقال كيش منير من مدينة حجوط، قرب العاصمة الجزائرية، لـ"العربي الجديد"، إن "العيد هذا العام أفضل بكثير من العام الماضي، لقد اختفت كورونا نسبياً واختفت معها كل القيود التي كانت مفروضة على الناس، وهذا يسمح للعائلات بالتنقل والتزاور من دون خوف، ويتيح للأطفال اللعب بحرية، بينما لم يكن هذا ممكناً العام الماضي، حيث كنا نسلم على أهلنا حين نزورهم من الباب وعلى مسافة تجنباً لكورونا".
ويتوقع أن تشهد المتنزهات العامة، خاصة يوم غد، إقبالاً كبيراً من العائلات، ولهذا الغرض، فرضت السلطات خطة أمنية ونشرت تشكيلات على مستوى الفضاءات والساحات العمومية التي تعرف توافداً كبيراً للمواطنين، وذلك بهدف ضمان أمن المواطن وحماية الممتلكات، وضمان الحركة المرورية وتسهيل تنقلات سائقي المركبات عبر المحاور والطرق الرئيسية والفرعية.
ودعت وزارة التجارة التجار المداومين إلى التزام المداومة وفتح محلاتهم لتمكين المواطنين من قضاء حاجياتهم، خاصة بالنسبة للمخابز ومحال التموين الغذائي، حيث كانت وزارة التجارة أعلنت، السبت الماضي، عن تسخير حوالي 50 ألف تاجر، من بينهم 6250 ينشطون في قطاع المخابز، للعمل في أيام عيد الفطر.
وفي نفس السياق، أبقت مؤسسة مترو الجزائر على خدمات قطارات الأنفاق والترامواي في العاصمة الجزائرية، إضافة إلى استمرار نشاط حافلات نقل المسافرين، لضمان تنقل المواطنين وسط العاصمة والمدن الكبرى، فيما يلاحظ نقص لافت يوم العيد بالنسبة لحافلات النقل وسيارات الأجرة ما بين الولايات.
وفيما أدى رئيس الحكومة أيمن بن عبد الرحمن اليوم صلاة عيد الفطر المبارك في الجامع الكبير وسط العاصمة الجزائرية، وكذلك عدد من مستشاري الرئيس ووزراء في الحكومة، غاب الرئيس عبد المجيد تبون للعام الثالث على التوالي عن صلاة العيد، وكان الأخير قد وجه، الليلة الماضية، كلمة إلى الشعب الجزائري بمناسبة العيد، أشاد فيها بالروح التضامنية التي سادت الجزائر خلال الشهر الفضيل عبر الأنشطة الخيرية التي قامت بها فعاليات المجتمع المدني في عموم أنحاء البلاد.