الجالية الجزائرية في غزة... مساعدات تردّ الروح

11 مايو 2024
الشعب الجزائري داعم للفلسطينيين وقضيتهم (بلال بنسالم/ Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الجالية الجزائرية في غزة تعتمد على المساعدات من الحكومة والشعب الجزائري لمواجهة الصعوبات، مع تنظيم عبر مجموعات التواصل لتوزيع المساعدات بالتعاون مع جمعيات مثل "البركة".
- جهود مستمرة لدعم الجالية والمهجرين تشمل إقامة مخيمات والتخطيط لمستشفى ميداني، مع تقديم دعم مادي ولوجستي يشمل الطعام، الخيام، والمساعدات النقدية.
- الجالية متماسكة ومتفائلة رغم الظروف، مع برامج إغاثية متنوعة ونداءات للحكومة الجزائرية لتسهيل الإجلاء، مؤكدين على الحاجة المستمرة للدعم في مواجهة الأزمة.

تعتمد الجالية الجزائرية في قطاع غزة على المساعدات المقدمة من الحكومة والشعب للبقاء على قيد الحياة في ظل العدوان، وهو ما يمنحها الأمل.

"لا أستطيع وصف شعوري لدى استلام طرد غذائي يحمل اسم الجزائر وعلمها. بل هو شعور بالفخر. المساعدات الجزائرية المقدمة إلينا ترفع من معنوياتنا. نعيش الألم والقهر مع كامل الشعب الفلسطيني في غزة"، يقول الجزائري سمير غباين الموجود في قطاع غزة منذ عام 2019. يضيف: "نشعر في تلك اللحظة، وعلى الرغم من الظرف العصيب لنا كجزائريين وفلسطينيين في آن، بأن الشعب الجزائري وبلدنا لم يتخلّيا عنا. الشعب الجزائري رفع رؤوسنا أمام أهلنا في غزة بتبرعاته السخية". ويؤكد أن وضع الجالية الجزائرية عموماً لا يختلف عن وضع الشعب الفلسطيني، بل هي في قلب المحنة الفلسطينية. ويقول لـ"العربي الجديد": "نحن 14 فرداً في العائلة. ومنذ سبعة أشهر نزحنا إلى منطقة رفح، وقد تكفلت جمعية البركة الجزائرية بنا وقدمت لنا الخيام. نحصل على الخبز يومياً، بالإضافة إلى طرود غذائية بشكل أسبوعي. كما حصلنا على الفرش والأغطية وطرود صحية وحفاضات وحليب للرضع وملابس للأطفال ومساعدات نقدية". 
ونظمت الجالية الجزائرية في غزة نفسها في مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات لتسهيل عمليات التموين وتوزيع المساعدات وتحديد أماكن توزيعها وتحديد الاحتياجات. ويدير فريق من جمعيات "البركة" و"الأيادي البيضاء" جهود التنسيق والتخطيط اليومي لعمليات الإغاثة. ومؤخراً، أعلنت البركة عن إقامة مخيم إضافي للجالية الجزائرية في منطقة دير البلح إلى جوار مستشفى شهداء الأقصى، كما تخطط لإقامة المستشفى الميداني الجزائري في خانيونس. 
ويشعر أفراد عائلة جزائرية أخرى في غزة تضم خمسة أفراد، هم الزوج عبد المطلب محمد المصري وهو من مواليد الجزائر وقد عاش فيها 25 عاماً، إذ كان والده مدرساً في الجزائر وتوفي ودفن في منطقة أولاد موسى (الضاحية الشرقية للعاصمة الجزائرية) وزوجته عبير وأربعة أطفال يحملون الجنسية الجزائرية، بالحنين إلى الجزائر بمجرد أن تصلهم الطرود والمساعدات الإغاثية من الجزائر. وتوضح عبير لـ"العربي الجديد": "عشنا في الجزائر ثم غادرنا إلى غزة قبل عام. المساعدات تخفف عنا بعض الشيء في ظل الوضع الصعب الذي نعيشه. ساعدتني جمعية البركة على تأمين نظارة لابني بعدما انكسرت نظارته عندما حاولنا الهروب من القصف خلال النزوح. وطلبت منهم توفير الدواء لي كوني أعاني من أزمة صدرية وعندي التهاب حاد جداً في الرئتين".

تنفذ الجمعيات الجزائرية، على غرار البركة، مشاريع وبرامج إغاثية لصالح الجالية الجزائرية منذ بدء العدوان الإسرائيلي. ويؤكد أفراد الجالية أن هذه الجهود تركت بصمة لدى الجميع. ففي بعض الأحيان، يقدم المحسنون والمتبرعون في الجزائر تبرعات ومبالغ مالية تسلّم إلى مكاتب الجمعيات الخيرية العاملة في غزة، خصوصاً البركة، لتقديمها للجالية الجزائرية والمهجرين في قطاع غزة. وحالما يتم ذبح العقائق، توزع اللحوم على النازحين من الجالية الجزائرية وغيرها، كما يتم توزيع وجبات يتم تجهيزها.

الجزائر (بلال بنسالم/ Getty)
يحاول الشعب الجزائري تخفيف معاناة الجالية الجزائرية والفلسطينيين في غزة (بلال بنسالم/ Getty)

ويشرح عضو الفريق المسؤول في جمعية البركة في القطاع، وسام أبو يحيى، كيفية تنفيذ جهود الإغاثة الحالية الجزائرية ومصاعبها. ويقول لـ"العربي الجديد": "منذ بداية العدوان، أطلقت الجمعية حملة الوعد المفعول بدعم وتمويل من الشعب الجزائري لصالح أبناء الجالية الجزائرية وكافة الشعب الفلسطيني في غزة، في محاولة لتخفيف آثار العدوان. ومع موجة النزوح من الشمال إلى غزة وخانيونس، أطلقنا مبادرة لتنظيم الاتصال بالجالية الجزائرية، وتمكنا من الوصول إلى 190 أسرة جزائرية تقيم في غزة، وقدمنا لهم المواد التموينية والفرش ومبالغ نقدية، وخصصنا لهم مكاناً لتسليمهم الخبز الطازج يومياً، بالإضافة إلى زكاة الفطر، وكانت تجربة أولى أن يقدم شعب زكاته لصالح الشعب الفلسطيني". يضيف: "تعاهدنا مع إدارة الجمعية في الجزائر وشعبنا أن نعمل بالإمكانيات المحدودة، وأنشأنا مخيم الأمير عبد القادر للجالية الجزائرية. ونشرف على 14 مخيما تم تسمية كل منها باسم شهيد من شهداء الجزائر، تيمناً بالثورة الجزائرية. كما أنه لدينا خبز ومطبخ ينتج 40 ألف رغيف توزع على الجالية وكافة النازحين".

وعلى الرغم من كل هذه الجهود، يأمل عدد من أفراد الجالية أن يتمكنوا من الخروج من غزة ولو مؤقتاً وأن تضع الحرب أوزارها، وتجدد مناشدة الحكومة الجزائرية لفعل ذلك، خصوصاً أن عملية الإجلاء تعترضها صعوبات كبيرة. وتؤكد الجزائرية تماضر مناد الطيب عزيز (39 عاما)، التي تقيم في غزة منذ عام 2001، أن الجالية الجزائرية ككل سكان القطاع عاشت ظروفا صعبة بسبب النزوح والعدوان، وهو ما جعلها تعتمد بشكل أساسي على "المساعدات التي توفرها جمعية البركة والجمعيات الإغاثية الأخرى. وتقول لـ"العربي الجديد": "في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها وغلاء المواد الغذائية وغيرها، تساعدنا الطرود التي نتسلمها من الجمعيات الجزائرية على مواجهة احتياجاتنا الأساسية. وما زلنا بحاجة إلى أشياء كثيرة مثل الغاز، ونأمل أن يسعى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى إجلائنا".

المساهمون