التغير المناخي يتسبب في انخفاض أعداد طيور البطريق

12 أكتوبر 2022
البطريق أديلي يستعد للقفز في المحيط بحثا عن الأسماك (Getty)
+ الخط -

لطالما شكلت منطقة القطب الجنوبي بيئة مناسبة لطيور البطريق، وتحديداً نوع "أديلي" الأكثر انتشاراً، إذ تقدر الدراسات، منها ما نشره موقع "polar guide book" وجود نحو 10 ملايين بطريق من هذه الفصيلة في جميع أنحاء العالم، لكنها تواجه اليوم، أزمة بعد ملاحظة انخفاض أعدادها.

بحسب تقرير نشره موقع Global Change Biology وتناقلته الصحف العالمية، فقد لاحظ خبراء في مجال الطب، انخفاضاً سريعاً في أعداد طيور البطريق قبالة سواحل القطب الجنوبي. ويعتقد خبراء أستراليون، أن الانخفاض هذا، يعود سببه إلى التغيرات البيئية.

5 فصائل من طيور البطريق، باتت حالياً معرضة للخطر أو مهددة بالانقراض، نتيجة التغير المناخي

فقد تسبب التغيير المناخي، وتبدل درجات الحرارة، في زيادة الضغط على هذه الأنواع من الطيور، إذ لم تعد قادرة على تأمين طعامها، وهو ما يجعلها مهددة بالانقراض. وفق بيانات نشرتها منظمة الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة- وهي منظمة معترف بها دوليًا تقوم بتقييم أنواع الحياة البرية والحفاظ على الموائل (البيئات الطبيعة وحمايتها)، فإن 5 فصائل من طيور البطريق، باتت حالياً معرضة للخطر أو مهددة بالانقراض، نتيجة التغير المناخي.

وأوضحت المراقبة التي أجراها خبراء أستراليون، انخفاض بطريق "أديلي" بنسبة 43 في المائة على مدى عقد من الزمن قبالة الساحل الشرقي لأنتاركتيكا، وتحديداً في 52 جزيرة، بالقرب من محطة أبحاث Mawson. يقول العلماء إن هذا الانخفاض هو تناقض صارخ مع مجموعات بطريق أديلي الأخرى في شرق القارة القطبية الجنوبية حيث كانت الأعداد مستقرة أو متزايدة.

علامة خطيرة على ما تشهده بيئة البطاريق

نتائج ما توصل إليه العلماء من خلال البيانات التي تم جمعها، ليست الأولى من نوعها، فقد كشفت أيضاً، دراسات سابقة نشرت في موقع "Birdlife" المتخصص بشؤون الطيور، أن أعداد هذا النوع من البطاريق، قد شهدت انخفاضاً بنسبة 50 في المائة في الثلاثين عاماً الماضية، وحدثت الانخفاضات تحديداً في جزر شيتلاند الجنوبية في القطب الجنوبية.

بحسب البيانات الحديثة، أجرى العلماء مسوحاً لأكثر من 50 جزيرة، على امتداد 100 كيلومتر من الخط الساحلي بدء من العام 2010 إلى عام 2020 لمراقبة حياة هذا النوع من البطاريق، وطرق تزاوجها.

ووجدوا أن عدد الأعشاش المشغولة انخفض من 176.622 إلى 99.946 ، وهو ما يترجم إلى انخفاض بنحو 77000 عش أو 154000 طائر متكاثر.

علقت الدكتورة لويز إيمرسون، عالمة بيئة الطيور البحرية بحسب ما نقلته صحيفة "الغارديان" البريطانية، على هذا الانخفاض، بالقول" إن ما تشهده هذه المناطق من انخفاض في عدد البطاريق، ما هو إلا علامة خطيرة على ما تشهده بيئة البطاريق"، معتبرة أن تأثيرات الصيد، والأنشطة البشرية الأخرى، إضافة إلى التغير المناخي، تشكل عوامل أساسية لتهديد حياة هذه الطيور.

وبحسب الدراسة، كان هناك انخفاض عام في الجليد السريع في القارة القطبية الجنوبية، وهو ما يعيق قدرتها في للحصول على الطعام، إذ يتعين على طيور البطريق، المشي على الجليد لفتح المياه، والبحث عن الطعام، ومع انخفاض نسبة الجليد، فإن ذلك يضطرها إلى السفر لمسافات أطول، للحصول على الطعام، وهو ما يعيق أيضاً عملية إطعام صغارها.

لم تنف أيضاً جين يونغر، وهي محاضرة في معهد الدراسات البحرية والقطب الجنوبي بجامعة تسمانيا، أن عملية البحث عن الطعام الشاقة هذه، لها نتائج سلبية ليس فقط على آباء البطاريق، ولكن أيضاً على صغارها، إذ ستضطر بدورها إلى البحث عن الطعام، وهو ما يعرضها لمخاطر عديدة، أبرزها أنها ستكون عرضة للحيوانات المفترسة.

 

المساهمون