لا يمكن الركون في وضع كالذي يعيشه قطاع غزة حالياً إلى الأرقام التي يجري تداولها لأسباب من بينها سرعة تغيرها نتيجة الغارات والقصف البري والبحري المتواصل، رغم ذلك فإن عداد الضحايا يشمل القطاع التعليمي.
وفقاً لأرقام الأمم المتحدة، فإنه بحلول منتصف ديسمبر/كانون الأول، قُتل ما لا يقل عن 200 معلم، وأصيب أكثر من 500، وتضرر 352 مبنى مدرسياً، أي أكثر من 70 في المائة من البنية التحتية التعليمية، أما الضحايا التلامذة فهم بالألوف.
منذ بداية العدوان، لجأ نحو 700 ألف نازح إلى 92 مدرسة من بينها 83 تابعة لوكالة "أونروا"، وتعرضت قرابة 20 مدرسة منها لاستهداف مباشر، ومن بين المجازر التي استهدفت المدارس: في 8 نوفمبر/تشرين الثاني، استُهدفت مدرسة تابعة لـ"أونروا" في خانيونس فأصيب العشرات، وبعد 24 ساعة فقط، قصفت طائرات الاحتلال خمس مدارس مرتكبة العديد من المجازر، أبرزها في مدرسة الفاخورة في جباليا التي كانت تؤوي آلاف النازحين، ما أدى إلى استشهاد العشرات وجرح آخرين، كما تعرضت مدرسة أسامة بن زيد في منطقة الصفطاوي لقصف مباشر أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 50 وإصابة العشرات. وسقط 20 شهيداً وأصيب العشرات في قصف مدفعي استهدف مدرسة في شمالي غزة، واستشهد 23 نازحاً في قصف لمدرستين في مخيمَي جباليا والشاطئ.
وفي 2 نوفمبر، قصف العدو الإسرائيلي مدرسة أبو حسين في مخيم جباليا، ما أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 20 وعشرات الجرحى، كما قُصفت مدرسة أبو عاصي بالقذائف الفوسفورية المحرم استخدامها في الأماكن المأهولة، ما أدى إلى استشهاد 5 نازحين على الأقل، واستهدف الاحتلال مدرستين تحولتا إلى ملاجئ في مخيم البريج للاجئين.
وفي 8 نوفمبر استهدفت مدرسة تابعة لـ"أونروا" في وسط مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد العشرات، وفي العاشر من الشهر نفسه، خلف القصف الإسرائيلي لمدرسة البراق 50 شهيداً على الأقل.
هذه بعض معطيات ما يعانيه القطاع التربوي في غزة، بينما الواقع أشد هولاً، لأن خطة التهجير الإسرائيلية من شمال القطاع إلى جنوبه لم ترحم من لجأوا إلى مدارس الجنوب ظناً أن رفع علم "أونروا" عليها يعني أنها تحظى بحماية دولية، فما حدث كان عكس ذلك، إذ تحولت تلك المدارس إلى أهداف، وقتل فيها المئات مثلها مثل المستشفيات. ليصبح القطاع التعليمي مثل بقية القطاعات ضحية للعنصرية الصهيونية.
وحسب ما قال المتحدث باسم "يونيسف" في القدس، جوناثان كريك، فإنه "لا يوجد أي شكل من أشكال التعليم في قطاع غزة في الوقت الحالي. كان هناك ما يقرب من 625 ألف طالب في القطاع قبل الحرب، ولا يذهب أي منهم إلى المدارس حالياً. مستوى العنف والأعمال العدائية المستمرة والقصف المكثف الذي يحدث لا يسمح بالتعليم".
(باحث وأكاديمي)