أطلقت "بلدية الشعب" في مدينة الحسكة التابعة لـ"الإدارة الذاتية" شمال شرق سورية، حملة أمس الإثنين لمنع نبش القمامة في المدينة بحثاً عن المواد القابلة لإعادة التدوير في حاويات القمامة.
واصل أسعد، من بلدية الشعب في مدينة القامشلي، تحدث لـ"العربي الجديد" عن هذا القرار، وأوضح أنه في الفترة الأخيرة ونتيجة الشكاوى التي وردت لجميع المؤسسات المسؤولة وخاصة البلديات، تمت الموافقة على القبض على جميع الأشخاص الذين ينبشون الحاويات، سواء عن طريق الدراجات النارية أو الهوائية أو عن طريق الحمير، وهؤلاء يقومون بالنبش في الحاويات في جميع الأحياء وفي السوق، ويقومون بقطع أكياس القمامة ونبشها ويأخذون المواد التي تباع ويتركون الباقي مرمياً، وأضاف "في حي الكورنيش راقبنا بعض هؤلاء الشباب والأطفال، الذين يفتشون الحاويات، وقبضنا عليهم كانوا يقومون بقطع أكبال الكهرباء في الأحياء".
ولفت الأسعد إلى أن هؤلاء من الناحية الصحية يلوثون وينشرون القمامة في الأرض "ونتيجة الشكاوى للبلدية ألقي القبض على هؤلاء مع وسائلهم، وسيتم التحقيق معهم لمعرفة لأي جهة يعملون، وسيتم وضع حد لهم وتأمين الأعمال والوظائف لهم لمنع هذه الظاهرة المؤذية للمجتمع".
بدوره أوضح المواطن فهد محمد، من سكان مدينة الحسكة، لـ"العربي الجديد" أن الظاهرة أصبحت تثير الكثير من المشكلات، أبرزها نبش القمامة، وأحياناً تصل مساحة القمامة إلى عشرات الأمتار بمحيط الحاوية كونهم يرمون الأكياس بعد تقطيعها وإخراج المواد منها.
مضيفاً "هذه الظاهرة تثير المشكلات والكثير من النباشين من أعمار مختلفة والكثير منهم يمتهن التخريب كالسرقة والعبث بالسيارات أو الأملاك الخاصة وغير ذلك، وهذا يسبب الكثير من الأمراض والروائح الكريهة. يجب وضع حل لكن بالتأكيد ليس من خلال القبض عليهم بل من خلال إيجاد فرص العمل كون هذه الظاهرة تندرج تحت البطالة المقنعة، وإذا وجد هؤلاء عملاً لن يعملوا عملاً كهذا، وهناك الكثير منهم لديهم الأغنام والأبقار ويبحثون عن الخبز لإطعام حيواناتهم".
ولا يجد معظم الأهالي أن الحل بالقبض على هؤلاء، إنما يجب أن يكون الحل بإيجاد عمل مناسب لهم يتيح لهم كسب الرزق دون النبش في القمامة، وإلحاق الضرر بالمجتمع.
تقول ثناء عبدي لـ"العربي الجديد" إن هناك حاوية قمامة تحت شرفة بيتها تماماً، ويتسبب نبش القمامة في انتشار الروائح "لو كانت هناك شركة أو جهة تنظم عمل هؤلاء وتوفر لهم آليات نقل مناسبة غير الحمير أو العربات، ستكون هناك فائدة من المواد التي يمكن أن تباع بالنسبة لهم، ولن يسببوا المشكلات لنا، أو إن وجد لهم عمل مناسب، خاصة الأطفال منهم الذين تركوا الدراسة".
ويتجه الكثير من الأطفال والعاطلين على العمل للنبش في حاويات القمامة في مدينتي الحسكة والقامشلي في محافظة الحسكة شمال شرق سورية التي تسيطر عليها "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، بهدف جمع المستوعبات البلاستيكية والكرتون والمواد القابلة لإعادة التدوير، مع ارتفاع معدلات البطالة وسوء الواقع المعيشي.