استمع إلى الملخص
- تنفذ جماعة "القربان" طقوساً قاسية تشمل تقديم أشخاص قرابين للإمام علي عبر الانتحار، مما تسبب في اضطرابات اجتماعية وأمنية.
- استمرت القوات العراقية في ملاحقة الجماعة، حيث ألقت القبض على 20 متهماً في المثنى و27 في ذي قار وواسط وميسان، مؤكدة اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.
أعلنت السلطات الأمنية في العراق، القبض على 47 شخصاً من المتورطين في النشاط بحركة جماعة "القربان" المثيرة للجدل في عدد من محافظات جنوبي البلاد، مؤكدة إحالتهم إلى القضاء ليتم التحقيق معهم حول نشاطاتهم التي هزت الشارع العراقي.
ونشطت أخيراً في عدد من المحافظات العراقية، خصوصاً محافظة ذي قار الجنوبية، جماعات دينية، من بينها جماعة القربان أو "العلاهية" التي تنفّذ طقوساً قاسية ومتطرّفة تتضمّن تقديم أشخاص قرابين إلى الإمام علي بن أبي طالب من خلال الانتحار بطرق بشعة، الأمر الذي تسبّب في اضطرابات اجتماعية وأمنية بمحافظات جنوب العراق. وخلال الشهرين الماضيين نفذت القوات العراقية حملات ملاحقة لتلك الجماعات في البلاد، واعتقلت العشرات منهم في عدد من المحافظات الجنوبية.
العراق يواصل القضاء على حركة القربان الدينية المنحرفة: قوات الامن في محافظة المثنى تلقي القبض على (20) متهماً من الحركة ومنهم العارف وهي تسمية تطلق على المنظرين لهذه الحركة أو بمعنى (المبلغ والداعية) كما القت قوات الامن في (ذي قار وواسط وميسان) على (27) متهماً ينتمون للحركة pic.twitter.com/PxiPLfgHib
— Alasmar - الاسمر (@Alasmar_iq) September 2, 2024
واليوم الاثنين، ووفقا لبيان لجهاز الأمن الوطني العراقي، فإنه "استمرارا لمتابعة جهاز الأمن الوطني في ملف الحركات السلوكية المنحرفة، لا سيما حركة جماعة القربان، واستناداً إلى معلومات استخبارية دقيقة، وتكثيف الجهدين الفني والميداني، تمكنت قوة من الجهاز في محافظة المثنى من القبض على 20 متهماً من الحركة، بينهم ما يسمى بـ(العارف)، وهي تسمية تطلق على المنظّرين لهذه الحركة أو بمعنى المبلغ والداعية"، مضيفا "كما تمكنت مفارزنا في محافظات ذي قار وواسط وميسان من القبض على 27 متهماً ينتمون للحركة"، مشيراً إلى "إحالتهم جميعاً إلى الجهات المختصة واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم".
وكان جهاز الأمن الوطني العراقي قد أعلن مطلع شهر تموز/ يوليو الماضي عن اختراق جماعة "القربان" التي يطلق عليها أيضاً "العلاهية" حيث يقوم أفرادها بالترويج لأفكار منحرفة تتلخص بقيامهم بإجراء قرعة ومن يقع عليه الاختيار يقوم بالانتحار شنقا.
وبحسب مصادر أمنية من جنوبي العراق، فإن الجماعة لا تحظى بأي دعم مالي من جهة دينية أو سياسية، بل إنها عاودت الظهور بعد أن اختفت لأعوام، بسبب مشاكل اجتماعية واقتصادية تمر بها مناطق جنوب البلاد، ولعل البطالة والشعور باليأس بين شريحة الشباب، من هذه الأسباب، مؤكدة أن الجماعة تعتبر الإمام علي بمنزلة إله، وتقدم على صناعة أناشيد تشرح هذا المعنى، وجاءت الأوامر الأمنية بأن تُكثّف الجهود لملاحقة الجماعة.
ويبدو أن هذه الجماعة تملك تنظيماً واضحاً وقنوات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، ويحظى بعض رموزها وقادتها باهتمام كبير. ويجرّم الدستور العراقي ظهور هذه الجماعات. وتصل عقوبة تأسيسها أو الانتماء إليها إلى السجن المؤبد أو الإعدام وفقاً لأحكام المادة رقم 372 من قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969. وتنص المادة السابعة من الدستور على حظر كل كيان أو نهج يتبنى العنصرية أو الإرهاب أو التكفير أو التطهير الطائفي، أو يحرّض أو يمهّد أو يمجد أو يروج أو يبرر له.