الأمم المتحدة تنكّس أعلامها حداداً على موظفيها الذين سقطوا في غزة

13 نوفمبر 2023
تنكيس علم الأمم المتحدة في العاصمة اللبنانية بيروت (أنور عمرو/فرانس برس)
+ الخط -

 

نُكّست الأعلام على مقار الأمم المتحدة في كلّ أرجاء العالم، اليوم الاثنين، فيما وقف الموظفون دقيقة صمت حداداً على أرواح عشرات من زملائهم الذين قضوا في العدوان الذي تشنّه إسرائيل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس قد دعا إلى الوقوف دقيقة صمت عند الساعة 9:30 صباحاً بالتوقيت المحلي لكلّ دولة تملك المنظمة فيها مكتب تمثيل، في تكريم رمزي لـ101 موظف أممي سقطوا في الحرب على غزة.

ويوم الجمعة الماضي، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أنّ 101 من العاملين لديها قُتلوا في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

في بهو مقرّ منظمة الأمم المتحدة في مدينة نيويورك، تُليت اليوم أسماء جميع الذين سقطوا في قطاع غزة، أمام عشرات من زملائهم، في حين حمل عدد من الحاضرين أوراقاً بيضاء كُتبت عليها عبارات من قبيل "أوقفوا القتال" أو "احموا المدنيين".

وبعد دقيقة الصمت التي وقفها غوتيريس في مقرّ نيويورك، أكّد "لن ننساهم أبداً". وذكر غوتيريس أنّ العدد المسجّل (101 موظف أونروا) يُعَدّ الحصيلة الأكبر لعاملي الإغاثة التابعين للأمم المتحدة الذين يُقتلون في نزاع في خلال هذا الوقت القصير.

وفي مدينة جنيف حيث ثاني أكبر مركز للأمم المتحدة بعد نيويورك، نُكّست أعلام المنظمة الأممية ولم يُرفَع أيّ علم من أعلام الدول الأعضاء فيها البالغ عددها 193 دولة، على طول الطريق الرئيسي أمام المبنى الضخم. كذلك أُضيئت الشموع في مكاتب جنيف حداداً.

وأفادت المديرة العامة لمركز الأمم المتحدة في جنيف تاتيانا فالوفايا بأنّ "هذا أكبر عدد من موظفي الإغاثة الذين يُقتلون في تاريخ منظمتنا في مثل هذا الوقت القصير".

قضايا وناس
التحديثات الحية

أضافت فالوفايا: "نجتمع هنا اليوم، متّحدين في هذا الموقع الرمزي جداً، لإبداء الاحترام لزملائنا الشجعان الذين ضحّوا بحياتهم في أثناء الخدمة تحت راية الأمم المتحدة".

وتابعت فالوفيا: "يواصل الآلاف من زملائنا العمل تحت راية الأمم المتحدة في المناطق الأكثر خطورة في العالم، دعونا نشيد بأنشطتهم وعملهم وتفانيهم".

وكانت وكالة أونروا قد أفادت بأنّ عدداً من موظّفيها لاقوا حتفهم في أثناء وقوفهم في طوابير الخبز، في حين قُتل آخرون مع عائلاتهم في منازلهم نتيجة الغارات الإسرائيلية والتوغّل البري لقوات الاحتلال.

وبيّنت الوكالة أنّ نحو ثلث الزملاء البالغ عددهم 101 الذين سقطوا في الحرب على غزة كانوا في جنوب وادي غزة، أي في مناطق جنوب القطاع الذي ادّعى الاحتلال أنّها "آمنة" وأصدر بالتالي أوامره لإخلاء الشمال.

وفي رفح جنوبي قطاع غزة، أفاد مدير وكالة أونروا في قطاع غزة توماس وايت، في بيان، بأنّ "موظفي أونروا في غزة يقدّرون تنكيس الأعلام حول العالم". أضاف "لكنّنا في غزة، علينا إبقاء علم الأمم المتحدة مرفرفاً في العالي إذ هو مؤشّر إلى أنّنا ما زلنا واقفين ونخدم شعب غزة".

وقد أُقيمت مراسم خاصة في مقرّ منظمة الصحة العالمية بمدينة جنيف، أكد في خلالها المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس أنّ "ذكراهم سوف تظلّ معنا وكذلك البصمة التي تركوها".

أضاف غيبريسوس أنّ "تفانيهم الذي لم يتزعزع في العمل من أجل السلام والعدالة ورفاه الآخرين، سوف يكون نبراساً لنا وتذكيراً بأهمية المهمة التي نتقاسم أداءها".

في الإطار نفسه، أفاد مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في مدينة جنيف، في تدوينة نشرها على منصّة "إكس": "اليوم، تضامناً مع أسرة الأمم المتحدة، ننكّس الأعلام إلى نصف الصواري ونقف دقيقة صمت تكريماً لزملائنا في الأمم المتحدة الذين فقدوا أرواحهم في أثناء خدمتهم في غزة".

أضاف المكتب الأممي: "دعونا نكرّم ونتذكّر تفانيهم من أجل تحقيق المساواة والحرية والعدالة للجميع".

وتأتي الوقفات التي التزمت بها مكاتب ومراكز المنظمة الأممية حول العالم، في اليوم الثامن والثلاثين من الحرب على غزة. كذلك تأتي بعد إعلان الأمم المتحدة تسجيل "عدد كبير من القتلى والجرحى... في القصف" الإسرئايلي الذي تعرّض له مقرّ برنامجها الإنمائي في غزة، أمس الأحد.

يُذكر أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف قطاع غزة بلا هوادة، منذ أكثر من خمسة أسابيع، وقد ضربت منشآت عدّة تابعة للأمم المتحدة، لا سيّما وكالة أونروا. وقد خلّفت هذه الحرب 11 ألفاً و240 شهيداً، من بينهم 4630 طفلاً، إلى جانب نحو 29 ألف جريح، بحسب ما أفاد المكتب الإعلامي لحكومة غزة اليوم الاثنين.

(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)

المساهمون