استمع إلى الملخص
- **خطط منظمة الصحة العالمية ويونيسف**: طلبت المنظمتان هدنتين إنسانيتين لمدة سبعة أيام لكل منهما لتلقيح أكثر من 640 ألف طفل، مشيرتين إلى أن وقف إطلاق النار هو الطريقة الوحيدة لضمان أمن الصحة العامة.
- **التحديات والجهود الدولية**: تواجه الأمم المتحدة تحديات كبيرة لضمان توزيع 1.2 مليون جرعة لقاح بسبب القتال، وأكدت الأونروا دعمها للحملة، محذرة من أن تفشي المرض قد يمتد إلى إسرائيل ومصر والأردن.
طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، خلال حديثه إلى الصحافيين في الأمم المتحدة، بتقديم ضمانات ملموسة لإعلان فترات توقف إنسانية لإطلاق النار في قطاع غزة من أجل إجراء حملة تطعيم ضد شلل الأطفال، وشدد على أن منع واحتواء انتشار شلل الأطفال في غزة سيتطلب جهوداً ضخمة ومنسقة وعاجلة، قائلاً: "دعونا نكون واضحين: اللقاح النهائي ضد شلل الأطفال هو السلام ووقف إطلاق النار فوراً لأسباب إنسانية. لكن على أي حال، فإن هدنة من أجل التطعيم ضد شلل الأطفال أمر لا بد منه. من المستحيل إجراء حملة تطعيم ضد شلل الأطفال في ظل الحرب الدائرة في كل مكان". أضاف أن الأمم المتحدة تستعد لإطلاق حملة تطعيم ضد شلل الأطفال في غزة للأطفال دون سن العاشرة، لكنه قال إن "التحديات خطيرة".
وأوضح أن هناك حاجة إلى تطعيم 95% على الأقل من الأطفال خلال كل من الجولتين من الحملة لمنع انتشار شلل الأطفال والحد من ظهوره في ظل الدمار الذي لحق بغزة. أضاف أن نجاح الحملة يتطلب تسهيل نقل اللقاحات ومعدات التبريد في كل خطوة ودخول خبراء في مرض شلل الأطفال إلى غزة وخدمات للإنترنت والهاتف المحمول يمكن الاعتماد عليها وعناصر أخرى.
وطلبت الأمم المتحدة هدنتين في قطاع غزة مدة كل منها سبعة أيام لتلقيح أكثر من 640 ألف طفل ضد شلل الأطفال الذي اكتُشف في مياه الصرف الصحي في القطاع. وأفادت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، في بيان، بأنهما وضعتا خططاً مفصّلة للوصول إلى الأطفال في أنحاء القطاع الفلسطيني المحاصر في وقت لاحق من هذا الشهر. لكن ذلك سيتطلب وقفاً للقتال، بحسب المنظمتين.
وأكدتا أنهما تخططان لحملة تلقيح على مرحلتين في أنحاء قطاع غزة اعتباراً من أواخر أغسطس/ آب ضد شلل الأطفال النوع 2. والشهر الماضي، أُعلن اكتشاف شلل الأطفال النوع 2 في عيّنات من مياه الصرف الصحي جمعت من مواقع المراقبة البيئية في قطاع غزة بتاريخ 23 يوليو/ تموز.
وجاء في البيان أن "منظمة الصحة العالمية ويونيسف تطلبان من كل أطراف النزاع تطبيق هدن إنسانية في قطاع غزة لمدة سبعة أيام للسماح بتنفيذ حملتي تطعيم". وأوضح ناطق باسم منظمة الصحة العالمية أن المنظمتين تطالبان بسبعة أيام لكل حملة، مضيفاً أن "هذه الهدن في القتال ستسمح للأطفال والعائلات بالوصول بأمان إلى المنشآت الصحية وللعاملين الميدانيين بالوصول إلى الأطفال غير القادرين على الوصول إلى منشآت صحية لتلقي اللقاحات المضادة لشلل الأطفال"، وأوضح أنه "من دون هاتين الهدنتين الإنسانيتين لن يكون تنفيذ الحملة ممكناً".
As poliovirus reemerges in the Gaza Strip, a crucial vaccination campaign is expected to launch at the end of this month.@WHO and UNICEF request all parties to the conflict to implement humanitarian pauses to ensure children have access to vaccines.https://t.co/OSMibDvLOY
— UNICEF (@UNICEF) August 16, 2024
وذكّرت المنظمتان بأن "قطاع غزة بقي خالياً من شلل الأطفال على مدى السنوات الـ25 الأخيرة"، وأوضحتا أن "ظهوره مجدداً، وهو أمر حذّر منه المجتمع الإنساني على مدى الأشهر العشرة الأخيرة، يمثّل تهديداً آخر للأطفال في قطاع غزة والبلدان المجاورة. وقف إطلاق النار هو الطريقة الوحيدة لضمان أمن الصحة العامة في قطاع غزة والمنطقة".
ومن المتوقع أن تمر أكثر من 1.6 مليون جرعة من اللقاح عبر مطار بن غوريون "بحلول نهاية أغسطس"، وفق البيان.
في هذا السياق، كتب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، على حسابه على منصة "إكس"، أنه "من المتوقع إطلاق جولتين من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في نهاية أغسطس وسبتمبر/ أيلول في جميع أنحاء غزة لمنع انتشار الفيروس". أضاف: "الهدنة الإنسانية ضرورية لوصول اللقاحات المنقذة للحياة إلى جميع الأطفال المحتاجين. نطالب جميع الأطراف بهدنة إنسانية لمدة سبعة أيام خلال كل جولة من الحملة. في النهاية، أفضل لقاح لجميع الأطفال في غزة هو السلام".
وكان قد أُعلن أنّ المنظمة خصّصت أكثر من مليون جرعة لقاح مضاد لشلل الأطفال للقطاع المحاصر. لكنّ الوكالة التابعة للأمم المتحدة لا تخفي أنّها تواجه تحديات هائلة لضمان توزيع 1.2 مليون جرعة لقاح في القطاع، خصوصاً في ظلّ عدم التوصّل إلى وقف لإطلاق النار.
من جهته، كتب المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، على حسابه على "إكس"، أن "الأونروا تنضم إلى الدعوة لهدنة إنسانية لسبعة أيام خلال جولتين من حملات التطعيم ضد شلل الأطفال". أضاف: "ستدعم فرقنا الطبية شركاءنا بتزويد الأطفال دون سن العاشرة باللقاحات في مراكز أونروا الصحية ومن خلال فرقنا الصحية المتنقلة. سنفعل كل ما هو مطلوب للحد من انتشار شلل الأطفال والأمراض المعدية الأخرى"، وشدد على أن "ما هو أبعد من الهدنة الإنسانية، المطلوب وقف إطلاق النار الآن".
يذكر أنّ الفيروس المسبّب للمرض رُصد في عيّنات من مياه الصرف الصحي في خانيونس، جنوبي قطاع غزة، وفي دير البلح، وسطه، وقد أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية ذلك للمرّة الأولى في 18 يوليو/ تموز المنصرم، لتتبعها في اليوم نفسه وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، ثمّ منظمة الصحة العالمية في اليوم التالي. وفي 29 يوليو المنصرم، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة المحاصر والمستهدف "منطقة وباء لشلل الأطفال".
Two rounds of a #polio vaccination campaign are expected to be launched at the end of August and in September across #Gaza to prevent the spread of the circulating virus variant.
— Tedros Adhanom Ghebreyesus (@DrTedros) August 16, 2024
Humanitarian pauses are vital for the lifesaving vaccines to reach all children in need. We request…
ويُعَدّ أطفال غزة دون الخامسة من عمرهم أكثر الفئات عرضة للإصابة بهذا المرض الفيروسي، ولا سيّما الرُضّع دون العامَين، إذ إنّ حملات التحصين الروتينية الأساسية تعطلت قبل عشرة أشهر بسبب الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين في قطاع غزة. وبحسب مسؤولين في منظمة الصحة العالمية، أوجد العدوان المتواصل والحصار المشدّد قيوداً على الحركة حالت دون إيصال اللقاحات اللازمة لتحصين نصف مليون طفل ضدّ شلل الأطفال في قطاع غزة، على الرغم من توفّرها. وهكذا تعطّلت "عمليات التوصيل من باب إلى باب أو من خيمة إلى خيمة"، في إشارة إلى النازحين الذين هجّرتهم آلة الحرب الإسرائيلية.
إلى ذلك، قال مسؤول غربي كبير، طلب عدم الكشف عن هويته، إنهم يدركون أن هناك حالة مؤكدة واحدة على الأقل وحالتين مشتبه بهما بين الفلسطينيين في القطاع، مضيفاً أنه قد لا تكون هناك هدنة إنسانية واحدة ولكن فترات متعددة أقصر زمناً لتوقف القتال. والخطر هنا هو أن تفشي المرض لا يهدد غزة فقط، التي وصفها المسؤول بأنها "قنبلة موقوتة معدية"، وأوضح أنه عندما يبدأ موسم الأمطار في أواخر هذا الخريف، فإن مياه الصرف الصحي الملوثة قد تنتقل إلى طبقة المياه الجوفية التي تستمد منها إسرائيل ومصر والأردن المياه.
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)