قال مساعد الأمين العام للشؤون الإنسانية، ووكيل منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، راميش راجا سينغهام، إن هناك 6.7 ملايين شخص في سورية مشردين داخلياً ويفتقر ثلثهم إلى ملجأ مناسب، مما يعني أنهم يعيشون في بنايات غير مكتملة أو في الأماكن العامة كالمدارس أو الخيام، وهذا يؤدي إلى عدم حصولهم على الحماية الكافية. ومع اقتراب فصل الشتاء ستصبح الأمور أكثر قسوة والحصول على ملجأ مناسب يصبح غير ممكن.
وجاءت تصريحات راجا سينغهام خلال إحاطة له أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك في اجتماعه الشهري حول سورية. وقال إن المشردين داخلياً في سورية يواجهون صعوبات إضافية من ضمنها الحصول على الوقود كما الملابس والأحذية والأغطية المناسبة للتدفئة. وقدر أن هناك قرابة ثلاثة ملايين شخص يحتاجون إلى ذلك النوع من المساعدات الأساسية جدا في عدد من المناطق من بينها ريف دمشق. ولفت الانتباه إلى أن اقتراب فصل الشتاء لا يأتي معه البرد القارس فحسب بل الفيضانات كذلك.
وقال في هذا السياق: "لقد تسببت الأمطار الغزيرة بالفيضانات مما أدى إلى تدمير وتضرر مئات الخيام في مناطق النزوح في إدلب وغرب حلب خلال الشهر الماضي. كما تؤدي الفيضانات إلى تدمير الأشياء الصغيرة التي يتركها الناس ثم تلوث المياه مما يحول دون وصول شاحنات المياه الصالحة للشرب والمساعدات؛ كما تؤدي إلى فيضان شبكات الصرف الصحي".
وتوقع أن يلجأ الناس، مع انخفاض درجات الحرارة واستمرار النقص في وقود التدفئة خلال الأسابيع المقبلة، كما فعلوا العام الماضي إلى حرق أي شيء يمكنهم العثور عليه لتدفئة أنفسهم وأطفالهم، مما يعرضهم لخطر استنشاق المواد السامة كما يعرض خيامهم للحرائق.
وحول الأزمة الاقتصادية في سورية تحدث وقال "على الرغم من أن قيمة الليرة السورية في السوق غير الرسمية ليست متقلبة كما كانت خلال الصيف، إلا أنها انخفضت خلال الشهر الماضي. ووصلت قيمة الدولار حوالي 2900 ليرة سورية حالياً، مقارنة بحوالي 2300 ليرة للدولار في أكتوبر/ تشرين الأول".
ارتفاع سعر الخبز في السوق بنسبة 26 في المائة خلال الشهرين الأخيرين في حين ارتفع سعر الديزل بنسبة 21 في المائة
وأشار إلى ارتفاع سعر السلع الأساسية إلى مستويات غير مسبوقة حيث تضاعف خلال الشهر الماضي سعر الخبز المدعوم الذي تعتمد عليه الأسر الأشد فقراً وضعفاً بينما انخفض وزن الحزمة بنسبة 15 في المائة. ولفت الانتباه إلى ارتفاع سعر الخبز في السوق بنسبة 26 في المائة خلال الشهرين الأخيرين في حين ارتفع سعر الديزل بنسبة 21 في المائة، وارتفعت نسبة بعض المنتجات الطازجة بنسبة 44 في المائة.
وأردف أن "سعر سلة الغذاء في سورية ارتفع بنسبة 247 في المائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي." وقال إن هذه الأرقام تعني أن عددا كبيرا من السوريين غير قادرين على إطعام أسرهم. وقدر أن يصل عدد السوريين الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي داخل سورية بحوالي 9.3 مليون شخص. وهي زيادة بحوالي 1.4 مليون شخص مقارنة بالعام الماضي. ومن بين هؤلاء يوجد حوالي مليون سوري يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد. وتوقع أن يزداد العدد خلال الفترة القادمة.
وتحدث عن عودة قرابة 240 ألف نازح سوري إلى قرى جنوب إدلب وغرب حلب منذ اتفاق وقف إطلاق النار في مارس/ آذار. ولفت الانتباه إلى أن بعض تلك الأماكن يتعرض حالياً للهجوم مجدداً. وأشار إلى مقتل ثمانية مدنيين على الأقل، بينهم أطفال، وإصابة 15 آخرين نتيجة القصف والغارات الجوية في الشمال الغربي هذا الشهر.
وأشار إلى استهداف العاملين في المجال الإنساني وموت عدد منهم. وأردف أن المدنيين في سورية ما زالوا يتعرضون لانتهاكات بما فيها تلك الخطيرة، وهذا يشمل الاحتجاز التعسفي والاختطاف والإعدام خارج نطاق القانون. وتحدث عن استمرار وصول التقارير المتعلقة بعمليات خطف وقتل في الجنوب.
المسح الذي قامت به الأمم المتحدة في أجزاء من الغوطة الشرقية والغربية منذ أغسطس/ آب، وشمل 68 هكتارًا، أظهر أن 63 في المائة من تلك الأراضي ملوثة بمتفجرات خطرة
ونبه إلى زيادة مقلقة في استخدام العبوات المتفجرة. وقال: "بالأمس فقط أسفرت تفجيرات منفصلة في منطقتي الباب وعفرين عن مقتل ثمانية مدنيين وإصابة أكثر من 30 آخرين، بحسب تقارير أولية. يوجد تأثير مدمر لمخاطر المتفجرات حيث تظهر أحدث بياناتنا وقوع انفجار كل 10 دقائق بالمعدل. الغالبية العظمى من الضحايا، 85 في المائة، هم من الفتيان والرجال".
وقال المسؤول الأممي إن المسح الذي قامت به الأمم المتحدة في أجزاء من الغوطة الشرقية والغربية منذ أغسطس/ آب، يغطي 68 هكتارًا، وأظهر أن 63 في المائة من تلك الأراضي ملوثة بمتفجرات خطرة. وحدد المسح 272 قطعة من الذخائر المتفجرة في تلك المنطقة. وشرح أن الحل الوحيد هو تطهير تلك المناطق السورية من الألغام الأرضية والذخائر المتفجرة. وأشار إلى نقص في تمويل علميات مسح وتطهير الألغام والذخائر المتفجرة في سورية. وقال إن الأمم المتحدة ومنظماتها المختصة في هذا الشأن تحتاج إلى 18 مليون دولار، 5 ملايين منها بشكل عاجل لبدء عمليات التطهير في الغوطة الشرقية والغربية.
وقال إن الأمم المتحدة تقدم مساعدات غذائية وبشكل منتظم إلى 5.4 مليون شخص. وتشمل المساعدة الغذائية الطارئة 1.5 مليون امرأة حامل ومرضعة وطفل دون سن الخامسة، وقدمت المواد غير الغذائية الأساسية، مثل البطانيات والأغطية البلاستيكية وحاويات المياه إلى ما يقرب من 3 ملايين شخص. ووصلت قيمة التحويلات النقدية إلى 68 مليون دولار أميركي وقدمت إلى مليون شخص، بما في ذلك 430 ألف لاجئ فلسطيني داخل سورية.