للمرة الثانية خلال بضع سنوات، يواجه الأسير الفلسطيني مالك حامد (27 سنة) قوات القمع في سجون الاحتلال الإسرائيلي؛ إذ قام بسكب الماء الساخن على السجان، صباح الأربعاء، رداً على قمع الأسرى القابعين في قسم 3 بسجن جلبوع، ونقلهم إلى سجن شطة.
وقال والده أحمد حامد لـ"العربي الجديد"، إن "اللجنة الدولية للصليب الأحمر تواصلت مع العائلة هاتفياً، وأبلغتها بأن إدارة السجون قامت بعزل مالك في زنزانة انفرادية، من دون أية معلومات أخرى حول حالته الصحية".
وتترقب العائلة الأخبار خشية تعرضه للتنكيل أو الاعتداء، كما حدث سابقاً بعد موجة غضب انتابته عقب إعلان استشهاد الأسير فارس بارود؛ في سجن ريمون، في عام 2019، والذي كان معه في نفس غرفة السجن.
ويقول والده إنه تأثر كثيرا باستشهاد زميله في الغرفة الأسير بارود، وواجه السجان بالماء الساخن أيضا، وعوقب في ذلك الوقت بغرامة مالية، وتم حرمانه مما يعرف بـ"الكانتينا"، وهو المبلغ الذي يمكن لذويه وضعه من أجل أن يتمكن من شراء حاجياته من مقصف السجن، وكان الاحتلال يصادر أي مبلغ يتم وضعه لصالحه، ثم تم نقله من سجن ريمون إلى سجون أخرى، قبل استقراره في سجن جلبوع لقرابة العامين.
وشهد سجن جلبوع، أمس الأول الإثنين، هروب ستة أسرى عبر نفق، لترد قوات القمع التابعة لسجون الاحتلال بعمليات تنكيل ضد الأسرى.
واعتقل حامد في عام 2017، بعد تنفيذ عملية دهس قرب مستوطنة عوفرا المقامة على أراضي قرى شرق رام الله، قتل فيها جندي إسرائيلي وجرح آخر، وحكم عليه بمؤبدين وغرامة مالية.
وحرم الأسير مالك حامد من زيارة ذويه بانتظام، فقد زاره والده الشهر الماضي بعد حرمان لمدة عامين، وحرمت والدته من زيارته لفترة طويلة بعد مواجهته السجان، ثم زارته العام الماضي، وتوفيت بعد أسبوع تقريبا من الزيارة، وكان لذلك أثر نفسي سيئ عليه.
ويتابع والده: "مالك يقدم نفسه، ويضحي من أجل غيره، ويتأثر بكل القضايا من حوله، وقد نفذ عملية الدهس ردا على استشهاد اثنين من زملائه برصاص الاحتلال، وهما الشهيدان أنس حماد ومحمد عياد".
وتعرض الأسير حامد للعزل والعقوبات المتكررة في السجن، وفي الخارج تعرضت عائلته للتنكيل، بما في ذلك اقتحامات متكررة للمنزل، ومصادرة ما فيه من أموال، حتى ما تجمعه شقيقاته في حصالات صغيرة، بذريعة أنها أموال تابعة لحركة حماس، كما اعتقل شقيقه، وتم تحويله للاعتقال الإداري بلا تهمة لسنة وثلاثة أشهر، وهدم منزل عائلته كعقاب، لكن العائلة قامت ببناء منزل في الأرض المجاورة.
كل ذلك لم يثن مالك عن بدء حياة مختلفة في السجن، فبينما كان يعمل مع والده في البناء قبل السجن؛ قام بالتقدم لامتحان الثانوية العامة من داخل السجن، وانضم إلى جامعة القدس المفتوحة لاستكمال مسيرته التعليمية، ويقول والده: "لقد أنجز عامين دراسيين بما مجموعه 54 ساعة معتمدة".
ومنذ صباح الأربعاء، تقوم وحدات القمع التابعة لمصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي بحملة قمع وحشية بحق الأسرى في قسم 3 في سجن "جلبوع"، والذي يشهد توتراً شديداً منذ هروب الأسرى الستة.
وقال رئيس نادي الأسيرِ الفلسطيني، قدورة فارس، لإذاعة "صوت فلسطين" الرسمية: "إجراءات الاحتلال بحق عائلات وذوي الأسرى الستة الذين انتزعوا حريتهم تأتي في إطارِ العقاب الجماعي الذي عادة ما تلجأ له سلطات الاحتلال، والذي سيقود إلى تفجر الأوضاع. إذا استمرت الإجراءات العقابية المتواصلة منذ يومين، فإن ذلك سيؤدي إلى خطوة جماعية من الأسرى، ومن الفصائل، في مواجهة هذه السياسة".