الأسير الفلسطيني الأخرس يطالب بالإفراج الفوري عنه واعتصامات تضامنية معه

رام الله

جهاد بركات

جهاد بركات
12 أكتوبر 2020
 الأسير الأخرس يطالب يالإفراج الفوري عنه واعتصامات تضامنية معه
+ الخط -

أخلى موظفو اللجنة الدولية للصليب الأحمر مكتب المنظمة في مدينة البيرة وسط الضفة الغربية، اليوم الاثنين، بعد قيام أسرى محررين بإعلان اعتصام مفتوح داخل المقر إسنادا للأسير في سجون الاحتلال ماهر الأخرس المضرب عن الطعام منذ 78 يوما، فيما رفض الأخرس توصية للمحكمة العليا للاحتلال بالإفراج عنه في الـ26 من الشهر القادم، مطالبًا بالإفراج الفوري عنه.

وطالب الأسرى المحررون، الذين يساندون الأخرس، الصليب الأحمر بالقيام بدوره لإنقاذ حياة الأخرس والمعتقل وفق الاعتقال الإداري بلا تهمة، حيث يأتي اعتصامهم بعد أن كان نشطاء آخرون أعلنوا اعتصامين مماثلين في مقرين للصليب الأحمر في جنين وطولكرم، ليكون هذا الاعتصام الثالث خلال أقل من أسبوع.

وفي الوقت الذي رفض فيه الموظفون الحديث للإعلام أثناء إخلاء المقر وإغلاقه، كانت محكمة الاحتلال العليا في القدس تنظر في طلب لمحامية الأخرس بالإفراج عنه، في ظل تدهور وضعه الصحي في مستشفى "كابلان" بالأراضي المحتلة عام 1948، ولذا قرر كل من الأسيرين المحررين بلال ذياب ومحمد علان إعلان الاعتصام في مقر الصليب في البيرة بالتزامن مع المحكمة، ليلحق بالاعتصام عدد آخر من الأسرى المحررين والنشطاء. 

وقال نادي الأسير الفلسطيني في بيان، الإثنين، إن "رفض المحكمة العليا للاحتلال الإفراج عن الأسير الأخرس، وتقديم طرح على هيئة توصية بالإفراج عنه، هو محاولة جديدة للالتفاف على إضرابه"، وأوضح أن "التوصية التي تقدمت بها المحكمة اليوم للإفراج عن الأسير الأخرس في 26 نوفمبر/تشرين الثاني، لا تعني في جوهرها  الإفراج عنه، بل هي خدعة جديدة الهدف منها ترك الباب مفتوحاً لإمكانية استمرار اعتقاله الإداري، وتجديده".
وقال نادي الأسير: "أثبتت محكمة الاحتلال مجدداً كيف تبتكر أدوات لتنفيذ أوامر مخابرات الاحتلال (الشاباك)، في محاولة لكسر مواجهة الأسرى بالإضراب عن الطعام، وترسيخ سياسة الاعتقال الإداري. استمرار الأسير الأخرس في إضرابه المفتوح عن الطعام إنما هو دفاع عن قضية الأسرى جميعاً في مواجهة سياسات الاحتلال، لاسيما سياسة الاعتقال الإداري التي صعّدت سلطات الاحتلال من تنفيذها خلال الأعوام الماضية".
وقالت مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى في بيان لها "إن المحكمة التي انعقدت في القدس، اليوم الاثنين، أصدرت توصية بالإفراج عن الأخرس المضرب منذ 78 يوماً بتاريخ 26 نوفمبر/ تشرين الثاني القادم، أي تاريخ انتهاء اعتقاله الإداري الحالي، ليرفض الأخرس تلك التوصية ويؤكد على مواصلته إضرابه المفتوح عن الطعام حتى الإفراج الفوري عنه، خشية تجديد اعتقاله الإداري مرة أخرى في ظل أن ما صدر عن المحكمة توصية وليس قرارا".

المعتصمون في مقر الصليب الأحمر طالبوا المنظمة الدولية بإصدار تقرير طبي يوضح الحالة الصحية للأخرس، وبأن يقوم بزيارته بأسرع وقت، إذ قال الأسير المحرر بلال ذياب لـ"العربي الجديد"، الذي خاض تجربة إضراب مشابهة سابقاً، "إن النشطاء سلموا الصليب الأحمر في جنين شمالي الضفة، الثلاثاء الماضي، رسالة بعد إعلانهم اعتصاماً داخل مقره مطالبينه بضرورة إصدار بيان لتوضيح حالته الصحية لكنه رد بإغلاق المقر".

الصورة
تضامن مع الأسير الأخرس (العربي الجديد)

واستهجن ذياب إخلاء المقر اليوم قائلا: "نستهجن إغلاق الصليب الأحمر في وجه ذوي الأسرى، كان الأجدر  بالصليب الأحمر إغلاق مكاتبه في تل أبيب احتجاجاً على استمرار اعتقال ماهر الأخرس من دون تهمة بعد 78 يوما من الإضراب، هذه المؤسسة لها احترام في كل دول العالم ولها أهمية لنا، لا توجد جهة تتواصل مع الاحتلال الآن غير الصليب الأحمر، وهم يستطيعون فعل الكثير لإنهاء ملف الأخرس".

وأكد المعتصمون أنهم سيواصلون اعتصامهم في مقرات الصليب الأحمر حتى إنهاء ملف الأخرس وتحقيق مطلبه بالإفراج عنه، مشيرين إلى أن الأمور قد تتدحرج لكل مكاتب اللجنة الدولية في الضفة.

وقال الأسير المحرر محمد علان لـ"العربي الجديد"، وهو أيضا كان خاض الإضراب عن الطعام ضد الاعتقال الإداري؛ "نعد ماهر الأخرس، الذي أوصى بأن ندخل إلى مقرات الصليب الأحمر، أن الأمور ستتدحرج في الضفة".

وأضاف علان: "لم نطلب المستحيل، ولا أي خطوة إضافية لم يكن الصليب الأحمر يفعلها سابقا، كل ما طلبناه القيام بالخطوات الاعتيادية، ليس كثيرا على الصليب الأحمر أن يصدر بيانا يوضح فيه الحالة الصحية للأخرس كما حصل سابقا مع أسرى آخرين مثل خضر عدنان، ليس كثيرا عليه تكثيف زيارته للأخرس، وليس كثيرا على إنسان يتعرض للشهادة في أي لحظة أن يأتي أعلى سلم إداري في الأراضي الفلسطينية المحتلة ويزوره، طلبنا البسيط قوبل بإغلاق المقر، ونتساءل لمصلحة من يتم إغلاق المقرات؟".

وكان 30 أسيرا في سجن عوفر غربي رام الله أرجأوا البدء بإضراب عن الطعام حتى اليوم، تضامنا مع الأسير الأخرس وضد سياسة العزل الانفرادي بحقهم، كما أعلن مستشار هيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه في حديث لإذاعة صوت فلسطين الرسمية، مشيرا إلى أن أسرى سجن النقب سيوقفون التمثيل الاعتقالي لثلاثة أيام في خطوة تضامنية مع الأخرس ورفضا للعزل.

ويواصل الأسير ماهر الأخرس (49 عاماً)، من بلدة سيلة الظهر جنوب جنين شمالي الضفة الغربية، إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الـ(77) على التوالي رفضاً لاعتقاله الإداري، وسط ظروف صحية غاية في الخطورة، تتضاعف مع مرور الوقت، ومنذ الأول من أمس، نقلته إدارة مستشفى "كابلان" من الغرفة المُحتجز فيها إلى غرفة أخرى بعد اكتشاف وجود إصابة بفيروس كورونا داخل غرفته.

من جانبه، طالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في كلمة له بمستهل الجلسة الأسبوعية للحكومة، اليوم الاثنين، بالإفراج الفوري عن الأسير الأخرس، محملاً الاحتلال المسؤولية الكاملة عن صحته، داعيًا المجتمع الدولي للضغط على دولة الاحتلال لوقف إجرائها العقابي غير القانوني المتمثل في الاعتقال الإداري الذي يرزح تحته نحو 350 أسيراً، من بينهم الأسير الأخرس.

ذات صلة

الصورة
دخان ودمار في تل الهوى في مدينة غزة جراء العدوان الإسرائيلي، 10 يوليو 2024 (الأناضول)

سياسة

تراجعت قوات الاحتلال الإسرائيلي من منطقتي الصناعة والجامعات، غربي مدينة غزة، اليوم الجمعة، بعد خمسة أيام من عمليتها العسكرية المكثفة في المنطقة.
الصورة
انتشال جثث ضحايا من مبنى منهار بغزة، مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

قدّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وجود أكثر من 10 آلاف فلسطيني في عداد المفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة ولا سبيل للعثور عليهم بفعل تعذر انتشالهم..
الصورة
قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم جنين في الضفة الغربية، 22 مايو 2024(عصام ريماوي/الأناضول)

سياسة

أطلق مستوطنون إسرائيليون الرصاص الحي باتجاه منازل الفلسطينيين وهاجموا خيامهم في بلدة دورا وقرية بيرين في الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
الصورة
مكب نفايات النصيرات، في 21 مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

يشكّل مكبّ نفايات النصيرات في قطاع غزة قنبلة بيئية وصحية تُهدّد بإزهاق الأرواح وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة، وسط أوضاع إنسانية مأساوية..
المساهمون