قالت الحملة الوطنية للعودة إلى المدارس في الأردن، "نحو عودة آمنة إلى مدارسنا"، اليوم الثلاثاء، إنه لم يعد مقبولاً إطلاقاً قيام الحكومة بربط العودة إلى المدارس بنسب الإصابات الموجبة بفيروس كورونا، خصوصاً مع الفتح الكامل لكافة القطاعات الأخرى وغياب الرقابة عليها.
ويتخوّف أهالي تلاميذ ومسؤولو مؤسسات ومنظمات تهتم بالتعليم في الأردن، من التلميحات الحكومية وتصريحات لأعضاء في لجنة الأوبئة، لتأجيل بدء الفصل الدراسي الثاني في المدارس الحكومية والخاصة من صف الروضة حتى الحادي عشر، لفترة إضافية جديدة، تتجاوز عودة التلاميذ إلى مدارسهم المقرّرة في 20 فبراير/ شباط الحالي.
وزير الدولة لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، فيصل الشبول، برّر في تصريحات صحافية سابقة قرار التأجيل السابق بمحاولة الحفاظ على صحة التلاميذ والكوادر التعليمية، وكسر حدّة المنحنى الوبائي الذي يشهد تصاعداً. لكنه شدد على أنَّ خيار التعليم عن بُعد غير وارد، موضحاً أنه سيجري تمديد الدوام المدرسي إلى فترة مسائية مماثلة لفترة تأخير انطلاق الفصل الثاني، تمهيداً لإنهاء العام الدراسي في 6 يونيو/ حزيران المقبل.
وطالبت الحملة الوطنية للعودة إلى المدارس في بيان صحافي أطلقته، اليوم الثلاثاء، الحكومة الأردنية بضرورة التوقف عن التلميح بتمديد العطلة أو التوجّه للتعلم عن بُعد والالتزام بتعهداتها ببدء الفصل الثاني وجاهياً في العشرين من فبراير/شباط.
وقال الناطق باسم وزارة التربية والتعليم، أحمد المساعفة، في تصريحات صحافية سابقة الاثنين، إنّ وزارة التربية ملتزمة بقرارات مجلس الوزراء، ولا تنفرد بتحديد طبيعة الدوام، بل هو قرار تكاملي لعدة جهات.
وكانت عضو مجلس المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية، ريما حجو، قالت في تصريحات سابقة، إنه ليس هناك ما يمنع تأخير بدء دوام الفصل الدراسي الثاني في المدارس لأسبوع أو أسبوعين إذا كانت موجة انتشار كورونا في أوجها.
واعتبرت الحملة أنّ القرارات والتوصيات المتتالية بتأجيل بدء الدراسة، وقبل ذلك الإنهاء المبكر للفصل الدراسي الأول والعمل بالتعليم عن بُعد لمدة عام ونصف، يُضاف إليها فصل كامل من تطبيق نظام التناوب، يُخالف تماماً توجيهات العاهل الأردني عبدالله الثاني للحكومة، والتي دعا بها لاستعادة "صدارة الأردن في التعليم".
وأضافت نحن نواجه حالياً وباءً جديداً أشد فتكاً وهو وباء الجهل والحرمان من حق دستوري ألا وهو الحق في التعليم.
وتابعت: "العودة للصدارة في التعليم" تتطلب وضع التعليم كأولوية وطنية والعودة الفورية للتعليم الوجاهي، وإيجاد السبل لتوفير تعليم نوعي وتسخير الموارد لذلك عبر زيادة مخصّصات وزارة التربية والتعليم لتلبية حاجاتها من المعلمين وتطوير قدراتهم وزيادة وتحسين المباني والبنية التحتية".
وأضافت الحملة أنه من غير المقبول الاستمرار بربط استمرارية التعليم بالصحة، حيث إنهما حقان متوازيان بالأهمية والضرورة. ولا يجوز كذلك أن تبقى الإجراءات على حساب طلبة المدارس، داعية إلى ضرورة الإسراع باتخاذ الإجراءات العلاجية للتعامل مع الأضرار الكارثية التي حلّت على المنحى الأكاديمي والتربوي على المديين القصير والبعيد.
وشدّدت الحملة على ضرورة إيجاد حلول لإنهاء مشكلة التناوب في الدوام المدرسي، الذي أظهر تطبيقه العديد من الثغرات، كذلك مراجعة البروتوكول المتعلق بإغلاق الشعب في حال وصول الإصابات لنسبة 10 بالمائة وتعديل مدة الحجر الصحي. ولفتت إلى أنّ هذا الشرط (أي الإغلاق على نسبة 10 بالمائة) غير مطبق وغير مطلوب في أي منشأة أو مؤسسة أخرى غير تلك التعليمية.
كما أكّدت الحملة أنّ تأجيل الفصل، تمّ بناء على توصيات وتأكيدات لجان الخبراء حسب توقع سير الموجة الرابعة من الجائحة والتنبؤ ببداية انحسارها في منتصف الشهر الحالي إضافة إلى التأكيدات المستمرة بأنّ تداعيات إغلاق المدارس أكبر بكثير من فائدتها لكبح الوباء.
وأعلنت وزارة الصحة الأردنية، الاثنين، تسجيل 27 وفاة، و21626 إصابة جديدة بفيروس كورونا، وبلغت نسبة الإصابات في الفحوص الجديدة 30.33 في المائة.