اعتقلت السلطات العراقية 105 أشخاص لاحتواء نزاع بين قبيلتين اندلع في محافظة واسط جنوبي البلاد، وسط استمرار الانتشار الأمني لبسط الأمن في منطقة النزاع.
واندلع النزاع بين عشيرتي البو محمد والحبجية، أمس الأحد، على إثر مشاجرة بين شبان من العشيرتين، في بلدة الهندية في محافظة واسط، تطور لاستخدام الأسلحة النارية المختلفة، ما تسبب في مقتل شاب من عشيرة البو محمد، بينما ما يزال الوضع متأزما وسط مخاوف من تجدد النزاع.
وانتشرت القوات الأمنية بشكل مكثف في المنطقة للسيطرة على الأمن، ووفقا لبيان لقيادة شرطة المحافظة، صدر في ساعة متأخرة من ليل أمس الأحد، فإنه "تم القبض على المتهمين بالاشتراك في النزاع وعددهم 105، وتم تطويق مكان النزاع"، مؤكدة "اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المتهمين، وتمت إحالتهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل".
🔴 بالفيديو
— 🇮🇶Rasha Al Janabi (@JanabiRasha) January 21, 2024
قطعات الشرطة تنتشر في منطقة الهندية بمحافظة واسط لفرض الامن والسيطرة بعد اندلاع نزاع عشائري عنيف مسلح pic.twitter.com/9zJ4elFVd8
من جهته، أكد ضابط في قيادة شرطة المحافظة، أن "الوضع في البلدة مازال متوترا، وهو ما تطلب تواجدا أمنيا مكثفا وحملة اعتقالات واسعة"، مبينا لـ"العربي الجديد"، مشترطا عدم ذكر اسمه، أن "قيادة الشرطة ستقدم على حملة اعتقالات واسعة في حال أي محاولة أخرى لتجديد النزاع".
وأشار إلى أن "أهالي المنطقة طلبوا من القوات الأمنية البقاء خوفا من تجدد الاشتباكات بين العشائر". من جهته، قال الشيخ علي الربيعي، إن "عملية الاعتقال كانت مهمة جدا، إذ أنها ستسهم في إمكانية التهدئة والسيطرة على العشيرتين"، مؤكداً لـ"العربي الجديد"، أن "وجهاء عشائر المحافظة يسعون حاليا لحل المشكلة، وإمكانية عدم تجدد النزاع".
وشدد على أن "الحكومة أهملت ملف النزاعات العشائرية ولم تتمكن من نزع سلاحها المنفلت، وهو سبب رئيسي في تجدد النزاعات بين فترة وأخرى"، داعيا الأجهزة الأمنية في المحافظة إلى "تعزيز أمن المناطق بالانتشار الأمني فيها، ووضع خطط مناسبة لنزع سلاح العشائر عبر عمليات تفتيش مستمرة".
وأشار إلى أن "الوضع الأمني في المحافظات الجنوبية مستقر، لولا النزاعات العشائرية التي تتجدد بين فترة وأخرى، وهو ما يتطلب حلولا أمنية".
وكانت القوات العراقية قد نفذت في الفترات السابقة عدّة خطط لنزع السلاح، شارك في بعضها الطيران العراقي، لكنّ تلك الخطط لم تحقق أهدافها.
وتعتبر النزاعات العشائرية في مناطق جنوب العراق ووسطه، إحدى أبرز المشاكل الأمنية التي تعاني منها تلك المناطق، إذ تحصل من وقت لآخر مواجهات مسلحة تُوقع قتلى وجرحى بين عشائر مختلفة، لأسباب يتعلق أغلبها بمشاكل الأراضي الزراعية والحصص المائية، يُستخدم فيها أحيانا سلاح متوسط وقذائف هاون، والقذائف الصاروخية المحمولة على الكتف.