استنكار فلسطيني لمنع الاحتلال حفل تكريم للحجاج في المسجد الأقصى

06 يوليو 2024
فلسطينيون يصلّون خارج الأقصى بعد منعهم من دخوله، 6 يوليو 2024 (فيسبوك)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **منع الفلسطينيين من دخول المسجد الأقصى والاعتداءات الإسرائيلية**: منعت شرطة الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين من دخول المسجد الأقصى واعتدت عليهم، مما اضطرهم لأداء الصلوات في الساحات العامة. كما منعت الأطفال من الدخول وهددت بإبعادهم.

- **ردود الفعل والتحذيرات من تهويد الأقصى**: المحامي خالد زبارقة حذر من محاولات الاحتلال لفرض إرادته على الأقصى، داعياً لتكثيف الحضور الإسلامي في المسجد.

- **مواقف المؤسسات الإسلامية والدعوات للتحرك**: أدانت دائرة الأوقاف الإسلامية وجمعية "الأقصى" منع المصلين، ودعت الدول الإسلامية للضغط على الاحتلال، مؤكدة حق المسلمين في أداء شعائرهم بحرية.

منعت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، الفلسطينيين القادمين من الأراضي المحتلة عام 1948 من دخول المسجد الأقصى واعتدت عليهم. وكان الآلاف قد توافدوا منذ الصباح إلى مدينة القدس المحتلة للمشاركة في احتفال تكريمي لحجاج الداخل الفلسطيني والقدس. ورداً على الاعتداءات الإسرائيلية، ومنعهم من دخول الأقصى، افترش الفلسطينيون الساحات العامة المحيطة بالبلدة القديمة وبالقرب من أبواب المسجد، حيث أدوا صلاتي الظهر والعصر قبل أن يقمعهم الاحتلال ويعتدي على العديد منهم بالضرب.

ولاحقت قوات الاحتلال الشبان في أزقة البلدة القديمة ومنعتهم بالقوة من المكوث قرب أبواب المسجد. وسبق ذلك منع قوات الاحتلال أطفال المخيمات الصيفية من الدخول إلى الأقصى، وحاول الأطفال برفقة المرشدين الدخول إلى الأقصى عبر عدة أبواب، لكن دون جدوى، وأرغمتهم قوات الاحتلال على مغادرة المنطقة بعد التهديد بإبعادهم بالقوة.

وفي تعقيبه على ما جرى من اعتداءات وممارسات من قبل شرطة الاحتلال بحق مواطني الداخل الفلسطيني والقدس، قال المحامي خالد زبارقة من طاقم الدفاع عن الشيخ عكرمة صبري في حديث لـ"العربي الجديد" إن "ما جرى يأتي في سياق فرض الإرادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى ومحاولات الاحتلال لتفريغه من محبيه ومرابطيه، وهو بداية مرحلة لترويض المسلمين الوافدين إلى الأقصى للتغييرات المستقبلية التي يعتزم الاحتلال فرضها على المسجد، ومنها إقامة صلاة تلمودية وإدخال أدوات الصلاة التلمودية، ورفع الأعلام الإسرائيلية داخله، فيما يقوم اليوم بإجراءاته بحق الوافدين إليه".

وحذر زبارقة من أن "الاحتلال أصبح يتعامل مع الأقصى كهيكل وليس كمسجد يخصّ المسلمين وحدهم، ولهذا يقوم بهذه الممارسات التي يجب أن تشعل الضوء الأحمر، لأن الاحتلال جاد بتهويد الأقصى تمهيداً لهدمه". ورفض زبارقة التوجه إلى المحاكم الإسرائيلية في ما يتعلق بالمسجد الأقصى، مؤكداً أن هذه المحاكم ليست الجهة القضائية المخولة بالنظر في كل ما يتعلق بالأقصى، وقال إن "المطلوب الآن تكثيف الحضور الإسلامي البشري في المسجد الأقصى، فهو الكفيل بأن يُفشل المخططات الإسرائيلية"، معتبراً أنّ على النظام العربي والإسلامي القيام بواجبه تجاه الأقصى، كذلك فإن "المطلوب من المملكة الأردنية الهاشمية صاحبة الصلاحية والمعترف بها دولياً أن تحقق دورها عملياً"، محذراً من أن "صمت المملكة الأردنية وعدم تحركها بشكل فعلي يضعها في موقف حرج أمام شعبها والشعب الفلسطيني".

وفي بيان لها بهذا الخصوص، قالت دائرة الاوقاف الإسلامية في القدس "إن ما حدث اليوم من منع شرطة الاحتلال لعدد كبير من المصلين من الدخول إلى المسجد الأقصى والاعتداء على بعضهم بالضرب المبرح وإبعادهم بالقوة عن أبواب المسجد وملاحقتهم في الشوارع، يعكس الخطط المبيتة تجاه المسجد الأقصى المبارك والسعي لتهويده". ودعت الأوقاف جميع الدول الإسلامية إلى الضغط على حكومة الاحتلال لوقف إجراءاتها الهادفة إلى تغيير الوضع التاريخي والقانوني والديني القائم منذ أمد بعيد في المسجد الأقصى المبارك.

من ناحيتها، قالت جمعية "الأقصى لرعاية الأوقاف والمقدّسات الإسلاميّة في الداخل الفلسطيني" في بيان، إنها سيّرت صباح اليوم نحو 136 حافلة إلى الأقصى "للمشاركة في تكريم الحجّاج الذي تنظمه الجمعية، ولدى وصولهم إلى أبواب الأقصى منعت السلطات آلاف الحجّاج من دخول المسجد، ودفعت الشرطة بالمصلّين خارج الأسوار إلى منطقة باب العامود، واعتدت على بعضهم بالضرب، ما أدّى إلى إصابات متوسّطة، منها كسر في يد أحد الأطفال".

واعتبرت الجمعية أن "هذه إجراءات غير مبرّرة من عنصريّة إسرائيل ومن عدم احترامها للحريّة الدينيّة، ولا سيّما أنّها ليست المرّة الأولى التي تمنع فيها المسلمين من الوصول إلى المسجد الأقصى، ضاربة عرض الحائط بالاتّفاقيّات الدوليّة التي تلزمهم بأن يبقى مفتوحاً أمام كلّ مسلم يرغب في دخوله والصلاة فيه"، مضيفة: "تتزامن هذه الإجراءات التعسّفيّة مع تزايد اقتحامات المستوطنين وبعض وزراء حكومة اليمين العنصري للمسجد الأقصى، ما يدلّ على مؤشّرات خطيرة تحيكها هذه الحكومة تجاه الأقصى وباحاته"، وأكّدت حقّ المسلمين في أداء شعائرهم الدينيّة بحرية ودون قيود، وأنّ الأقصى حقٌّ خالص للمسلمين فقط، وأكّدت الجمعيّة إصرارها على تنظيم الحافلات والمناسبات للصلاة والرباط في القدس والأقصى، فيما ناشدت عموم المسلمين من الجليل والنقب والمثلّث والمدن الساحليّة شدّ الرحال إلى الأقصى، ولا سيّما في هذه الأيّام العصيبة التي يعاني منها الأقصى والأهل في القدس ومحيطها.

المساهمون