استمرار الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين خارج جامعة كولومبيا وسط غضب من رئيستها

20 ابريل 2024
استأنف الطلاب المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين التظاهرات في 19 إبريل 2024 (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- طلاب جامعة كولومبيا تظاهروا تضامناً مع الفلسطينيين ضد الإبادة الجماعية في غزة، مستمرين رغم اعتقال أكثر من 100 طالب وإزالة مخيمهم بناءً على طلب رئيسة الجامعة.
- إسراء هيرسي، ابنة إلهان عمر، واثنتين من الطالبات فُصلن من الجامعة لتضامنهن مع الفلسطينيين، مطالبين بسحب الاستثمارات من الشركات المتواطئة في الإبادة الجماعية والشفافية في استثمارات الجامعة.
- الاحتجاجات أثارت ردود فعل متباينة، بين دعوات لمقاطعة التخرج من فرع الحرم الجامعي للجمعية الأميركية لأساتذة الجامعات ودفاع بعض الأساتذة عن سياسة الجامعة، مما يضع الجامعة أمام تحديات في التعامل مع المطالب المتزايدة.

تجمّع العشرات من الطلاب المتظاهرين خارج حرم جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك يوم الجمعة، على الجانب الآخر من المكان الذي هُدمت فيه خيامهم، وقضى بعضهم الليل هناك، بعد اعتقال الشرطة أكثر من 100 طالب، خلال احتجاج نظموه تضامناً مع الفلسطينيين ورفضاً للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.
وبعد يوم واحد من استدعاء نعمت مينوش شفيق، رئيسة جامعة كولومبيا، الشرطة لاعتقال الطلاب وإزالة مخيمهم، لم يُظهِر النشطاء أي علامة تذكر بفقدان قوتهم، بل قرروا المواصلة وشوهدت بجانبهم أكوام من البطانيات وزجاجات المياه والمواد الغذائية، وفقاً لما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أمس.

وكانت رئيسة الجامعة طلبت، بعد 24 ساعة تقريبا على نصب الخيام، تدخل الشرطة، معتبرة في رسالة أن المنظمين "انتهكوا قائمة طويلة من القواعد" المتعلقة بالأمن. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن ابنة النائبة الديمقراطية في مجلس النواب إلهان عمر من الطلاب الذين اعتُقلوا وصدر أمر استدعاء لهم للمثول أمام المحكمة.

وأفادت إسراء هيرسي، ابنة إلهان عمر، بأنها تعرضت للفصل من جامعة كولومبيا بعد مشاركتها في احتجاج مؤيد لفلسطين في الحرم الجامعي. وقالت في منشور على منصة "إكس": "أنا أعمل منظِّمةً مع مجموعة Columbia University Apartheid Divest، في ثلاث سنوات من عمري في كلية بارنارد لم أُوبخ مطلقا أو أتلقَّ أي تحذيرات تأديبية.. لقد تلقيت للتو إشعارا بأنني واحدة من بين ثلاث طالبات موقوفات عن الدراسة بسبب التضامن مع الفلسطينيين الذين يواجهون الإبادة الجماعية".

وأضافت: "سنقف صامدين حتى تتحقق مطالبنا. وتشمل مطالبنا سحب الاستثمارات من الشركات المتواطئة في الإبادة الجماعية، وشفافية كاملة حول استثمارات الجامعة، والعفو لكل الطلاب الذين يواجهون القمع".

"فقدنا الثقة برئيستنا"

من جهة ثانية، قوبل قرار رئيسة الجامعة نعمت مينوش شفيق باستدعاء الشرطة للطلاب بانتقادات من فرع الحرم الجامعي للجمعية الأميركية لأساتذة الجامعات، وهي منظمة أعضاء هيئة التدريس المهنية. وقالت المجموعة في بيان يوم الجمعة: "لقد فقدنا الثقة برئيسنا وإدارتنا، ونتعهد بالنضال من أجل استعادة جامعتنا".
بالإضافة إلى ذلك، دعا ائتلاف مؤيد للفلسطينيين من أعضاء هيئة التدريس والموظفين في كليات كولومبيا وبارنارد والمعلمين أعضاء الهيئة إلى مقاطعة التخرج والمناسبات الأكاديمية، حتى تتراجع الجامعة عن قرار إيقاف الطلاب عن الدراسة وتسحب الدعم المالي من إسرائيل، من بين مطالب أخرى.

لكن لم يتفق جميع أعضاء هيئة التدريس على هذه الخطوات. وقال فنسنت بلاسي، أستاذ القانون في جامعة كولومبيا الذي أمضى عقودا في دراسة قضايا الحريات المدنية، إن الجامعة صاغت سياسة "معقولة" للتحكم في الاحتجاجات، ولديها كل الحق في معاقبة الطلاب الذين ينتهكونها، وفقا لما نقلت عنه "نيويورك تايمز". 

ووفقاً لقواعد الجامعة، فإن الخيام التي نصبت الأربعاء في حدائق الحرم الجامعي وجذبت عشرات المتظاهرين الآخرين مخالفة وتنتهك القواعد، كما أن بعض الشعارات والهتافات من قبيل: "لا نريد صهاينة هنا" و"إسرائيل دولة عنصرية" هي نفسها التي اعتبرتها رئيسة الجامعة تخلق "بيئة مضايقة وتسهم في ترهيب العديد من الطلاب".
في الوقت الحالي، يدرس مديرو الجامعات ما إذا كان ينبغي لهم تعليق واعتقال المزيد من الطلاب. وقال أحد الطلاب من منظمي الاحتجاج، يوم الجمعة، إن أمن الحرم الجامعي أبلغ المتظاهرين أنهم طالما لم ينصبوا خيامًا، فيمكنهم البقاء هناك كتجمع غير رسمي.
وقالت سامانثا سلاتر، المتحدثة باسم الجامعة: "لقد شهد مجتمعنا نشاطًا احتجاجيًا في الحرم الجامعي منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ونتوقع أن يستمر هذا النشاط، لدينا قواعد تتعلق بالزمان والمكان والطريقة التي تنطبق على النشاط الاحتجاجي، وسنستمر في تطبيقها".
وشوهد ضباط الشرطة يقفون للحراسة، بينما واصل الطلاب احتجاجهم خارج حرم جامعة كولومبيا يوم الجمعة.

وتجمع المتظاهرون أيضًا أمام بوابات الجامعة، وكان المقر الرئيسي القريب لمنظمة هيليل اليهودية في الحرم الجامعي خاليًا تقريبًا، وهو أمر غير معتاد بعد ظهر يوم الجمعة.
وصفت مريم علوان، وهي طالبة اعتُقلت، كيف قام منظمو الاحتجاج بترتيب خطط السلامة بعناية قبل تحرك الشرطة. وبعد سماع دخولها إلى الحرم الجامعي، جلس المتظاهرون في دائرتين، وتضيف "قُيّدت أيدي مشاركين ثم وُضعوا في الحافلات. أمضوا حوالي ثماني ساعات في مقر الشرطة، قبل أن يُطلق سراحهم بمذكرات استدعاء للتعدي على ممتلكات الغير. وذكرت نيويورك تايمز أنه بعد أقل من ساعة، امتلأت حافلتان على الأقل بالمتظاهرين المعتقلين، بينما عبر متظاهرون آخرون عن استيائهم تجاه الضباط. 

في المقابل، أثارت الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين غضب طيف آخر من الطلاب، رأوا فيها تهديداً لهم مند بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر، وارتفاع الأصوات المنددة بتصاعد معاداة السامية في الجامعات الأميركية.

تناول الجمهوريون الموضوع. وبعد جلسة استماع ساخنة في الكونغرس، استقالت رئيسة جامعة بنسلفانيا إليزابيث ماغيل، ثم نظيرتها في جامعة هارفارد كلودين جاي، في ديسمبر/ كانون الأول ويناير/كانون الثاني على التوالي. واستمع الكونغرس إلى نعمت مينوش شفيق الأربعاء، وهو اليوم الذي نصب فيه طلاب كولومبيا المؤيدون للفلسطينيين خيامهم. وأكدت أمام أعضاء الكونغرس أن "معاداة السامية لا مكان لها في حرمنا الجامعي".

وكانت جامعة كولومبيا الأميركية شهدت، في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، احتجاجات بعد تجميد نشاط مجموعتين طلابيتين هما "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" و"الصوت اليهودي من أجل السلام" حتى نهاية الفصل الدراسي، بسبب تنظيمهما  تظاهرات تطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، في حين وجّهت الجامعة لهما تهمة "الانتهاك المتكرر" لقواعدها، الأمر الذي دفع الطلاب إلى تأسيس ائتلاف جديد، يهدف إلى دعوة جامعة كولومبيا لسحب استثماراتها من إسرائيل. 

المساهمون