استقالة رئيسة جامعة هارفارد بعد اتهامات بمعاداة السامية والسرقة الأدبية

03 يناير 2024
أظهرت صمودا كبيرا في وجه الهجمات الشخصية والمتواصلة (كيفن ديتش/Getty)
+ الخط -

استقالت رئيسة جامعة هارفارد كلودين غاي، الثلاثاء، من منصبها، بعدما تعرضت لهجوم شرس بسبب شهادتها في الكونغرس حول معاداة السامية خلال احتجاجات داعمة لغزة في الحرم الجامعي، فضلا عن اتهامات بالسرقة الأدبية.

وقالت غاي في بيان إنها قدمت استقالتها "حتى لا يتسبب الجدل حول شخصها في إلحاق ضرر بالجامعة". وأشارت إلى أنها اتخذت قرارها كي تتمكن الجامعة من مواصلة أهدافها بعيدا عن السجالات الأخيرة.

ولفتت إلى أنها قررت الاستقالة حتى لا تؤدي الخلافات الأخيرة المتعلقة بشخصها إلى إضعاف الجامعة كمؤسسة.

وأضافت: "أصبح من الواضح أنه من مصلحة جامعة هارفارد أن أستقيل، حتى تتمكن الجامعة من تجاوز هذه المرحلة الصعبة للغاية، عبر التركيز على المؤسسة بدلا من الفرد". وأكدت غاي أنه لا مكان لجرائم الكراهية في الحرم الجامعي.

انتقادات حادة لرئيسة جامعة هارفارد

وتعرّضت غاي لانتقادات في الأشهر الأخيرة، بعد ظهور تقارير تفيد بأنها لم تستشهد بمصادر علمية بشكل صحيح. ونشرت أحدث الاتهامات، الثلاثاء، من مصدر مجهول في أحد المنافذ الإعلامية المحافظة عبر الإنترنت.

وذكرت وسائل إعلام أميركية، أن غاي تعرضت لردود فعل قوية، خاصة من الأوساط المؤيدة لإسرائيل، بعد تقييمها للاحتجاجات ضد إسرائيل في الجامعة ضمن نطاق "حرية التعبير".

وزادت حدة الانتقادات بعدما رفضت الإجابة بشكل واضح عما إذا كانت الدعوة إلى إبادة اليهود تنتهك قواعد السلوك في جامعة هارفارد لدى إدلائها بشهادتها أمام الكونغرس، إلى جانب رئيستي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة بنسلفانيا الشهر الماضي.

وتناولت وسائل إعلام أميركية الأسبوع الماضي مزاعم حول "سرقتها لبعض أعمالها الأكاديمية في السابق".

وأوضحت غاي التي دخلت التاريخ كأول امرأة ببشرة سمراء تتبوأ منصب رئيس جامعة هارفارد في نص استقالتها، أنها تعرضت لتهديدات شخصية و"عداء عنصري".

ويأتي تنحيها بعدما دعمتها الهيئة الإدارية للمؤسسة عقب شهادتها في الكونغرس.

وطالب أكثر من 70 نائبا من بينهم اثنان ديمقراطيان باستقالتها، فيما دعا عدد من متخرجي جامعة هارفارد البارزين والمانحين إلى مغادرتها المنصب.

من جهة أخرى، وقّع أكثر من 700 من أعضاء هيئة التدريس في جامعة هارفارد رسالة تدعم غاي.

وأكدت غاي استقالتها بعدما نشرتها صحيفة "هارفارد كريمسون" التي يديرها طلبة.

وقالت في بيان: "بحزن كبير لكن بحب عميق لهارفارد، أكتب لأعلن أنني سأتنحى عن منصبي كرئيسة".

من جهتها، قالت الهيئة الإدارية للمؤسسة إن غاي "أظهرت صمودا كبيرا في وجه الهجمات الشخصية والمتواصلة". وأضافت: "تعرضت لانتقادات لاذعة بغيضة، وفي بعض الحالات عنصرية، عبر رسائل إلكترونية ومكالمات هاتفية معيبة. نحن ندين هذه الهجمات".

يشار إلى أن لجنة التعليم والقوى العاملة بالكونغرس الأميركي استدعت، في 5 ديسمبر الماضي، كلا من غاي، ورئيسة جامعة بنسلفانيا إليزابيث ماغيل، ورئيسة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا "MIT" سالي كورنبلوث، إلى جلسة "محاسبة رؤساء الجامعات ومكافحة معاداة السامية".

وتعرضت غاي وماغيل وكورنبلوث لضغوط وانتقادات من أجل تقديم الاستقالة لأنهن اعتبرن الاحتجاجات ضد إسرائيل ضمن نطاق "حرية التعبير".

 

(فرانس برس، الأناضول)

المساهمون