"إي جي.5" متغيّر كورونا الأكثر انتشاراً في أميركا اليوم.. ماذا تعرف عنه؟

09 اغسطس 2023
"إيجي.5" متغيّر فرعي جديد من "أوميكرون" الذي يُعَدّ أكثر متحوّرات كورونا انتشاراً (Getty)
+ الخط -

في الوقت الذي انخفضت فيه المخاوف من استمرار انتشار فيروس كورونا الجديد (سارس-كوف-2) ومتحوّراته ومتغيّراتها الفرعية، بفضل اللقاحات المضادة لكوفيد-19، تطرح الأعداد المسجّلة أخيراً في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا علامات استفهام حول احتمال موجة تفشّ جديدة.

على الصعيد العالمي، تفيد بيانات منظمة الصحة العالمية بأنّه تمّ الإبلاغ عن أكثر من مليون حالة إصابة جديدة بمرض كوفيد-19 الذي يتسبّب فيه الفيروس، وأكثر من 3100 حالة وفاة في 28 يوماً حتى الثالث من أغسطس/ آب الجاري، الأمر الذي رفع عدد الوفيات إلى نحو سبعة ملايين منذ بدء انتشار الوباء في أواخر عام 2019.

وقد شكّل هذا الارتفاع في عدد الإصابات محور اهتمام خبراء في الصحة العامة من كلّ أنحاء العالم، ويُصار الحديث عن متغيّر فرعي جديد من متحوّر أوميكرون يُعرف باسم "إي جي.5". فما هو هذا المتغيّر الفرعي؟ وما هي درجة خطورته؟

ما هو متغيّر "إي جي.5"؟

يُعَدّ "إي جي.5" متغيّراً فرعياً جديداً من متحوّر أوميكرون، أكثر متحوّرات كورونا انتشاراً في العالم، بحسب وصف صحيفة "ذي واشنطن بوست" الأميركية. وقد تفوّق "إي جي.5" على متحوّر أوميكرون، لجهة عدد الإصابات المنتشرة في الولايات المتحدة الأميركية. يُذكر أنّ منظمة الصحة العالمية أشارت إلى "إي جي.5" كأحد "المتغيّرات الفرعية الخاضعة للمراقبة"، والتي لا تستدعي قلقاً، إلا أنّه تحت المراقبة خوفاً من توسّع انتشاره وتأثيره على الصحة العامة.

واليوم الأربعاء، أفادت منظمة الصحة العالمية بأنّ المتغيّر الفرعي الجديد "إي جي.5" من متحوّر أوميكرون يمثّل "خطراً منخفضاً" على الصحة العامة على الصعيد العالمي، وذلك "بناءً على الأدلة المتوفّرة".

وكان المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس قد أشار، في وقت سابق من اليوم الأربعاء، إلى أنّ الوكالة التابعة للأمم المتحدة تتعقّب في الوقت الراهن متحوّرات من فيروس كورونا الجديد (سارس-كوف-2)، من بينها المتغيّر الفرعي "إي جي.5" من متحوّر أوميكرون الذي ينتشر في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا.

وشرح غيبريسوس أنّ "المخاطر ما زالت قائمة في ما يخصّ ظهور متحوّرات أخطر من كورونا، من الممكن أن تتسبّب في زيادة مفاجئة في عدد الإصابات والوفيات"، مشيراً إلى أنّ المنظمة سوف تنشر في وقت لاحق تقريراً يقيّم مخاطر المتغيّر الفرعي "إي جي.5".

وفي هذا الإطار، علّق المتخصّص في الصحة العامة بسام خليفة على ظهور المتغيّر الفرعي "إي جي.5" قائلاً إنّ "ظهور متحوّرات عديدة من فيروس كورونا ليس أمراً مستغرباً، لا سيّما أنّ الفيروس اتّخذ أشكالاً مختلفة منذ رصده، وقد ظهرت متحوّرات عديدة له من ضمنها أوميكرون وغيرها (مثل دلتا الذي سبق أوميكرون وأتى حاداً)".

أضاف خليفة لـ"العربي الجديد" أنّه "حتى الآن، لا مخاوف من هذا المتغيّر الفرعي، خصوصاً أنّ منظمة الصحة العالمية لم تدقّ ناقوس الخطر"، مشيراً إلى أنّ "السبب في ذلك قد يعود إلى ارتفاع نسبة التحصين عالمياً، وانتشار مناعة القطيع".

وفي المنطقة العربية، لم يتّضح حتى الآن ما هو مدى انتشار هذا المتغيّر الفرعي، لكنّ خليفة لفت إلى أنّه "من غير المستبعد أن ينتشر في بعض البقع، لا سيّما في الدول التي تستقبل مئات من الزائرين الوافدين من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا". ورأى أنّ "هذه المنطقة لن تتأثّر بهذا المتغيّر الفرعي، وبالتالي لن يؤدّي إلى مرحلة إغلاق" مع موجات تفشّ سابقة.

الصورة
لقاح كورونا (Getty)
ارتفاع نسبة اللقاح عالمياً ساهم في تقليل المخاوف من موجات جديدة من تفشّي كورونا (Getty)

ارتفاع حالات الإصابة دولياً

بحسب بيانات نشرتها شبكة "سي إن إن" الأميركية، فإنّ المتغيّر الفرعي الجديد ينتشر في الولايات المتحدة وأيرلندا وفرنسا وبريطانيا واليابان والصين.

وفي الولايات المتحدة الأميركية، يُعَدّ المتغيّر الفرعي "إي جي.5" من متحوّر أوميكرون مسؤولاً عن 17.3 بالمائة من كلّ الإصابات بكوفيد-19 المبلّغ عنها في هلال فترة الأسبوعَين المنتهية في الخامس من أغسطس/ آب، وفقاً لبيانات المركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي).

تجدر الإشارة إلى أنّ تلك النسبة تُقارَن بـ16 في المائة من الإصابات بالمتغيّر الفرعي السابق من متحوّر أوميكرون الأكثر شيوعاً والذي يُعرَف باسم "إكس بي بي.1 .16".

كذلك أُبلغ عن إصابات بالمتغيّر الفرعي "إي جي.5 .1" في دول أخرى، بما في ذلك الهند وتايلاند.

من جهتها، أفادت وكالة الأمن الصحي في بريطانيا بأنّ المتغيّر الفرعي "إي جي.5 .1" من متحوّر أوميكرون وُضع قيد المراقبة للمرّة الأولى في أوائل يوليو/ تموز الماضي، بعد تقارير عن ظهوره في آسيا.

وأوضحت الوكالة البريطانية أنّ نحو 12 في المائة من كلّ العيّنات التي تمّت متابعتها وتحليلها في أواخر يوليو الماضي، تبيّن أنّها تكشف إصابات بالمتغيّر الفرعي "إي جي.5 .1".

الصورة
كورونا في الولايات المتحدة (أرشيف/Getty)
ينتشر المتغيّر الفرعي الجديد من أوميكرون في الولايات المتحدة الأميركية وأيرلندا وفرنسا وبريطانيا واليابان والصين (Getty)

ما هي أعراض الإصابة بـ"إي جي.5"؟

لا تختلف أعراض هذا المتغيّر الفرعي "إي جي.5" من متحوّر أوميكرون عن أيّ متغيّر فرعي آخر أو متحوّر سابق. فالأعراض شبيهة أو هي نفسها التي تُرصَد لدى الأشخاص المصابين بكوفيد-19، والتي تتراوح ما بين خفيفة وأعراض أكثر شدّة بالنسبة إلى الفئات المعرّضة للخطر، من قبيل المصابين بحالات صحية مسبقة وغير ذلك.

وهي تشمل السعال الجاف وسيلان الأنف والعطس والحمّى أو القشعريرة وضيق التنفّس والوهن وآلام العضلات أو الجسم وفقدان لحاستَي التذوّق والشمّ والصداع.

وبحسب ما يشدّد خبراء في الصحة العامة، فإنّه ما زال يتعيّن التشجيع على تلقّي اللقاحات والجرعات التعزيزية، وكذلك الممارسات الاجتماعية الآمنة من قبيل الالتزام بالكمامات أو الأقنعة التي تحمي الوجه حيث تستلزم الحاجة، والحفاظ على تهوية الغرف جيداً.

ويشير هؤلاء إلى أنّ كبار السنّ هم أكثر عرضة للإصابة بالمتحوّرات الجديدة أو المتغيّرات الفرعية المستجدّة، إذ من المرجّح أن تتضاءل مناعتهم التي اكتسبوها بواسطة اللقاحات المضادة لكوفيد-19 بسرعة أكبر من الفئات العمرية الأخرى.

ما مدى فاعلية اللقاحات؟

وقد أوضح خليفة أنّ "اللقاحات السابقة المضادة لكوفيد-19 ساعدت في توفير الحماية اللازمة في وجه الفيروس، غير أنّها قد لا تتمكّن من توفير حماية مستمرّة في وجه المتغيّر الفرعي الجديد لبعض الفئات، مثل كبار السنّ أو الاشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة. وبالتالي من المرجّح أن يستلزم الأمر إمّا تزويد الأشخاص بجرعات لقاح تعزيزية وإمّا اتّخاذ تدابير احتياطية".

وفي الولايات المتحدة الأميركية، يستعدّ مسؤولو الصحة هذا الخريف لتوفير جرعات تعزيزية من اللقاحات المضادة لكوفيد-19 المصنوع بصيغة جديدة تستهدف المتغيّر الفرعي "إكس بي بي" الذي كان مسؤولاً عن معظم الإصابات في عام 2023.

وفي هذا السياق، قال أستاذ الطب الجزيئي في معهد "سكريبس" للأبحاث إريك توبول إنّ ثمّة تداخلاً كافياً بين المتحوّرات والمتغيّرات الفرعية المختلفة للاعتقاد بأنّ الجرعة التعزيزية الجديدة سوف تحمي الأشخاص المصابين بـ"إي جي.5" من الشكل الشديد من كوفيد-19. أضاف أنّ الجرعات التعزيزية المطوّرة سوف تكون متوافقة بطريقة فضلى مع المتغيّر الفرعي الآن مقارنة بالصيغة الحالية التي تستهدف المتغيّر الفرعي "بي إيه.5" من متحوّر أوميكرون الذي كان مهيمناً في صيف عام 2022.

وبحسب توبول، فإنّ ظهور المتغيّر الفرعي الجديد يوضح التحديات التي يواجهها مسؤولو الصحة العامة في محاولة مواكبة فيروس دائم التطوّر.

وفي آخر تحديث صادر عن منظمة الصحة العالمية، فإنّ دولاً عديدة تشير إلى انخفاض عدد الإصابات وكذلك عدد الوفيات المرتبطة بكوفيد-19. ومع ذلك كانت دول مثل كوريا الجنوبية والبرازيل وأستراليا ونيوزيلندا من بين تلك التي سجّلت أعلى عدد من الحالات المبلّغ عنها في الشهر الماضي. وأشارت الوكالة التابعة للأمم المتحدة إلى أنّ الافتقار إلى الاختبارات وتقديم التقارير إليها بانتظام يجعلان من الصعب مراقبة الأرقام.

وما زالت منظمة الصحة العالمية تعدّ كوفيد-19 مرضاً "يمثّل تهديداً كبيراً" وتحذّر من أنّ الوباء لم ينتهِ بعد، على الرغم من أنّها كانت قد أعلنت في مايو/ أيار الماضي أنّ تفشّي فيروس كورونا الجديد (سارس-كوف-2) لم يعد يشكّل "حالة طوارئ صحية تثير قلقاً عالمياً".

كذلك، أصدرت المنظمة، اليوم الأربعاء، مجموعة من التوصيات الدائمة المتعلقة بكوفيد-19 التي حثّت فيها الدول على مواصلة تسجيل البيانات الخاصة بالمرض، خصوصاً عدد الوفيات الناجمة عنه‭‭‭ ‬‬‬ومدى انتشاره، فيما أوصت بمواصلة توفير اللقاحات المضادة له.

المساهمون