إلغاء احتفالات عيد الميلاد في رام الله وبيت لحم تضامناً مع غزة

16 نوفمبر 2023
هنا في فلسطين أرض المسيح نستقبل العيد بمزيد من الألم والمعاناة (Getty)
+ الخط -

أعلنت بلديتا رام الله وبيت لحم، وكذلك مجلس الكنائس في رام الله، الخميس، عن إلغاء الاحتفالات بعيد الميلاد لهذا العام واقتصارها على الشعائر الدينية، وذلك تضامناً مع قطاع غزة الذي يتعرّض لحرب مستمرّة تشنّها عليه قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وأفادت بلدية رام الله ومجلس كنائسها، في بيان صحافي، أنّه "احتراماً للدماء الزكية التي سالت من الشهداء، وتنديداً بهذا العدوان، فقد تقرّر إلغاء كلّ احتفالات عيد الميلاد المجيد التي تُقام سنوياً في المدينة، واقتصارها على الخدمات الكنسيّة بالصلوات والدعاء لأهلنا في قطاع غزة، ولأرواح شهدائنا، ولشفاء الجرحى، والمكلومين".

ووفقاً للبيان نفسه، فإنّه "في مثل هذا الوقت من كلّ عام، يتمّ الاستعداد لتزيين مدينة رام الله احتفالاً بالميلاد المجيد، لاستقبال العيد بفرح ومحبة، إلا أنّنا اليوم بدلاً من أن نرسم بسمة على وجوه أطفالنا فإنّنا نترحّم عليهم، وبدلاً من أن نعطيهم هدية العيد لا نستطيع حتى إرسال المساعدات الإنسانية لهم وهم تحت القصف والحرب والدمار".

أضاف البيان الصادر عن بلدية رام الله ومجلس كنائسها: "وجعنا كبير، شعب أعزل يقف أمام دبابات الاحتلال وتحت نيران مقاتلاته الحربية التي ينفّذ بها أبشع مجازره بحقّ أبناء شعبنا في الضفة (الغربية المحتلة) وقطاع غزة، ونقول للعالم أجمع أوقفوا العدوان على غزة".

وتابع البيان أنّ "هذا الوجع والقتل ليسا وليدَي اليوم إنّما يتكرران منذ 75 عاماً، وها نحن اليوم قد وصلنا إلى وقت لا نستطيع فيه تشييع جثامين شهدائنا الذين ارتقوا في قطاع غزة وفي الضفة من غزارة القصف وتدمير كلّ مقومات الحياة".

وأشار بيان بلدية رام الله ومجلس كنائسها إلى أنّ ثمّة "أكثر من 11 ألف شهيد، وآلاف المفقودين تحت الأنقاض، وآلاف الجرحى، وآلاف النازحين من جرّاء العدوان الإسرائيلي الأخير على أهل قطاع غزة، وكلّ ذلك أمام عيون العالم ومؤسساته ومنظماته الدولية جمعاء، وأمام رؤساء دول العالم الذين يتغنّون بالديمقراطية وحقوق الإنسان، فيما يتعاملون بمعايير ثنائية عندما يتعلّق الأمر بأرواح الفلسطينيين".

وأوضح البيان نفسه أنّه "في الوقت الذي يتهيّأ العالم لاستقبال عيد الميلاد المجيد، نحن هنا في فلسطين، أرض المسيح عليه السلام، نستقبل العيد بمزيد من الألم والمعاناة. ففي كلّ بيت يتألم كلّ واحد فينا كما تألم المسيح عليه السلام في أرضه ووطنه فلسطين".

وشدّد البيان على أنّه "في ظلّ الظروف الراهنة من سياسة القهر والعنف التي تمارسها دولة الاحتلال واحتجاز جثامين الشهداء، فإنّه يتوجّب علينا جميعاً رصّ الصفوف بوقفة عزّ وكرامة لأرواح الشهداء الأبطال وذويهم".

في السياق نفسه، أفاد رئيس بلدية بيت لحم حنا حنانيا، في بيان صحافي، بأنّه دعا إلى اجتماع لمناقشة ترتيبات موسم عيد الميلاد في ظلّ الحرب القائمة على غزة، وقد اتُّخذ قرار باقتصار الاحتفالات على الشعائر الدينية، إلى جانب تنظيم فعاليات تهدف إلى إيصال رسائل احتجاجية رافضة للعدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، إذ إنّ أنظار العالم تكون مركّزة على مهد المسيح في هذه الفترة من العام.