وصلت إلى مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، اليوم الأحد، جثامين 16 مهاجراً عراقياً قضوا غرقاً في بحر المانش خلال محاولة وصولهم إلى الأراضي البريطانية، طلباً للجوء.
وأكّدت مصادر في سلطة الطيران المدني العراقية بمدينة أربيل لـ"العربي الجديد"، أنّ الضحايا وصلوا على متن طائرة خاصة، بعد سلسلة اتصالات للخارجية العراقية أجرتها مع السلطات الفرنسية.
واحتشد العشرات من ذوي الضحايا عند صالة الاستقبال في مطار أربيل الدولي، فجر اليوم الأحد، وسط أجواء خيّم عليها الحزن والبكاء لحظة تسلّمهم جثث الضحايا الذين نقلوا إلى العراق في توابيت خاصة.
ووجه رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني في وقت سابق، بإعادة جثامين الضحايا، ومعظمهم كورد، إلى ديارهم في الإقليم.https://t.co/UhSrauZ0DT
— Kurdistan24 عربية (@arabick24) December 26, 2021
وفّرت حكومة إقليم كردستان، سيارات إسعاف لمساعدة أقرباء الضحايا على نقلهم إلى مثواهم الأخير، وسط أجواء مناخية سيئة، إذ ما زالت أربيل تتعرّض لموجة برد وأمطار واسعة، غير مسبوقة منذ سنوات.
وقالت مصادر محلية في أربيل لـ"العربي الجديد"، إنّ الضحايا من عدة مناطق في إقليم كردستان وليسوا من أربيل فقط، وهناك 7 منهم من مناطق يحتلّها مسلّحو حزب العمّال الكردستاني المصنّف على لائحة الإرهاب والمعارض لأنقرة، وآخرون من ضواحي دهوك وأربيل.
في السياق ذاته، نقلت وكالة أخبار محلية كردية عن بعض ذوي الضحايا عزمهم بوقت لاحق التوجّه في موكب إلى القنصلية الفرنسية في أربيل لتنظيم وقفة استنكارية أمامها، وتلاوة بيان يندّد بحكومة باريس على اعتبار أنها لم تساعد المهاجرين الـ 16 وتنقذهم من الغرق في بحر المانش. وقال آخرون من ذوي الضحايا إنه يكفيهم التأكّد من هويات أبنائهم في المطار، وبعدها ينقلون الجثامين إلى مسقط رؤوسهم لإتمام مراسم الدفن.
أهالي الضحايا الكورد الذين غرقوا في بحر المانش يندبون ذويهم لحظة انتظار جثامينهم في مطار #أربيل pic.twitter.com/klyFTJGEAh
— Rudaw عربية (@rudaw_arabic) December 25, 2021
فيما نقلت وكالة "فرانس برس"، تساؤلات حول النداءات التي يُفترض أنّ المهاجرين قد أطلقوها للسلطات الفرنسية والبريطانية حينما بدأ مركبهم بالغرق كما أفاد أحد الناجين. لكن المحافظة البحرية الفرنسية قالت إنه في حال الاتصال بها، لا يمكنها عدم التدخل.
وفي الرابع والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، غرق قارب يستقلّه 31 مهاجراً في بحر المانش أثناء محاولتهم العبور من فرنسا إلى بريطانيا. ولم ينجُ من الغرق بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس عن وزارة الداخلية الفرنسية، إلا عراقي كردي وسوداني.
ووجّه رئيس حكومة إقليم كردستان، مسرور البارزاني، في وقت سابق، بإعادة جثامين الضحايا، إلى ديارهم في الإقليم.
وتمّ تحديد هويات الضحايا التي أُجريت بالتنسيق بين مكتب رئيس الحكومة ووزارة الداخلية ودائرة العلاقات الخارجية وممثلية حكومة الإقليم في فرنسا.