إصابة رضع بحروق داخل حاضنات مستشفى مدينة السلمية السورية

30 ابريل 2022
تحتاج الحاضنات إلى عناية خاصة (عبد العزيز كتاز/فرانس برس)
+ الخط -

كشفت إذاعة سورية محلية، تفاصيل تعرّض أطفال حديثي الولادة لحروق من الدرجة الثالثة أثناء وضعهم في الحاضنات في مشفى سلمية الوطني بريف حماة، وبرّرت إدارة المشفى الأمر بأنه حوادث فردية، وشكلت لجان تحقيق.

ووقعت الحوادث قبل نحو شهرين ونصف الشهر، وأحيطت بسرية وتعتيم كبيرين، إذ لم يتم إخبار ذوي الرضع بما وقع إلى أن اكتشفوا ذلك بأنفسهم، وإلى الآن لم تصدر نتائج التحقيقات.

وأوضح مدير مشفى السلمية، أسامة ملحم، في تصريح صحافي، أنه لا يمكنه الجزم بسبب هذا الحادث ما دام لا يمتلك أي نتائج ملموسة في يده، فمن الممكن أن يكون السبب فنياً أو تقصيراً من إحدى الجهات، وألقى باللوم على الأطباء المناوبين الذين لم يخبروا ذوي الرضع بالحروق التي أصابتهم بعد أن دخلوا إلى الحواضن نتيجة مشاكل في القلب، معتبراً أنها "حالات فردية، وقد استقبل المشفى بعدها 40 طفلا من دون مشاكل".

وأبلغ أهالي رضيعين عن تعرضهما لحروق من الدرجة الثالثة خلال وجودهما في المحاضن، ونقل الرضيع الأول إلى مشفى الأسد الطبي في مدينة حماة، بينما تعرض الرضيع الثاني لإصابة في الدماغ نتيجة الحرق سببت له عاهة دائمة أدت لتركيب جهاز سيرافقه مدى الحياة.

وقال والد أحد الأطفال: "تعرض ابني للاحتراق في المشفى، وبلغوني بضرورة نقله لمشفى آخر بسبب عدم توفر طبيب قلبية لمعاينة حالته، ولم يخبروني بتعرضه للحرق، ومن ثم فوجئت بالأمر في مجمع الأسد الطبي بمدينة حماة، حيث أخبروني بأن ابني تعرض للحرق وهو من الدرجة الثالثة".

وأكدت الناشطة نور سليم لـ"العربي الجديد"، أن سبب هذه الحوادث يعزى بالدرجة الأولى إلى إهمال إدارة المشفى، بالإضافة إلى العمل غير المسؤول الذي تقوم به شركة تعقيم الحواضن، مشيرة إلى أن المشفى يفتقر إلى كادر متخصص يجري عملية تعقيم حواضن الأطفال، وهو متعاقد مع شركة خاصة تقوم بهذه العملية.

وأضافت سليم: "يرجّح أن تسبب مواد التعقيم التي تتسرب إلى الحاضنة ارتفاعا في درجة الحرارة، ومن ثم تعطلها عن العمل، ما يسبب حروقاً للأطفال"، مؤكدة وقوع عدة حوادث سابقا، لكن مخاوف الأهالي من تبعات الحديث عن القضية تسبب بالتعتيم حولها. 

بدوره، بيّن أخصائي صيانة الأجهزة الطبية عباس أبو أسامة لـ"العربي الجديد" أن معظم المشافي لديها قسم خاص مسؤول عن تعقيم الأدوات الطبية والغرف إضافة لحواضن الأطفال، وفي حال لم يكن للمشفى كادر متخصص يلجأ للتعاقد مع شركات خاصة.

وتحدث عن شروط مضبوطة لعملية تعقيم الحاضنة سواء بالبخار أو باستخدام سوائل تعقيم غير مؤذية للأطفال، وهذه السوائل بحال تسربت لحساسات ضبط حرارة الحاضنة ممكن أن تؤدي لتعطيلها، وقال: "الحساس في الحاضنة مسؤول عن إطلاق إنذار في حال ارتفاع درجة الحرارة عن درجة حرارة الجسم الطبيعية، وبحال تعطله لا يتم إطلاق الإنذار".

وتابع أبو أسامة "في حال تعطل الحساسات هناك دور يقوم به المشرفون على الأطفال في الحواضن، وذلك بتفقد حرارة جسم الأطفال عند تبديل الحفاضات أو مراقبتهم ضمن الحواضن، وبحال تركوا لوقت طويل دون تفقد يمكن أن تحدث لهم حروق جراء درجات الحرارة المرتفعة". لافتا إلى أن المسؤولية تقع على شركة التعقيم من جهة وإدارة المشفى والكادر المسؤول عن الحواضن من جهة ثانية، مبينا أن الفساد الموجود في القطاع الصحي يتيح لهذه الجهات التملص من المسؤولية.

ووفق الموقع الرسمي لشركة "البكري" وهي شركة مقرها مدينة حماة، تتخصص بالمستلزمات الطبية والتعقيم والتطهير، فإنها أشرفت على عمليات تطهير وتعقيم مشفى سلمية الوطني منها عمليات تعقيم وتطهير قسم الأطفال متضمنا الحواضن.

ويشتكي السكان في مناطق النظام السوري من الإهمال والمحسوبية والفساد في القطاع الصحي، إضافة لعدم توفر المستلزمات الطبية، الأمر الذي يدفع إدارات المشافي لتأجيل عمليات جراحية ضرورية للمرضى، كما في مشفى الأسد الجامعي بدمشق.

المساهمون