استمع إلى الملخص
- حوالي 400 ألف حاج غير نظامي واجهوا صعوبات، بما في ذلك الوصول للمستشفيات واستخدام النقل، مع نفي المسؤول السعودي منعهم من استخدام الحافلات.
- قبل الحج، أبعدت السعودية أكثر من 300 ألف شخص غير مسجل، وتوفي 658 مصريًا أغلبهم غير مسجلين، مما يشير إلى التحديات المتزايدة بسبب التغير المناخي والحاجة لتحسين البنية التحتية.
دافع مسؤول سعودي كبير، اليوم الجمعة، عن إدارة بلاده لمناسك الحج بعد إعلان دول مختلفة وفاة عدد من الحجاج تجاوز 1100 شخص هذا العام، خلال أداء الفريضة في مكة المكرمة، وقد نُسب كثير من الوفيات إلى الحر الشديد، وقال المسؤول في أول تعليق سعودي رسمي على وفيات الحجاج إن "الدولة لم تقصّر، ولكن هناك سوء تقدير من الناس الذين لم يقدروا المخاطر التي سوف تحدث لهم".
وبحسب حصيلة جمعتها "فرانس برس" من سلطات الدول المعنية ودبلوماسيين، اليوم الجمعة، بلغ عدد وفيات الحجاج هذا العام 1126، أكثر من نصفهم من مصر، وأكد المسؤول السعودي 577 حالة وفاة خلال يوم عرفة ويوم العيد الأحد. مرجعاً ذلك إلى "ظروف جوية صعبة ودرجة حرارة قاسية للغاية"، معترفاً بأن الرقم لا يشمل كامل موسم الحج الذي انتهى رسمياً الأربعاء. مضيفاً "نقدر عدد الحجاج غير النظاميين بحوالي 400 ألف شخص غالبيتهم العظمى من جنسية واحدة" في إشارة الى مصر.
وأفاد حجاج مصريون غير نظاميين هذا الأسبوع بأنهم واجهوا صعوبات في دخول المستشفيات أو استدعاء الإسعاف لأحبائهم، وقد قضى بعضهم. وتعذّر على هؤلاء استخدام حافلات الحج الرسمية، وهي وسيلة النقل الوحيدة حول الأماكن المقدسة، من دون دفع رسوم باهظة على نحو غير رسمي. وبعدما اضطروا إلى السير كيلومترات عدة تحت أشعة الشمس الحارقة، أفاد البعض بمشاهدة جثث على قارعة الطريق وحجاج ينهارون بسبب الإرهاق الواضح.
في المقابل، نفى المسؤول السعودي خلال تصريحاته لـ"فرانس برس" منع استخدام حجّاج غير نظاميين للحافلات، قائلاً "ليس هناك منع من استخدام (الحجاج غير النظاميين) للحافلات، لكن هذه الحافلات معدة مسبقاً للحجاج النظاميين الذين نعرف أنهم قادمون"، لافتاً إلى أن الحجاج غير النظاميين "يسيرون في مسارات الحافلات وهي غير مجهزة بخدمات سواء غذائية أو طبية مثل الإسعافات. هذا طريق سريع مخصص للحافلات وليس للمشاة".
وفاة عدد من الحجاج الأميركيين
قبل بدء موسم الحج هذا العام، أعلنت السلطات السعودية أنها أبعدت من مكة أكثر من 300 ألف شخص غير مسجّلين لأداء الحج. وتوفي 658 مصريّاً خلال الحج، 630 منهم غير مسجّلين، وفق ما أفاد دبلوماسيون عرب، واليوم الجمعة، قال متحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن مواطنين أميركيين "عدة" قضوا خلال الحج. وجاء في تصريح للمتحدث "يمكننا أن نؤكد وفاة مواطنين أميركيين عدة في السعودية"، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل. وكل عام يؤدي عشرات آلاف الحجاج الفريضة بدون تصاريح بسبب احتمال عدم قبولهم، إذ إن هناك حصة محددة لكل دولة، فضلاً عن ارتفاع تكاليف الحجوزات، مما يحرمهم ذلك من الوصول إلى الأماكن المكيّفة التي وفّرتها السلطات السعودية لـ1.8 مليون حاج يحملون تصاريح، وهو رقم مماثل للعدد المسجّل العام الماضي، 1,6 مليون من هؤلاء أتوا من خارج المملكة.
وتُصدر السعودية كل عام تصاريح رسمية من خلال نظام الحصص المخصصة لمختلف البلدان والتي تُوزَّع على الأفراد عن طريق القرعة، لكن تكاليف رحلة الحج الرسمية الباهظة تغري حتى من يستطيعون الحصول على التصريح الرسمي، باللجوء إلى الطريق غير الرسمي من أجل توفير بضعة آلاف من الدولارات، وقد أصبح هذا الأمر متاحاً خاصة منذ عام 2019 عندما بدأت السعودية بإصدار تأشيرات سياحية عامة، وهو ما سهل السفر إلى السعودية. ويتأثر الحج وهو أحد أركان الإسلام الخمسة، تأثُّراً متزايداً بالتغير المناخي بحسب دراسة سعودية أفادت بأن الحرارة في المنطقة ترتفع 0.4 درجة مئوية في كل عقد. والحجاج غير النظاميين لا يمكنهم استخدام وسائل الراحة الموفرة لتيسير أداء المناسك مثل الخيام المكيَّفة التي تقيهم القيظ مع ارتفاع درجات الحرارة إلى 51.8 درجة مئوية في المسجد الحرام في مكة.
(فرانس برس)