استمع إلى الملخص
- تتنوع آمال اللبنانيين مع اقتراب العام الجديد، حيث يتمنون عودة الحياة الطبيعية وتحسن الظروف الاقتصادية، مع التركيز على انتخاب رئيس عصري وتحقيق السلام والأمن.
- تتجلى تطلعات اللبنانيين في تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي، وخلق فرص عمل جديدة، مع أمل المغتربين في قيام دولة تحترم القانون وتعمل لمصلحة الجميع.
ينهمك اللبنانيون المتضررون من العدوان الإسرائيلي في رفع الأنقاض وترميم منازلهم وأرزاقهم، وحلمهم أن تستقر الأوضاع وتنتهي الأزمة المعيشية
لا تتجاوز أحلام لبنانيين كثيرين وآمالهم اليوم التوق إلى العيش بأمان وسلام في بلاد أنهكتها الحروب والأزمات والكوارث. وفيما تستمر الخروقات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار في الجنوب، تقتصر أمنيات أهالي القرى الحدودية مع فلسطين المحتلة على أن يحمل العام الجديد بشرى العودة إلى بلداتهم وأراضيهم التي دمّرها وفخّخها وجرفها جيش الاحتلال وحوّلها إلى أراضٍ محروقة. لم يبقَ من منزل زينب مليجي في بلدة الناقورة (جنوب)، إلا غرفة واحدة بعدما جرفته آلة التدمير الإسرائيلية بالكامل. وتقول لـ"العربي الجديد": "شاهدنا عبر صور وفيديوهات كيف جرف جيش الاحتلال منزلنا، لكن لا شيء يثنينا عن التمسك بحقنا في العودة إلى بلدتنا وأرضنا ورزقنا، وحتى إلى بيوتنا المدمّرة والمقتلعة. مع حلول السنة الجديدة نأمل في أن نستعيد نمط حياتنا الطبيعي قبل الحرب، وأن نحظى بالأمن والأمان وراحة البال".
تتابع الأم لستة أولاد، والتي لا تزال مهجرة وتقيم مع عائلتها في مدينة صور (جنوب): "يحلّ عيد رأس السنة الميلادية وقد خسر زوجي عمله بسبب الحرب التي قضت على الأرزاق والأشغال وكل مقومات الحياة. والحقيقة أنه لا طاقة لنا على تأمين قوتنا اليومي، ولا يتواصل أحد معنا في شأن التعويضات وضمان العيش الكريم".
من جهته، يُبدي حسين عباس، الذي يسكن في قرية حدودية، تشاؤمه من السنة المقبلة، ويقول بغضب وحسرة لـ"العربي الجديد": "لن يكون عام 2025 أفضل من غيره، بل سيحمل لنا مصائب وآلاماً اعتدنا أن نعيشها".
يضيف حسين، الذي عمل سابقاً في مجال حلاقة الشعر للرجال وفي معرض للسيارات، ونزح مع عائلته إلى مدينة صيدا (جنوب)، منذ أكثر من سنة: "دمّرت بيوتنا وحياتنا وسبل عيشنا، فماذا يمكن أن نتمنى ونحن لا نزال مهجّرين. أنا أب لخمسة أولاد أستطيع بالكاد أن ألبي احتياجاتهم الأساسية، ولا أستطيع سوى أن أواسي نفسي بحقيقة أن أفراد عائلتي بخير وصحة وعافية. لا مجال لأي تمنيات أو طموحات وأحلام".
وتختصر الشابة ربى عثمان، من مدينة بعلبك (البقاع الشمالي)، تمنياتها مع حلول العام الجديد بالقول لـ"العربي الجديد": "نريد فقط أن نعيش، ولا نرغب في أي شيء آخر، لا أموال ولا مدّخرات. أمنيتنا لا تتجاوز العيش الكريم كي نواصل حياتنا في لبنان، خصوصاً بعدما خرجنا من حرب إسرائيلية مدمرة ألحقت خسائر جسيمة بعدد من أصدقائنا الذين فقدوا أحباءهم ودمرت منازلهم".
وتأمل ربى، التي تعمل في مجال الورود، في أن "تكون الأيام المقبلة أفضل، وأن تزهر بالمحبة والسلام وأن تنعم بعلبك، مدينتنا الأحب إلى قلبنا، بالهدوء والاستقرار، وأن تحظى بالاهتمام اللازم لأنها مدينة جميلة عابقة بالحياة. هي مدينة الشمس التي تعشق الحب والفرح، لكنها للأسف معزولة ومهمّشة ومحرومة من أدنى الخدمات، وحتى من الإضاءة عليها خلال الحرب". تضيف: "عدنا إلى مدينتنا ومنزلنا بعدما نزحنا إلى منزلَي جدي وأختي في قضاء البقاع الغربي. كان النزوح القسري مؤلماً ومحزناً، ولا نزال نعيش أياماً شديدة الصعوبة".
وترجو آمال، التي تقيم في العاصمة بيروت، أن تبقى مع أفراد عائلتها بصحة جيدة، وأن تنعم براحة البال والسلام في لبنان، وتقول لـ"العربي الجديد": "نتطلع إلى أن تتحسّن الظروف في البلاد وتتبدل الأحوال كي يستعيد اللبنانيون قدرتهم الشرائية وعيشهم الكريم بعدما تدهورت العملة الوطنية منذ الأزمة الاقتصادية عام 2019، وما رافقها من خسائر جسيمة وسرقات ممنهجة لجنى عمر المواطنين في المصارف اللبنانية. تكفينا كل الأحداث الأليمة التي عايشناها على مدى أكثر من خمس سنوات، والتي تخللتها أيضاً جائحة كوفيد - 19 وانفجار مرفأ بيروت والحرب الإسرائيلية والاعتداءات المتواصلة لجيش الاحتلال، وما تبعها من دمار وخراب ومعدلات تلوّث هائلة".
أما الشاب يوسف عساف، من بلدة الورهانية (جبل لبنان)، فيتمنى ألا تتكرر الحروب في لبنان، ويقول لـ"العربي الجديد": "كلنا أمل في مستقبل زاهر يسوده السلام والازدهار والطمأنينة. نتطلع قدماً إلى انتخاب رئيس يكون عصرياً وليس عسكرياً، وينتقل بنا إلى مرحلة جديدة، ويُخرجنا من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي نعاني منها منذ أكثر من خمس سنوات".
وتبقى أولويات الناشط الإعلامي والاجتماعي عمر الزين، من بلدة بخعون (شمال)، أن "يعمّ السلام والأمن والأمان في البلاد، وألا تندلع حرب إسرائيلية جديدة"، ويقول لـ"العربي الجديد": "حالي حال أي مواطن لبناني. نعيش في منطقة مليئة بالنزاعات والحروب والصراعات، ونأمل في أن تكون 2025 سنة خير للجميع، وأن تتوقف الحروب في كل العالم. أيضاً نرجو أن تُحلّ قضية فلسطين ونشهد قيام دولة فلسطينية آمنة بعيداً عن الحروب والنزاعات، كما نتمنى الخلاص لسورية وتأسيس دولة حقيقية تحفظ حقوق شعبها من دون تمييز طائفي أو سياسي، وذلك من منطلق أن سلامة الحدود اللبنانية تنعكس إيجاباً على البلاد".
ويختزل ساسين تنوري، وهو أب لولدين، تمنياته بالقول لـ"العربي الجديد": "لا نريد سوى الأمان والاستقرار السياسي والأمني والمعيشي وإعادة إعمار لبنان والطمأنينة وتحسّن الأحوال. كما نتطلع إلى خلق فرص عمل جديدة والوصول إلى مرحلة تشهد فيها البلاد عمليات تخطيط للمستقبل وجهود لاستعادة الثقة بلبنان، وإحياء القطاع المصرفي ومنح القروض وتمويل الشركات كي تبقى الأجيال الشابة في أرض الوطن بدلاً من أن تتواصل حركة الهجرة والاغتراب". يتابع صاحب إحدى المهن الحرة: "نريد دولة تجذب الاستثمارات وتحفّز المواطنين على العمل والعيش في لبنان. باختصار، هذه مطالب بديهية لكل اللبنانيين".
أما الشاب المغترب جُوِي ملكستيان فيتمنى، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "يعمّ السلام والاستقرار في لبنان والمنطقة، ونشهد قيامة دولة لبنانية حقيقية قادرة على الحكم وفق أسس النظام والقانون والعدالة بين كل فئات المجتمع، وأن يحترم جميع اللبنانيين القانون ويلتزموا بالعمل تحت سقفه". ويأمل جُوِي، الذي قدم من إسبانيا حيث يعمل لقضاء فترة الأعياد بين أهله وأحبائه، بأن "تنتهي الطائفية في لبنان، ويتحلى الشعب بحسّ المواطنة ومحبة لبنان ويعمل لمصلحة البلاد وليس للمصالح الشخصية والفئوية والطائفية، ويقول: "حان وقت التفكير بمنطق الدولة والوطن، والعمل يداً بيد لبناء مستقبل البلاد وتعزيز الأمن والأمان من أجل عيش كريم لنا ولعائلاتنا وأولادنا في المستقبل. وفي حال تحسّن الوضع الأمني وشهدنا الاستقرار، من الطبيعي أن أفكر بالعودة وتأسيس عائلة، وليس في بلاد الاغتراب".