أكثر من مليون فلسطينيّ واجهوا الاعتقال منذ النكبة

15 مايو 2022
قوات الاحتلال الإسرائيلي (حازم بدير/ فرانس برس)
+ الخط -

أكدّ نادي الأسير الفلسطيني، اليوم الأحد، أن أكثر من مليون فلسطيني واجهوا عمليات الاعتقال منذ سنوات الاحتلال الإسرائيلي حتى الآن، وشكّلت هذه العمليات الممنهجة أبرز السياسات التي اتبعها في حقّ الفلسطيني والعربي منذ احتلاله فلسطين.

وأشار نادي الأسير، في بيان صحافي الأحد في الذكرى الـ74 للنّكبة، إلى أن الإعلان عن هذا العدد يأتي "على الرغم من أنّ محاولات الرّصد والتّوثيق كانت معقدة وصعبة إبان النّكبة، ومنها عمليات الاعتقال التي نفّذتها العصابات الصهيونية في حينه، ضمن عملية تطهير عرقيّ، وتهجير قسريّ وسرقة للأرض الفلسطينية".

وأوضح أنّه على الرغم من غياب البيانات الدقيقة حول أعداد المعتقلين والأسرى في حينه، إلا أن هناك تقديرا إلى أنّ أكثر من مليون فلسطينيّ واجهوا الاعتقال منذ سنوات الاحتلال.

ووفق النادي، فقد استمرت عمليات الاعتقال حتّى يومنا هذا بما يرافقها من تعذيب وتنكيل وسياسات ممنهجة، إذ عمل الاحتلال على تطوير أدواته لاستهداف الفلسطينيّ عبر منظومة السّجن. وأشار إلى أنّه وعلى مدار هذه العقود، تمكّن الأسير الفلسطينيّ من مواجهة هذه المنظومة عبر التّنظيم، وترسيخ جملة من الأدوات النّضالية التي تحوّلت إلى قواعد للنضال ضد السّجان.

منذ مطلع العام الجاريّ 2022 اعتقل الاحتلال أكثر من 2950 فلسطينيًا/ة وبلغت ذروتها في شهر إبريل/نيسان الماضي

وفي أواخر الستينيات، بدأت النواة الأولى لتشكل جسم الحركة الأسيرة عبر أطر وهياكل تنظيمية، التي ضمت إلى جانب الأسرى الفلسطينيين، أسرى من جنسيات مختلفة (أسرى الدوريات)، وفق النادي.

وقال نادي الأسير: "إنّ أحد أكبر شواهد النّكبة المستمرة بحقّ الفلسطينيّ هي منظومة السّجن، ويبلغ عدد السجون اليوم نحو 23 سجنا ومركز توقيف وتحقيق، أساسها البنيويّ قائم على تحويل التّفاصيل في السّجن إلى أداة للتّنكيل والقهر والحرمان".

وأكد أنّ كل محاولات الاحتلال الماضية في "كسر" الفلسطينيّ عبر منظومة السّجن قد فشلت، فالأسير الفلسطيني عمل بكل ما يملك من فاعلية لمواجهة هذه المنظومة، عبر التنظيم الذي تحوّل إلى "مؤسسة" تنظم الحياة الاعتقالية للأسير، وتزيد من فاعليته وتساهم في تطوير أدواته النضالية والمعرفية، وعلى مدار هذه العقود نفّذ الأسرى نحو 25 إضرابا جماعيا تمكّنوا عبره من انتزاع حقوقهم وفرض فعاليتهم النضالية، بالدم والتّضحية.

وقال النادي: "بعد 74 عاما مرت على النّكبة، يواصل الاحتلال اعتقال نحو 4700 أسير فلسطيني، منهم 32 أسيرة، بينهم فتاتان قاصرتان، وهما من بين نحو 170 طفلا يعتقلهم الاحتلال الإسرائيليّ، إضافة إلى ما يزيد عن 600 معتقل إداريّ".

وأشار إلى أنه "منذ مطلع العام الجاريّ 2022، اعتقل الاحتلال أكثر من 2950 فلسطينيًا/ة، وبلغت ذروتها في شهر إبريل/نيسان الماضي، حيث نفّذت قوات الاحتلال عمليات اعتقال واسعة، وتحديدا في القدس، وذلك مع تصاعد المواجهات الراهنة مع الاحتلال".

ووصل عدد الأسرى المرضى إلى أكثر من 600 أسير ممن جرى تشخيصهم، من بينهم 200 حالة مرضية مزمنة، بينهم 22 أسيرا مصابا بالسّرطان وأورام بدرجات متفاوتة، أخطر هذه الحالات الأسير ناصر أبو حميد الذي يواجه وضعا صحيا خطرا، من جراء إصابته بسرطان في الرئة.

ومن أبرز أسماء الأسرى المرضى القابعين في سجن "عيادة الرملة" خالد الشاويش، منصور موقدة، معتصم ردّاد، ناهض الأقرع، وناصر أبو حميد، وإياد حريبات، علماً أنّ غالبيتهم يقبعون منذ تاريخ اعتقالهم في سجن "عيادة الرملة"، وشهدوا على استشهاد عدد من رفاقهم على مدار سنوات.

وبلغ عدد شهداء الحركة الأسيرة 227 شهيداً منذ عام 1967، بارتقاء الشّهيد سامي العمور نتيجة لجريمة الإهمال الطبّي المتعمّد (القتل البطيء) أواخر العام الماضي، إضافة إلى المئات من الأسرى المحرّرين الذين استشهدوا نتيجة أمراض ورثوها من السّجن، ومنهم الشّهيد حسين مسالمة الذي ارتقى العام الماضي بعد أن واجه جريمة الإهمال الطبيّ قبل قرار الاحتلال بالإفراج عنه، فقد بلغ عدد الشهداء الذين ارتقوا نتيجة سياسة الإهمال الطبي 72 شهيدا.

وعدد الأسرى الذين يقضون أحكاماً بالسّجن المؤبد 550 أسيراً، وأعلاهم حكماً الأسير عبد الله البرغوثي، المحكوم لـ67 مؤبّداً، وخلال العام الجاريّ أصدر الاحتلال حُكمًا بالسّجن المؤبد بحقّ الأسير منتصر شلبي من رام الله، والأسير محمد كبها من جنين، وخليل دويكات من نابلس.

في غضون ذلك، أكد نادي الأسير أن الاحتلال، وكجزء من سياساته الممنهجة، يواصل احتجاز جثامين 8 أسرى استشهدوا داخل السّجون، وهم أنيس دولة الذي استُشهد في سجن عسقلان عام 1980، وعزيز عويسات في عام 2018، وفارس بارود، ونصار طقاطقة، وبسام السّايح، وأربعتهم استشهدوا خلال عام 2019، وسعدي الغرابلي، وكمال أبو وعر اللّذان استُشهدا عام 2020، وآخرهم سامي العمور خلال 2021.

وبلغ عدد الأسرى القدامى المعتقلين قبل توقيع اتفاقية أوسلو 25 أسيراً، أقدمهم الأسيران كريم يونس وماهر يونس المعتقلان منذ يناير/كانون الثاني عام 1983 بشكل متواصل، والأسير نائل البرغوثي الذي يقضي أطول فترة اعتقال في تاريخ الحركة الأسيرة، الذي  دخل عامه الـ42 في سجون الاحتلال، حيث قضى منها 34 عاماً بشكل متواصل، قبل تحرّره عام 2011 في صفقة (وفاء الأحرار)، إلى أن أُعيد اعتقاله عام 2014 إلى جانب مجموعة من عشرات المحررين، منهم علاء البازين، ونضال زلوم، وسامر المحروم وغيرهم.

ويضاف إلى الأسرى القدامى المعتقلين قبل توقيع اتفاقية أوسلو العشرات من الأسرى الذين جرى اعتقالهم إبان انتفاضة الأقصى، إذ وصل عدد الأسرى الذين تجاوزت سنوات اعتقالهم 20 عاماً 208.

المساهمون