أطفال سوريون يتركون مقاعد الدراسة ويعملون في ورش ميكانيك السيارات

إدلب

عامر السيد علي

avata
عامر السيد علي
27 أكتوبر 2022
ميكانيك السيارات
+ الخط -

ساهمت الظروف الاجتماعية الصعبة والعوز والتفكك الأسري في ارتفاع أعداد الأطفال العاملين في المهن الشاقة داخل مدينة إدلب وعموم مناطق المحافظة الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة، شمال غربيّ سورية.

ويرى مراقبون أن الدور المحدود للمنظمات التي تُعنى بحماية الأطفال وضمان حقوقهم، شكلت عاملاً إضافياً زاد من مفاقمة عمالة الأطفال أيضاً، وزيادة عدد المتسربين من المدارس، ورغم غياب الإحصائيات الرسمية لهذه الظاهرة، إلا أن الورش والمحلات تعجّ بأطفال وقاصرين ينهمكون في أعمال شاقة تفوق سنّهم، تسلبهم حقهم الأساسي في التعلّم واللعب، فضلاً عن التمتع بطفولتهم. 

الطفل رواد (12 عاماً) يعمل منذ عام في ورشة ميكانيك سيارات بالمدينة الصناعية في مدينة إدلب، تحدث لـ"العربي الجديد" عن هذه المهنة وعن سبب توجهه لها، مبيّناً أنه بعد تركه لمقاعد الدراسة، بسبب شدة الفقر، أصبح حلمه أن يتعلم هذه المهنة وتكون له ورشته الخاصة مستقبلاً.

ويتقاضى رواد 100 ليرة تركية (5.7 دولارات) من معلمه في الأسبوع الواحد، وقد خصصها لشراء الخبز، وهو ما يعتبره مساعدة لوالده المريض الذي يعمل في مجمع للخردوات عندما تكون حالته جيدة، ويقول: "فور استيقاظي من النوم، أغسل وجهي، ثم أحمل زوادتي وآتي إلى هذا العمل الشاق والممتع في آن واحد، ولا أرجع إلى البيت حتى الساعة السادسة مساءً، وأسعد جداً عندما يحين يوم عطلتي كل جمعة كي أقضي يوماً مع عائلتي وألعب مع أصدقائي كرة القدم".

بدوره، أكد الطفل محمد (18 عاماً) المهجَّر من مدينة سراقب في ريف إدلب الشرقي، أنه يعمل في هذه المهنة منذ سبع سنوات عندما ترك تحصيله العلمي في الصف الخامس الابتدائي، ويقول في حديثه لـ"العربي الجديد": "بسبب الفقر تركت المدرسة واخترت هذه المهنة التي أحبها وأتقنها جيداً الآن، واجهت العديد من المصاعب والتحديات الخطيرة حتى وصلت إلى هذه الخبرة، وعملي في مدينة سراقب كان أفضل من الآن مادياً و معنوياً".

قضايا وناس
التحديثات الحية

من جهته، يرى المدرس محمد العلي من ريف إدلب الجنوبي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد" أن من أهم أسباب عمالة الأطفال في الوقت الحالي صعوبة التعلّم، وعدم ثقة الكثير من الأهالي بالعملية التعليمية، ويقول: "كثير من الآباء اختلفت نظرتهم عن السابق. كانت النظرة للتعليم تقليدية، فالطفل عليه أن يتعلم مهما كانت الظروف، لكن هذه النظرة اختلفت في الوقت الحالي، بسبب الفقر والنزوح والحاجة، فكان لا بد أن يعمل الطفل ليكون معيلاً، ولو بالحد الأدنى".

ووفق بيان صدر عن "فريق منسقو استجابة سورية" في 4 سبتمبر/أيلول "تشهد مناطق شمال غرب سورية خلال الفترات الأخيرة زيادة كبيرة في الاحتياجات الإنسانية للمدنيين في المنطقة، بالتزامن مع اقتراب فصل الشتاء وارتفاع أعداد المحتاجين للمساعدات الإنسانية إلى أكثر من 3.7 ملايين نسمة يشكل 85% منهم من القاطنين ضمن المخيمات، إضافة إلى الارتفاع المستمر في أسعار المواد والسلع الأساسية في المنطقة، يضاف إليها تزايد معدلات البطالة بين المدنيين بنسب مرتفعة للغاية وصلت إلى 85% بشكل وسطي".

ذات صلة

الصورة
دمار بمدرسة تابعة للأونروا بدير البلح، 6 يوليو 2024 (الأناضول)

مجتمع

تواصل إسرائيل للعام الثاني حرمان الطلاب الفلسطينيين من حق التعليم في غزة، ما يضعهم أمام مستقبل غامض ومجهول، وسط تفاقم المعاناة وانهيار النظام التعليمي..
الصورة
تلميذات تدرسن فوق الركام بمدينة خانيونس (هاني الشاعر/الأناضول)

مجتمع

تواجه المبادرات التعليمية الكثير من التحديات وسط الحرب في غزة نظراً إلى غياب الدعم الرسمي والتمويل الذي أوقف العديد منها.
الصورة
حكاية نازح سوري، 19 يوليو 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

فقد النازح السوري محمد طرمان ابنتيه بسبب الحرب السورية وظروف المخيمات التي تنعدم فيها أدنى شروط الحياة، فيما يحارب من أجل توفير الأدوية اللازمة لعلاج ابنه..
الصورة
الاحتلال يستهدف مدارس أونروا في غزة، 7 مايو 2024 (الأناضول)

مجتمع

قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفت ثلثي مدارس أونروا منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، 4 منها خلال الأيام الأربعة الماضية.
المساهمون