أضرار تغيّر المناخ تصل إلى الدماغ

30 مارس 2022
سموم التلوّث تتسبب بألزهايمر (مارك رايتماير/ Getty)
+ الخط -

يتناول العلم نماذج كثيرة عن الأضرار التي يلحقها تغيّر المناخ بدماغ الإنسان. ويورد موقع "بغ ثنك" أنّ تكاثر الطحالب مثلاً بسبب ارتفاع درجات الحرارة ومستويات التلوّث الذي يخفّض مستويات الأكسجين في مئات من البحيرات ومصادر المياه في أنحاء العالم، ينتج سموماً تتراكم في الأسماك والمأكولات البحرية قد تؤدي إلى أضرار عصبية، بينها فقدان الذاكرة والصرع وأعراض تشبه تلك لمرض باركنسون والخرف لدى البشر. وثبت أيضاً أنّ هذه السموم تعطل النمو العصبي للأجنة. 
أما التعرض الطويل الأمد لتلوّث الهواء والجسيمات الدقيقة القابلة للاستنشاق فتزيد مخاطر الإصابة بالخرف ومرض ألزهايمر، في حين تفاقم موجات الحرارة الشديدة أعراض اضطرابات المزاج أو القلق، وتعاطي المخدرات والفصام وخطر الانتحار.
لكنّ العلماء يستدركون بأن "نماذج أخرى كثيرة عن أضرار تغيّر المناخ لا تزال غير مكتشفة، غالباً لأن أدمغة الإنسان قابلة للتكيّف، وقد تخفي الأضرار لسنوات، من هنا لا تظهر أي أعراض سلوكية أو جسدية للمصابين بأمراض عصبية، مثل ألزهايمر وباركنسون، حتى منتصف العمر أو نهايته، رغم أن تاريخ تعرضهم للأضرار أو لصدمات جسدية قد يكون سبق مرضهم بعقود. وهكذا حين يطلب المرضى مساعدة أطباء الأعصاب، يكون أكثر من 50 في المائة من خلاياهم العصبية قد ماتت فعلاً، وبلغت أمراضهم مراحل لا رجعة فيها".
وفي الولايات المتحدة وحدها، يعيش أكثر من ستة ملايين شخص مع مرض ألزهايمر اليوم.

ويتوقع أن يتضاعف هذا الرقم خلال الأعوام الثلاثين المقبلة، في وقت لم تسفر عقود من البحوث عن إيجاد علاج للمرض أو حتى وسائل فعّالة لإبطائه. ولا يحصر العلماء توقعاتهم برؤية ملايين من المصابين بالمرض، بل بحدوثها في مراحل مبكرة من الحياة بتأثير تغيّر المناخ.
والأسوأ أنّ أدمغة الأطفال والمراهقين هي الأكثر عرضة للآثار الضارة لتغيّر المناخ، إذ وجد الباحثون صلة قوية بين تلوّث الهواء وزيادة خطر حدوث تغييرات في نمو الدماغ تخفّض معدل الذكاء، وتضعف القدرة على القيام بمهمات تتطلب التنسيق بين اليد والعين.
أيضاً، ثبت أنّ زيادة التعرض للحرارة يعدّل نمو الدماغ، ويسبب عجزاً في التعلم والذاكرة على المدى الطويل، علماً أنّ دراسات تتنبأ بأن ارتفاع درجات حرارة مياه المحيطات قد يمنع 96 في المائة من سكان العالم من الحصول على أحماض "أوميغا 3" الضرورية للنمو الصحي للدماغ.
ويعتقد العلم أيضاً أنّ بعض الآثار الضارة تنتقل من الآباء إلى أطفالهم الذين قد لا يتعرضون بأنفسهم لملوّثات ضارّة.

المساهمون