أسير محرر من غزة يبكى بحرقة من شدة التعذيب في سجون الاحتلال: "أريد أمي"

31 اغسطس 2024
من أمام سجون الاحتلال، أغسطس 2024 (الأناضول)
+ الخط -

يعاني الأسير الفلسطيني المحرر، خميس أبو الريش، ألماً حاداً يسري في جسده، بينما تدمع عيناه من شدة التعذيب في سجون الاحتلال التي غادرها اليوم ليُنقل على الفور إلى مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، لإجراء فحوص طبية وتلقي العلاج.

يعكس وضع الأسير الأربعيني المحرر أبو الريش فصول التعذيب التي تعرض لها داخل معتقلات إسرائيل، والتي خلفت آثاراً بليغة على حالته الصحية والنفسية. والسبت، أفرجت إسرائيل عن أبو الريش، عبر معبر بيت حانون (إيرز) شمالي قطاع غزة، ونُقل على الفور إلى المستشفى. وأمام الكوادر الطبية لا ينطق أبو ريش سوى ببضع كلمات محدودة، مثل: "عذبوني، أريد أمي، الحقوني يا عالم، بموت"، بسبب الأوجاع التي ألمت به جراء التعذيب.

تلك الكلمات امتزجت بدموع الأسير المحرر، التي تعكس الأوضاع النفسية والمعنوية السيئة التي يعانيها جراء ما أصابه داخل سجون إسرائيل. وعلى معبر بيت حانون قرب الحدود الشمالية للقطاع، ألقى جيش الاحتلال الإسرائيلي الأسير وهو يرتدي ثوباً أبيض ويعاني كدمات وأوجاعاً شديدة، بحسب شهود عيان. وذكر الشهود أن أبو الريش وصل إلى منطقة بعيدة عن الحدود، حيث تم نقله لاحقاً إلى المستشفى بواسطة سيارة إسعاف. ولم تتسن معرفة معلومات إضافية عن مكان اعتقال أبو الريش أو التاريخ المحدد لاحتجازه، بحسب وكالة الأناضول.

ووصل الأسير المحرر إلى المستشفى حيث تظهر عليه أنه يعاني أوضاعاً نفسية وصحية سيئة، لا يستطيع الحركة وينطق بكلمات محدودة. وقال: "عذبني الكافرون، أريد أن أكلم أمي، خذوني إليها، جسمي مجروح، حسبي الله ونعم الوكيل". وأضاف: "يا أمي، نفسي أراك، لا أستطيع".

ويظهر على الأسير المحرر أنه عاش ظروفاً صعبة خلال فترة اعتقاله، حيث تعرض للتعذيب بحسب ما أفاد به. وعقب وصوله إلى المستشفى، كان يسأل عن والدته، حيث لا يعرف مكانها الحالي وسط الحرب على قطاع غزة وعمليات التهجير القسري التي تمارسها إسرائيل بحق الفلسطينيين.

وخلال الشهور الماضية، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي سراح عشرات المعتقلين من غزة على دفعات متباعدة، معظمهم عانوا جرّاء تردي أوضاعهم الصحية والنفسية. ومنذ 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الاحتلال حرب إبادة ضد قطاع غزة المحاصر للعام الـ18، ويعيش فيه نحو 2.3 مليون فلسطيني.

ولا يتوفر إحصاء بشأن عدد الفلسطينيين الذين اعتقلهم جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة، فيما أفادت منظمات حقوقية ووسائل إعلام إسرائيلية بوفاة عشرات منهم جراء التعذيب وظروف الاعتقال داخل سجون الاحتلال.

ومنذ اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023، كشفت منظمات حقوقية إسرائيلية وفلسطينية ودولية عن أعمال تعذيب وإهمال طبي واعتداء جنسي بحق أسرى فلسطينيين من غزة في سجون إسرائيل ما أودى بحياة عشرات منهم. وحتى الساعة، لم تتخذ السلطات الإسرائيلية أي إجراء بشأن هذه الانتهاكات، ولا تزال المحكمة العليا تنظر منذ مايو/أيار الماضي، التماساً قدمته منظمات إسرائيلية لإغلاق سجن "سدي تيمان" سيئ السمعة التابع للجيش.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون