قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، اليوم الجمعة، إنّ جميع الأطراف المتحاربة في إقليم تيغراي الإثيوبي، متورطة في مهاجمة المدارس ونهبها واحتلالها، منذ بدء النزاع.
وأعطت المنظمة في تقرير، مثالاً واحداً فقط، أنّ القوات الحكومية استخدمت مدرسة "أتسي يوهانس" الإعدادية التاريخية في العاصمة الإقليمية ميكيلي، كثكنة بعد السيطرة على المدينة من الحزب الحاكم السابق في المنطقة، في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2020، واستمرت في استخدام المدرسة حتى منتصف إبريل/نيسان 2021.
وقالت مديرة قسم القرن الأفريقي في "هيومن رايتس ووتش" ليتيسيا بدر، إنّ "القتال في تيغراي يحرم العديد من الأطفال من التعليم، والفصائل المتحاربة تزيد الطين بلة".
وأضافت: "يؤدي احتلال المدارس وإلحاق الضرر بها إلى التأثير على حياة الأجيال القادمة في تيغراي، مما يضيف إلى الخسائر التي تكبدتها المجتمعات في تيغراي خلال الأشهر الستة الماضية".
🚨 1/ Schools should be kept safe from the battlefield, but all warring parties have attacked, pillaged, and occupied schools in #Tigray conflict, leaving some significantly damaged & teachers, staff & students traumatized. New @hrw report https://t.co/afwT5ye37x pic.twitter.com/mjfMuOKgG5
— Laetitia Bader (@LaetitiaBader) May 28, 2021
وأجرت المنظمة ومقرّها نيويورك، مقابلات هاتفية بين يناير/كانون الثاني ومايو/أيار، مع 15 من السكان والمدرسين وأولياء الأمور والطلاب السابقين وعمال الإغاثة، حول الوضع الذي تواجهه مدارس تيغراي، وقامت بتقييم تقارير وسائل الإعلام ووكالات الإغاثة والمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان. كما راجعت صور الأقمار الصناعية التي أكدت وجود مركبات عسكرية داخل مجمع مدرسة "أتسي يوهانس" الثانوية في ديسمبر/كانون الأول ومارس/آذار، وكذلك مقاطع فيديو وصوراً تظهر أضراراً لحقت بممتلكات المدرسة.
وقال العديد من سكان ميكيلي، إنه في أوائل ديسمبر/كانون الأول، بدأت القوات الإثيوبية في استخدام مدرسة "أتسي يوهانس" كقاعدة بعد احتلالها لعدة أسابيع: "غادروا؛ ونقلت أجهزة الكمبيوتر والطعام بالشاحنات. سرعان ما بدأت السلطات المؤقتة في إصلاح الأضرار حتى يمكن استئناف الدراسة، لكن الجنود عادوا في فبراير/شباط واحتلوا المدرسة لمدة ثلاثة أشهر أخرى".
خلال هذا الوقت، نشرت القوات حراسًا مسلحين عند بوابة المدرسة، وشيدت التحصينات بالحجارة حول أرض المدرسة. شاهد أحد سكان ميكيلي الذي يعمل بالقرب من المدرسة نساء يدخلن ويغادرن مجمع المدرسة الخاضع للحراسة في عدة مناسبات، وفق التقرير.
وقالت "هيومن رايتس ووتش" إنها لم تتمكّن من تأكيد ما إذا كان الجنود قد استغلوا النساء جنسياً أو أساؤوا إليهن بطريقة أخرى، لكن خلال النزاع كانت هناك تقارير واسعة النطاق عن العنف الجنسي من قبل القوات الإثيوبية والإريترية، بما في ذلك في ميكيلي.
من جهتها، دعت الأمم المتحدة الأطراف المتحاربة إلى احترام مخيمات النازحين قسراً، كمناطق آمنة في إقليم تيغراي.
ودانت منسقة الشؤون الإنسانية في إثيوبيا، كاثرين سوزي، أمس الخميس، الاعتقال التعسفي والضرب وغيره من ضروب المعاملة السيئة لأكثر من 200 شخص خلال الغارات العسكرية من قبل جنود على أماكن النزوح الداخلي في منطقة تيغراي، خلال ليلة 24 مايو/أيار الجاري.
وتحدثت عن انتهاكات لحقوق الإنسان وعمليات قتل خارج نطاق القانون وجرائم اغتصاب، يرتكبها جنود حكوميون وقوات حليفة في الإقليم.
ودعت إلى "التحقيق فوراً في انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي وقوانين حقوق الإنسان. يجب تقديم المعتدين للعدالة".
The UN in Ethiopia condemns "the arbitrary arrest, beatings and other forms of ill-treatment by soldiers of more than 200 people during the military raids of internal displacement settings in Tigray region, during the night of 24 May." https://t.co/pEUcdAAHkX pic.twitter.com/9AM15hLcY0
— Kenneth Roth (@KenRoth) May 28, 2021
يذكر أنه في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، اندلعت اشتباكات في الإقليم بين الجيش الإثيوبي و"الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي"، قبل أن تعلن أديس أبابا في الـ28 من الشهر ذاته انتهاء عملية "إنفاذ للقانون" بالسيطرة على الإقليم بالكامل، رغم ورود تقارير عن استمرار انتهاكات حقوقية بالمنطقة منذ وقتها.
وفي 23 مارس/آذار الماضي، أقر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بوقوع فظائع بحق المدنيين أثناء النزاع في تيغراي، بينها عمليات اغتصاب ارتكبها جنود، مشدداً على محاسبة الضالعين فيها.