"نوروز" كردستان العراق... احتفالات رغم كورونا

20 مارس 2021
من احتفال سابق بعيد نوروز في أربيل (Getty)
+ الخط -

تنطلق فعاليات إيقاد شعلة عيد "النوروز" في إقليم كردستان العراق، مساء اليوم السبت، وتتوافد العائلات العراقية من كل المحافظات للمشاركة في الاحتفال الذي يشمل صعود جبال الإقليم العالية لإحياء المناسبة السنوية الرئيسية لدى الأكراد.
ويتوقع مسؤولون أكراد أن تكون احتفالات هذا العام أضخم من الأعوام السابقة، بعد أن منعت سلطات الإقليم الاحتفال في العام الماضي بسبب تفشي جائحة كورونا، في حين يخشى كثيرون من زيادة عدد المصابين بالفيروس من جرّاء الاختلاط خلال الاحتفالات.
يختلف المؤرخون بشأن أصل كلمة "نوروز" بين كونها فارسية بهلوية أو كردية، لكنهم يتفقون على المعنى، فالمقطع الأول (نو) يعني جديد، و(روز) تعني يوم، وهو أول أيام العام الجديد بحسب التقويم الكردي، وأول شهور العام الكردي يُدعى أيضاً نوروز، ويُصادف العيد يوم 21 مارس/ آذار من كل عام، ويعتمده الأكراد منذ الألف الرابع قبل الميلاد، وبحسب الموروث الكردي، فهو يصادف التحول الطبيعي في المناخ والدخول في موسم الربيع، فضلا عن البعد القومي المتعلق بالتحرر من الظلم، وفق أسطورة أن إشعال النار كان رمزاً للانتصار والخلاص.

يقول أستاذ التاريخ في جامعة السليمانية، إبراهيم برزنجي، لـ"العربي الجديد"، إن النوروز "هو العيد الوحيد الذي يتفق عليه كل الكرد في العالم، ويحتفلون فيه بالانتصار على الظلم عبر إشعال النار على سفوح الجبال، ولأهميته فقد أدرج في قائمة منظمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في عام 2009".

ويضيف: "هناك أكثر من رواية عن أصل هذا اليوم، فهناك مؤرخون يؤكدون أن هذا اليوم شهد واقعة انتصار (كاوه) الحداد علی (ضحّاك) الملك المستبد، ولكن البعض يشير إلى أن  ضحاك لم یكن ظالماً، كما أنه ليس فارسیاً أو عربیاً، بل هو الملك الرابع من السلالة المیدیة الذي عاش بین عامي 585 إلى 550 قبل الميلاد، وأن هناك رجلاً كردياً ثار ضده، وانتصر عليه".
ويحتفل سكان مدن دهوك والسليمانية بالعيد، لكن الاحتفالات الكبرى ستكون في عاصمة الإقليم ومركزه أربيل، وتجرى استعدادات أمنية مشددة لتأمين الاحتفالات، واستقبال السياح من بقية المحافظات العراقية، لا سيما وأن المدينة تعرضت إلى قصف صاروخي في فبراير/ شباط الماضي.

يختلف المؤرخون بشأن أصل كلمة "نوروز" بين كونها فارسية بهلوية أو كردية، لكنهم يتفقون على المعنى، فالمقطع الأول (نو) يعني جديد، و(روز) تعني يوم، وهو أول أيام العام الجديد حسب التقويم الكردي

 

وأكد مدير وحدات الأمن الداخلي "أسايش" في مدينة أربيل، اللواء طارق نوري، لـ"العربي الجديد"، أن "القوات الأمنية وضعت خطة متكاملة لتأمين احتفالات النوروز من خلال التنسيق بين وحدات الأمن الداخلي والبشمركة وغيرها من القوات".
وتضررت مدن إقليم كردستان العراق بفيروس كورونا خلال الأشهر الماضية، إلا أن التردي الاقتصادي والتأثر بإجراءات حظر التجول التي فرضت سابقاً على الإقليم دفعا السلطات إلى إعادة النظر بالملف الوبائي، وإلغاء حظر التجول بكل أشكاله، لكنها تواصل التشديد على ضرورة التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات، ومنع التصافح والتقبيل.

ويخشى المسؤول في وزارة الصحة بإقليم كردستان، ميران حسين، من طفرة في أعداد المصابين خلال الأسبوعين المقبلين بسبب أعياد النوروز، ويبين لـ"العربي الجديد" أن "هناك عدم التزام واضحاً من قبل السياح، وحتى المواطنين الأكراد، بإجراءات الوقاية".

 

لكن هذه المخاوف لن تمنع آرام خالد، وهو من سكان أربيل، من الاحتفال مع أسرته، ويؤكد لـ"العربي الجديد" أن "أبرز تقاليد العيد هي التجمع، وخروج العوائل في رحلات إلى الجبال والمناطق المفتوحة، مع ارتداء الزي التراثي الكردي، وإقامة حلقات الدبكة، والعروض الفنية المختلفة، إضافة إلى إشعال النار، وهي الفعالية الأصل في هذه المناسبة، وتحديداً على قمم الجبال. العوائل الكردية جهزت نفسها خلال اليومين الماضيين بخياطة الزي الكردي، وشراء اللحوم والحلويات".
وقال الصحافي علي الحياني، الذي يقطن في مدينة السليمانية، لـ"العربي الجديد"، إن "النوروز هو يوم الفرح والسعادة بالنسبة للشعب الكردي، ولكنه لا يخلو من الجانب السياسي، والشعارات القومية التي تبرز في مثل هذا اليوم، مثل المطالبات بدولة كردية. الجميع يحتفل على الرغم من الوضع الصحي في ظل تفشي كورونا، وتدهور الحالة الاقتصادية، وتأخر تسليم رواتب الموظفين، وربما تتأثر الاحتفالات التي تشهدها مدن الإقليم بذلك".

وأضاف أن "العوائل الكردية بدأت تحضيراتها مبكراً للخروج والاحتفال، إذ تتجمع العوائل في شارع سالم وسط السليمانية من أجل الاستماع للأغاني والدبكات الكردية المعروفة، وخاصة للمطرب (كاوه هيفي)، ثم تخرج العوائل لإشعال شعلة نوروز في الجبال المشهورة في الإقليم، وأبرزها جبل كويزه، كما يقضي كثيرون اليوم في المصايف والحدائق العامة".

المساهمون