"مائدة الوحدة الوطنية".. إفطار سنوي ينظمه مسيحي مصري في حي شبرا
العربي الجديد
قبل ثلاثين عاماً اتفق جميل تادرس مع عدد من أصدقائه في حي شبرا العريق وسط العاصمة المصرية القاهرة، على تنظيم إفطار لهم في الشارع، وخلال تناولهم الطعام انضم إليهم عدد من المارة، لتبدأ من هذه اللحظة فكرة "مائدة الوحدة الوطنية" للإفطار في رمضان.
وتستمر المائدة حتى اليوم، فتجد جميل واقفاً لتوزيع الطعام، أو تحضيره، وإن لم يشارك هو يكون ابنه جون بدلاً منه.
يقول تادرس إنّ المائدة جاءت بصورة عفوية "كنا نتجمع للإفطار احتفالاً بشهر رمضان وبدأ المارة ينضمون إلينا، ففكرت أنا ومحمد صديقي لماذا لا نجعلها مائدة دائمة خلال شهر رمضان، وانضم لنا عدد من الأصدقاء في الشارع، مسلمين ومسيحيين، ومنذ ذلك الحين لم تتوقف المائدة إلا في فترة كورونا، فكنا نوزع على المارة وجبات جاهزة".
وحول ردود الأفعال على المائدة، يقول: "شبرا لها طبيعة خاصة، فجملة (الله محبة) تسود هنا، ورغم أنّ حوادث الفتنة الطائفية تحدث في مناطق مختلفة إلا أنها لا تحدث في شبرا، ولا تعرف هنا المسلم من المسيحي، فمن يأكل على المائدة لا يسأل عن دينه".
يؤكد تادرس الفكرة الجامعة للمائدة الرمضانية، "في السنوات السابقة التي لم يكن فيها صيام القيامة يتوافق مع صيام رمضان، كنا نقيم مائدة إفطار عقب قداس الجمعة العظيمة تضم الفلافل والفول النابت وغيرها من الأكلات الصيامية للمسيحيين".
ويقول محمد شنبو، أحد منظمي المائدة، إنه استقبل قرار إتاحة "موائد الرحمن" مثل الأب الذي يستقبل ابنه الضائع منه. ويضيف أنه وأصدقاءه استعدوا للمائدة منذ اللحظات الأولى لقرار عودتها بعد كورونا بالاتفاق مع الموردين، من أجل شراء المواد اللازمة، لاسيما تلك التي لا تفسد في التخزين مثل الأرز وغيره.