وقالت مصادر من "الجيش الوطني السوري"، لـ"العربي الجديد"، إنّ "معارك عنيفة دارت، الليلة الماضية، وصباح اليوم، في مدينة رأس العين بعد هجوم معاكس من "قسد" التي تقودها "وحدات حماية الشعب" الكردية".
وأوضحت المصادر أن "الجيش الوطني" اضطر للتراجع في بعض النقاط بهدف امتصاص الهجوم، فيما تقوم المدفعية والطيران التركي بقصف طرق إمداد المليشيات ومواقعها في المنطقة.
ونفت المصادر استعادة المليشيات السيطرة على كامل المدينة، مشيرة إلى أن هدف "الجيش الوطني" هو "تطويق المدينة من المحيط قبل السيطرة عليها، وعدم الدخول في معارك تدميرية بهدف الحفاظ على المدينة وعلى حياة المدنيين وتأمين ممرات آمنة لهم".
ولفتت المصادر إلى أن "الجيش الوطني لم يسيطر على كامل أحياء المدينة، بسبب استخدام المليشيات للمدنيين كدروع بشرية".
وكانت وزارة الدفاع التركية أعلنت، أول من أمس الأحد، سيطرة القوات المشاركة في عملية شرق الفرات على مدينة رأس العين.
في سياق متّصل، أعلنت وزارة الدفاع التركية، في بيان، صباح اليوم، تحييد 595 من عناصر مليشيات "قوات سورية الديمقراطية". وذلك منذ بدء العملية العسكرية في منطقة شرق الفرات شمالي سورية، الأربعاء الماضي.
بدورها، أكدت مصادر، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الجيش الوطني" أسر ثلاثة عناصر من مليشيات "وحدات حماية الشعب" الكردية، من الحاملين للجنسية التركية، مضيفة أن العملية تمت على الطريق الواصل بين عين عيسى وتل أبيض بريف الرقة الشمالي.
وكانت قوات "الجيش الوطني" قد سيطرت منذ بدء العملية، الأربعاء الماضي، على عشرات القرى ومدينة تل أبيض في ريفي الرقة والحسكة، فيما بدأت بهجوم على محور مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي، أمس الإثنين.
بنود اتفاق النظام و"قسد"
إلى ذلك، نشرت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري، نص الاتفاق مع مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، حول انتشار قوات النظام في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات شرق الفرات.
ونشرت إذاعة "شام إف إم"، التابعة للنظام السوري، نصاً تحت عنوان "الاتفاقية بين الحكومة السورية وقوات سورية الديموقراطية المنحلة (قسد)"، مشيرة إلى أن الاتفاق تم التوصل إليه يوم الأحد الماضي.
وبحسب الشبكة، فقد جاءت الاتفاقية من أربعة بنود رئيسية، تضمن "موافقة قسد على دخول الجيش السوري وسيطرته الكاملة على المساحات والمناطق الممتدة من عين ديوار شرقاً، وحتى جرابلس غرباً، وذلك وفقاً لثلاثة محاور".
والمحاور هي، بحسب نص الاتفاق: "محور الطبقة (بريف الرقة) شمالاً باتجاه عين عيسى وريفها وصولاً إلى الحدود السورية التركية عند تل أبيض وباتجاه الغرب، ومحور منبج – عين عرب على الحدود السورية - التركية وحتى تل أبيض وباتجاه الغرب، ومحور الحسكة – تل تمر وصولاً إلى رأس العين ومنه باتجاه الشرق وصولاً إلى القامشلي ومن ثم المالكية وباتجاه الجنوب".
وبحسب النص، "تنتشر القوات السورية في منطقة منبج من منطقة عريمة وعلى طول خط نهر الساجور"، وبناء على الاتفاقية "سيوجَد الجيش السوري في كامل المنطقة شمال وشرق الفرات بالتنسيق مع القوات المحلية الموجودة في تلك المناطق، مع بقاء المنطقة المحصورة بين بلدتي رأس العين وتل أبيض كمنطقة عمليات قتالية غير مستقرة لحين تحريرها".
وبحسب النص أيضاً "أكدت قسد التزامها الكامل بالوقوف إلى جانب الجيش السوري وتحت راية العلم السوري للحفاظ على وحدة الأراضي السورية بقيادة الرئيس بشار الأسد في وجه التهديدات التركية".
وبدورها، نشرت حسابات تابعة لمليشيات "قوات سورية الديمقراطية" نصاً مشابهاً ذكرت فيه أن "مذكرة التفاهم مع دمشق خطوة لعقد اتفاق نهائي مستقبلاً، ولن يتغير شيء في شكل الإدارات والأمن في المدن. الاتفاق يقتصر على الحدود فقط".
وكانت وكالة أنباء النظام (سانا)، قد أفادت، أمس، بانتشار قوات النظام في العديد من المناطق التي تسيطر عليها "قسد".