"البوليساريو" تهدد بالحرب ضد المغرب... والرباط تعتبر التصريحات "فارغة"

11 نوفمبر 2014
تطالب البوليساريو باستقلال الصحراء الغربية (فرانس برس)
+ الخط -

هددت "جبهة البوليساريو" بالعودة إلى حمل السلاح في وجه المغرب، أمس الاثنين، كرد فعل على خطاب الملك محمد السادس، يوم الخميس الماضي، والذي أكد من خلاله أن "الصحراء المتنازع حولها ستظل تحت السيادة المغربية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها".

ودامت الأعمال الحربية بين "الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب"، المعروفة اختصارا باسم "البوليساريو"، وبين المغرب طيلة الفترة بين عامي 1975 و1991، حتى إشراف الأمم المتحدة على توقيع اتفاقية لوفق إطلاق النار.

وأكد "وزير خارجية جبهة البوليساريو"، محمد سالم ولد سالك، أنه "لن يكون هناك من خيار غير العمل المسلّح ضد المغرب، في حال عدم تحرّك المجتمع الدولي ضده، وتنفيذه قرارات الشرعية الدولية".

وأفاد القيادي في "جبهة البوليساريو"، في تصريحات صحافية نقلتها وكالة "الأنباء الجزائرية الرسمية"، أن "الشعب الصحراوي" يضغط في اتجاه العودة إلى ما سماه "الكفاح المسلح"، قبل أن يستدرك بالقول إن "الجبهة ما زالت متمسكة بالحل السلمي للنزاع".

وكان الملك محمد السادس، قد أكد في خطابه الأخير، بمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثين لتنظيم "مسيرة سلمية" لتحرير الصحراء من الاستعمار الاسباني، أن "مبادرة الحكم الذاتي للصحراء التي اقترحها المغرب هي أقصى ما يمكن تقديمه من قبل المملكة لحل هذا النزاع.

وتعليقاً على تهديدات "جبهة البوليساريو" بشن حرب على المغرب، قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية لـ"العربي الجديد"، إن الأمر يتعلق بتهديدات فارغة اعتادت الجبهة إطلاقها، لغايات سياسية وإعلامية، كلما طفا موضوع نزاع الصحراء على سطح أحداث المنطقة.

واستبعد المصدر ذاته، وقوع حرب يمكن أن تشنها "جبهة البوليساريو" ضد المغرب، لأن ذلك سيعني اعتداء واضحاً ضد سيادة المملكة، فضلاً عن كون السياق الجيوسياسي والقوى الدولية ترفض أي أعمال حربية في هذه المنطقة.

ومن جهته أبرز الباحث المهتم بملف الصحراء، مصطفى بندلو، في حديث لـ"العربي الجديد، أن تهديدات "البوليساريو" ضد المغرب ليست جديدة، فقد سبق لها قبل أشهر قليلة أن أطلقت ذات التهديدات من دون أن تنفذها حقيقة على أرض الميدان.

وتابع الباحث، أن الأمر لا يعدو أن يكون "بالونة اختبار" تطلقها الجبهة لمعرفة ردة فعل المغرب والمنتظم الدولي أيضاً، كما أنها تقيس بتلك التهديدات مدى حرارة ملف الصحراء عند الأطراف المعنية به، ومن بينها الجزائر كونها "متورطة" في النزاع.

وتطالب "البوليساريو"، بمساندة الجزائر، باستقلال الصحراء الغربية، والتي تبلغ مساحتها أكثر من 250 ألف كيلومتر مربع، ضمها المغرب إلى سيادته بعد رحيل الاستعمار الاسباني عنها في 1975 عقب تنظيم "مسيرة خضراء" دعا إليها الملك الراحل الحسن الثاني.

ويعيش آلاف الصحراويين، على إثر وقف إطلاق النار بين المغرب و"البوليساريو" عام 1991 تحت مراقبة بعثة الأمم المتحدة "المينورسو"، في مخيمات تندوف، قرب الحدود الجزائرية مع المغرب.