استمع إلى الملخص
- انتقدت إنغرام دعم أميركا لإسرائيل وجرائم قتل الأبرياء، مشيرة إلى أن ما حدث في السابع من أكتوبر لا يبرر قتل أكثر من 15 ألف طفل في غزة.
- تشعر بالخجل من استخدام اسم اليهود لقتل الأطفال وتعاني من اضطرابات ما بعد الصدمة، منتقدة أعضاء الكونغرس الأميركي وتمنت شفاء الأطفال الفلسطينيين.
عبّرت الكاتبة اليهودية الناشطة من أجل السلام وإحدى الناجيات من الهولوكوست ماريون إنغرام عن شعورها بالغضب الشديد إزاء من يفعله الإسرائيليون بالأطفال في غزة، مشبّهة في حديث مع "العربي الجديد" ما يفعلونه بأنه نفس ما فعله النازيون باليهود في طفولتها، الذين كانوا يرغبون في قتلها بأي ثمن، ولكنها نجت منهم. وقالت: "أكره أن أقول ذلك، ولكن يبدو أن الجيش الإسرائيلي ليست لديه مشكلة في إطلاق النار على طفل عمره عامين، ليس مرة واحدة، وإنما مرتين، ولأنني نجوت من ذلك، فمن واجبي أن أتحدث علناً ضد الظلم، فلدي واجب تجاه أطفال غزة، لأن ما يعيشونه هو نفس ما عايشته عندما كنت طفلة. وأنا الآن أشاهد إعادة لما كان يحدث في طفولتي كل يوم، ما يسبب لي الكثير من الألم والاضطراب".
وكتبت ماريون إنغرام كتباً عدة عن تجربة طفولتها في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية، منها: "أيادي الحرب"، و"أيادي السلام"، و"قصة الصبر والأمل من ناجية من المحرقة"، و"نضال ناجية من المحرقة لإحلال الحقوق المدنية في الجنوب الأميركي"، وأشارت إلى أن المؤرخين يصفونها بأنها الناجية الأخيرة من المحرقة. وانتقدت ما وصفته بتورط أميركا في جرائم قتل الأبرياء في فلسطين، ومساعدة إسرائيل بالأسلحة. وشددت على أن ما حدث في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي لم يحدث من فراغ، لأن إسرائيل تحاول أن تطرد الفلسطينيين من أراضيهم، و"هو ما لا يمكن أن أقبله"، وأنه في الوقت نفسه، ما حدث في السابع من أكتوبر كان مروعاً ولا يغتفر، ولكن لا يجب أيضاً أن يكون ذريعة لقتل أكثر من 15 ألف طفل في غزة.
وروت ماريان إنغرام تفاصيل نجاتها وهي في عمر الثامنة عام 1943 في مدينة هامبورغ بألمانيا خلال الحرب، عندما مُنعت هي وعائلتها من الاحتماء بالملاجئ، فكان ذلك السبب في نجاتها، حيث مات كل من في الملاجئ حرقاً خلال خمس ساعات، وقالت: "كان مكان اختبائنا خارج مدينة هامبورغ بألمانيا، في مزرعة، في كوخ من ورق القطران، ولم يكن هناك أشخاص حولنا، وكان هناك مخبأ ترابي تحت بعض شجيرات البندق، تزامن ذلك مع عيد ميلادي الثامن، كنت على وشك البكاء ولم تكن هناك كعكة ولا هدية ولا طعاماً ولا ماء، ولمّا رأيت أمي حزينة، قلت لها إذا عشت ولم أُقتل، وانتهى هذا، فسأكون صانعة سلام. حدث ذلك منذ نحو 80 عاماً، وعمري الآن 88، وما زلت أقاتل من أجل عالم خالٍ من الحروب".
وأضافت أنها تشعر بالخجل من استخدام اسم اليهود لقتل الأطفال في غزة، وتابعت: "إنه أمر غير مقبول. أنا مستاءة، وغاضبة، أشعر بالإحباط لأنني لست صغيرة بما يكفي للذهاب إلى غزة، وأنا لست ثرية بما يكفي لإخراج الجميع من غزة ومساعدتهم، والشيء الوحيد الذي يمكنني فعله هو التحدث". وأوضحت ماريان إنغرام أنها في طفولتها كانت تشعر بالرعب في كل دقيقة من حياتها، وأنها كانت تهرب في الشوارع المشتعلة أو الممتلئة بجثث اليهود، مؤكدة أنه لا توجد كلمات تصف ما يمر به الأطفال في غزة. ومضت قائلة: "أعيش التجربة مراراً وتكراراً مع كل طفل أراه يعاني، لأنني عشت بالضبط ما يعيشونه، حيث عشت الحرمان من الطعام، والمأوى، والمساعدة، فالدولة بأكملها كانت عازمة على القضاء على اليهود، وحالياً الأمر نفسه يحدث في غزة، وأنا هنا من أجل الأطفال في السودان، واليمن وأوكرانيا، حيث الأطفال ضحايا الوحشية الشريرة وغير الأخلاقية".
وأضافت أنها تعاني من اضطرابات ما بعد الصدمة، التي كانت قد تصورت أنها تخلصت منها، وذلك بسبب ما يحدث مع الأطفال في فلسطين، حيث تعاني مع صعوبة في تناول الطعام، وعدم النوم، وأنها تستيقظ بسبب الكوابيس التي تراودها، وأن "ذكريات طفولتها تتكرر يومياً". وتمنت أن يتمكن الأطفال الفلسطينيون من الشفاء، مضيفة: "هناك الكثير من الأطفال الذين خسروا أطرافهم، وآمل أن يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة". وتساءلت كيف ترسل أميركا القنابل لقتل الناس في شريط صغير من الأرض، حيث البقاء على قيد الحياة هو بمثابة ضربة حظ، منتقدة أعضاء الكونغرس الأميركي، مشيرة إلى أنهم متفرجون ومشاركون في كل الفظائع التي ترتكب ضد الأطفال.