أكد عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة "فتح"، عزام الأحمد، اليوم الأحد، أن خمسة فصائل أبلغت "فتح" رسمياً موافقتها على التحالف معها في الانتخابات المقبلة.
وقال الأحمد، في تصريحات لإذاعة (صوت فلسطين) الرسمية، إنه "وفق قرار اللجنة المركزية في الاجتماع الأخير، نحن موافقون، وبدأنا اتصالاً مع الفصائل الخمسة، من أجل الاتفاق النهائي على صيغة التحالف معها، بغض النظر عن موقف باقي الفصائل"، مشيرًا إلى أن حركة "فتح" أعلنت في أكثر من مرة أنها على استعداد للتحالف مع كل الفصائل والشخصيات الوطنية والمجتمع المدني.
وأوضح الأحمد أن الفصائل التي أبلغت "فتح" موافقتها بشأن التحالف معها هي "حزب (فدا)، وجبهة النضال الشعبي، وجبهة التحرير العربية، وجبهة التحرير الفلسطينية، والجبهة العربية الفلسطينية"، مشيراً إلى أن "بقية الفصائل لم تتخذ موقفاً نهائياً، وأنهم ما زالوا يرفضون صيغ التحالف".
وبشأن حركة "حماس"، قال الأحمد: "من ناحية المبدأ، فإن "حماس" لم تبحث في هذا الملف، لكن نحن جاهزون منذ فترة طويلة، ونأمل خلال أيام قليلة جدًا أن تحسم هذه المسألة".
الفصائل التي أبلغت "فتح" موافقتها بشأن التحالف معها هي "حزب (فدا)، وجبهة النضال الشعبي، وجبهة التحرير العربية، وجبهة التحرير الفلسطينية، والجبهة العربية الفلسطينية"
وتابع: "علمنا بأن كثيراً من الاتصالات تجري بين الفصائل أو غير الفصائل، لتشكيل قوائم انتخابية، ونقول إن من حق أي مواطن ومجموعة، وأي فصيل، أن يتحدث مع أي أحد آخر، وتشكيل قوائم متعددة وفق نظام الانتخابات المعدل، ووفق المرسوم الرئاسي، حتى تجري عملية الانتخابات بشكل واضح وموحد، وفق النظام الأساسي لمنظمة التحرير، والقانون الأساسي للسلطة وإعلان الاستقلال الذي يعني البرنامج الوطني الفلسطيني، والكل يجب أن يكون موافقا للنتائج".
وقال القيادي الفلسطيني: "نحن متفائلون بأن إجراء الانتخابات كنتيجة سيكون إيجاد نهاية للانقسام بشكل عملي"، وتوقع دعما دوليا للانتخابات وفق الاتصالات التي تم القيام بها.
وفي ما يتعلق بإجراء الانتخابات في القدس، قال: "هذه نقطة من النقاط الهامة التي جرى بحثها في نقاشاتنا، وأبلغنا الجانب الإسرائيلي بأنه يوجد اتفاقات دولية بيننا وبينهم بهذا الشأن، وأنه يجب على الحكومة الإسرائيلية أن لا تضع أية عراقيل أمام إجراء الانتخابات في القدس، والاتحاد الأوروبي أكد أيضًا على هذه النقطة، بحيث يشارك جميع الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1967 في كل مراحل الانتخابات".
وشدد الأحمد على أنه في حال وضعت إسرائيل عراقيل أمام مشاركة المقدسيين، فإن المشاركة ستكون شكلاً من أشكال المقاومة الشعبية.
وفي ما يتعلق بالمواقف الدولية تجاه ممارسات الاحتلال بحق الفلسطينيين، أكد أنه "حتى اليوم يوجد تحرك من الجميع ضد ممارسات الاحتلال، خاصة في حمصة الفوقا وهدمها، كما أن الإدارة الأميركية الجديدة أكدت على عدم القيام بخطوات أحادية الجانب".
قدورة فارس يعلن عدم ترشحه في الانتخابات
إلى ذلك، أعلن قدورة فارس، القيادي في حركة "فتح" والمقرب من الأسير القيادي في الحركة مروان البرغوثي، الأحد، أنه لن يترشح لانتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني القادمة.
شدد الأحمد على أنه في حال وضعت إسرائيل عراقيل أمام مشاركة المقدسيين، فإن المشاركة ستكون شكلاً من أشكال المقاومة الشعبية
وقال فارس، في تصريحات صحافية: "توصلت إلى استنتاجات صادمة ومؤلمة في أعقاب مشاركة فاعلة في حوارات ونقاشات امتدت لسنوات عديدة، واحتدمت خلال الشهرين الماضيين، بعد صدور المراسيم الرئاسية بشأن الانتخابات، فوجدت أن هذه العملية الديمقراطية مثقلة باشتراطات واستحقاقات وأجندات محلية حزبية وشخصية تفوقت فيها مصلحة الأحزاب والأشخاص على المصالح الوطنية العليا، وكذلك استحقاقات إقليمية ودولية لست بصدد الغوص فيها واستعراض تفاصيلها، ولكنها ثقيلة بكل تأكيد".
وتابع: "كما أنني لم ألمح خلال هذه النقاشات أننا استخلصنا الدروس والعبر من التجارب التي قادتنا لما نحن عليه فتحاوياً ووطنياً، ووجدت تصميماً وإصراراً على مواصلة التدمير والاحتراق الذاتي، كل هذا ولأسباب أخرى كثيرة، فقد قررت، وبشكل قطعي ونهائي، أن أنأى بنفسي عن كل هذا الجدل الصاخب، وهذه المهاترات البائسة، احترامًا لوطنيتي ومواطنتي ولفتحاويتي، واحترامًا لذاتي وعقلي وتجربتي وتاريخي، ولذلك فإنني لن أترشح للمجلس التشريعي القادم بأي صورة من الصور".
وأوضح القيادي في "فتح": "لمجرد إصدار المراسيم بإجراء الانتخابات التشريعية، والرئاسية والمجلس الوطني غرقت كواحد من أبناء فلسطين وكفتحاوي في معمعان حوارات وتفاعلات وجدالات أملاً في أن تكون هذه العملية الديمقراطية المتكاملة (رغم عدم تيقني من ذلك) بوابة ومدخلاً لمداواة الجراح ووضع الأسس المتينة التي تمكن حركة فتح من استعادة عافيتها ووحدتها بالمعنى الشامل للكلمة، وكذلك دورها الطبيعي عبر تحقيق انتصار ديمقراطي يضمن لها دورها الطليعي، ويعزز مكانتها في قيادة مسيرة الكفاح الوطني، بما يمكن فتح أيضاً من إعادة صياغة وبناء الأسس الصلبة التي ستقوم عليها الوحدة الوطنية الحقيقية بالشراكة الكاملة مع كافة القوى الحية الفاعلة والمناضلة بشكل يعكس ويحمي حالة التنوع الخلاق في فلسطين، وبما يعزز القوة والمناعة الوطنية، ثم الانخراط مباشرة في بناء استراتيجية وطنية تتخذ من المقاومة الشاملة أساساً لها استنادًا إلى أننا نواجه عدواً ينكر كافة حقوقنا الوطنية".
وقدورة فارس (59 عامًا) من بلدة سلواد شرق رام الله، وهو أسير محرر من سجون الاحتلال أمضى 15 عامًا، وخلال سنوات اعتقاله برز كشخصية قيادية، من خلال تدرجه في العمل التنظيمي داخل السجون، وانتخب كموجه عام لحركة فتح في سجون الاحتلال، وممثلاً عن الأسرى.
بعد تحرره اُنتخب عضواً في المجلس التشريعي في دورته الأولى 1996-2006، وأصبح وزير دولة في الحكومة الفلسطينية الثامنة 2004، ويرأس حاليًا جمعية نادي الأسير الفلسطيني، التي أسسها مع مجموعة من قيادات الحركة الأسيرة.
ويأتي إعلان فارس عن عدم نيته الترشح لانتخابات المجلس التشريعي القادمة في ظل حراك فتحاوي داخلي لتشكيل قائمة للحركة تخوض الانتخابات بشكل موحد، وفي ظل خلافات بين قيادات فتحاوية بشأن تشكيل القائمة.
وفي الخامس عشر من الشهر الماضي، أعلن الرئيس محمود عباس عن إصدار مراسيم رئاسية بشأن إجراء الانتخابات القادمة بالتتالي، بحيث تجرى التشريعية في شهر مايو/أيار المقبل، والرئاسية في شهر يوليو/تموز المقبل، وانتخابات المجلس الوطني في أغسطس /آب المقبل.
وفي التاسع من الشهر الجاري، اتفقت الفصائل الفلسطينية في الحوار الوطني في العاصمة المصرية القاهرة على إجراء الانتخابات بمواعيدها بالتتالي وفق المراسيم الرئاسية، وتذليل العقبات أمامها.