"واشنطن بوست" تطالب الكونغرس بكبح "شمولي" لولاء ترامب المطلق لبن سلمان

19 مارس 2019
تواصل إدارة ترامب دعمها مغامرات بن سلمان (Getty)
+ الخط -
طالبت صحيفة "واشنطن بوست" أمس الإثنين، الكونغرس الأميركي بمواصلة جهوده للحد من الدعم الذي تقدمه إدارة الرئيس دونالد ترامب للنظام السعودي الذي يقوده ولي العهد محمد بن سلمان. ورغم احتمال استخدام الفيتو من قبل ترامب، فبرأي الصحيفة إن التأييد الأكثري داخل الكونغرس من أجل لعبِ دور كابح لولاء الرئيس المطلق لبن سلمان ودعمه للسعودية في حربها على اليمن وعدم محاسبة قاتلي الصحافي جمال خاشقجي، يجب أن يتواصل، بشمولية، وعلى المشرعين المعرقلين ألا يقفوا في الطريق.


وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها أن الكونغرس يوشك على توجيه ضربة جديدة لترامب، وتتعلق هذه المرة بالحرب على اليمن.

فالأسبوع الماضي، مرر مجلس الشيوخ قراراً يفرض إنهاء الدعم الأميركي للحرب التي تشنها السعودية على اليمن، الذي يعاني اليوم من أسوأ كارثة إنسانية في العالم، مع وجود حوالي عشرة ملايين شخص يعيشون على شفا المجاعة. وشددت الصحيفة، في هذا الإطار، على أنه إذا وافق مجلس النواب الأميركي، الذي كان صوّت على إجراء مماثل سابقاً، على مشروع قرار "الشيوخ"، فسيشكل ذلك أول نجاج باستخدام قانون سلطات الحرب للعام 1973، والذي أقر لمنع رؤساء الولايات المتحدة من شن الحروب دون الحصول على موافقة الكونغرس.

المشكلة، كما رأت الصحيفة، تكمن في أن التحرك الذي يقوده الكونغرس في هذا الخصوص، تماماً كرفضه حالة الطوارئ التي فرضها ترامب، سيكون له تأثير عملي ضئيل. فالقرار سيكون عرضة لـ"فيتو" من ترامب، ولن يكون بالإمكان منع الفيتو لعدم توفر الأغلبية المطلوبة لذلك في الكونغرس. وبحسب "واشنطن بوست"، إن الإدارة الأميركية لا تظهر أي تراجع عن دعمها الشرس للنظام السعودي، رغم مغامراته المدمرة والطائشة.

لكن المشجع في الموضوع، برأي الصحيفة الأميركية، هو أن الكونغرس يسجل تمرداً (ضد إدارة ترامب)، مع التمسك بسلطته الدستورية. فتمرير "الشيوخ" للقرار المتعلق باليمن، والذي حظي بدعم عدد من السيناتورات الجمهوريين،  يفرض نهاية لدور أميركي في الحرب، جعل من الأميركيين مشاركين في جرائم حرب. ومنذ العام 2015، تقدم القوات الأميركية الدعم للسعوديين والإماراتيين في حربهم على اليمن، عبر إعادة تزويد مقاتلاتهم بالوقود والأهداف، رغم أن هذه المقاتلات غالباً ما تقصف المدنيين.
وأكدت تقارير وتحقيقات للأمم المتحدة ومنظمات إنسانية دولية أن السعوديين يستهدفون في اليمن الأسواق والمساجد والمستشفيات والأعراس والمآتم، وحافلات الأطفال، ما ينفي إمكانية استخدام مصطلح "الأضرار الجانبية" من قبل الأميركيين في ما يتعلق بأهداف وضحايا تلك الحرب.


وبرأي "واشنطن بوست"، إن الحرب على اليمن هي "فشل دنيء وبائس". فبينما يتم قتل عشرات الآلاف (من المدنيين)، وتهديد الملايين بالمجاعة، وإحداث أسوأ أزمة كوليرا في التاريخ الحديث، لم يقترب السعوديون وحلفاؤهم أبداً من هزم الحوثيين، الذين لا يزالون يسيطرون على صنعاء والحديدة. الطرفان المتقاتلان في اليمن، يشاركان اليوم في مبادرة للسلام، لكن الخطوة الأولى، وهي فرض وقف إطلاق نار في الحديدة، مهددة بالفشل.

ولفتت الصحيفة إلى أنه من دون دعم الولايات المتحدة، سيكون محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي مجبراً على إنهاء هذه الحرب. ولكن للأسف، إن إدارة ترامب تضاعف دعمها له. فالأسبوع الماضي، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إنه "إذا كنا حريصين فعلاً على الأرواح اليمنية، فيجب دعم الجهود التي تقودها السعودية لمنع اليمن من التحول إلى دولة دمية لإيران". وبحسب الصحيفة، إن بومبيو يردد كالببغاء البروباغندا السعودية. ورأت الـ"واشنطن بوست" أن السعودية لا إيران، هي التي لطالما تعامل اليمن كدولة تابعة.

إذاً، أصبح واضحاً أن أكثرية في الكونغرس من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي باتت تعارض ولاء ترامب لبن سلمان. وإذا فشل تمرير القرار (بمجلس النواب) أو تعرض لفيتو الرئيس، فيجب على المشرعين الأميركيين مواصلة العمل على تشريعات أكثر شمولاً، منها مشروع قرار معلق في مجلس الشيوخ يوقف مبيعات السلاح الأميركية للسعودية ويفرض عقوبات على أولئك المتورطين في جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي.

واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بمطالبة رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس، الجمهوري عن ولاية إيداهو، السيناتور جايمس ريش، بالسماح بالتصويت، و"عدم الوقوف في طريق أكثرية مؤيدة من الحزبين.