السراج يعيّن علي كنه آمرًا عسكريًا لـسبها.. وقوة تتحرك لحراسة حقل الشرارة

06 فبراير 2019
قوات حفتر تتحرك بدعم أطراف أجنبية (عبدالله دوما/فرانس برس)
+ الخط -
أعلن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فايز السراج، اليوم الأربعاء، عن تكليف الفريق علي كنه آمرًا لمنطقة سبها العسكرية.
وكانت مصادر مقرّبة من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق قد أكّدت في وقت سابق لـ"العربي الجديد" أنّ السراج سيعيّن كنه حاكما عسكريا للجنوب الليبي خلال الساعات المقبلة، وبمباركة من القوى السياسية في طرابلس كالمجلس الأعلى للدولة.
في هذه الأثناء، أكد آمر المنطقة العسكرية الغربية التابعة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، اللواء أسامة الجويلي، أن القوة التي تحركت باتجاه حقل الشرارة جنوب البلاد بأمر من المجلس الرئاسي تابعة لحرس المنشأة النفطي، وأنها تسعى لتأمين الحقل النفطي ذي الأهمية الاستراتيجية.

وقال جويلي في تصريح لـ"العربي الجديد" إن "قوات المنطقة العسكرية الغربية لم تتحرك صوب الجنوب لكن الأوامر وصلت إليها بدعم قوة حرس المنشأت إذا استلزم الأمر"، مشيرا إلى أن قوة حرس المنشآت وصلت إلى منطقة أدري جنوب وستصل خلال ساعات إلى حقل الشرارة لتأمينه.
وأكد جويلي أن القوة مؤلفة من حرس المنشآت وهي قوة محايدة لا علاقة لها بالأطراف المتقاتلة جنوبا صدر لها الأمر بتأمين حقل الشرارة من النزاع العسكري الحاصل في الجنوب.
ويخضع حقل الشرارة لقرار القوة القاهرة الصادر عن المؤسسة الوطنية للنفط منذ إقدام مسلحين، موالين للواء المتقاعد، خليفة حفتر يعملون كحرس للحقل، على السماح لمحتجين من منطقة فزان بالجنوب الغربي باقتحام الحقل للاحتجاج على الأوضاع المعيشية، ضمن ما عرف وقتها بـ"غضب فزان"، وإغلاقه أمام حركة الإنتاج مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وأعلنت المؤسسة على أثره، في العاشر من الشهر ذاته، عن فرض حالة القوة القاهرة وأن عودة الإنتاج للحقل متعذرة قبل تأمينه من قبل قوة شرعية تابعة لحكومة الوفاق.

علي كنه حاكماً عسكرياً للجنوب الليبي

وقبيل لإعلان السراج رسميًا تعيين كنه، كشف مصدر مقرب من حكومة الوفاق أن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، يستعد خلال الساعات المقبلة لإعلان اللواء علي كنه حاكما عسكريا للجنوب الليبي، وتكليفه بتطبيق خطة شاملة لضبط الأوضاع في الجنوب أمنيا وخدميا.
وأكد المصدر الذي تحدث لـ"العربي الجديد" أن كنه وصل إلى طرابلس منذ ليلة البارحة والتقى مسؤولي الحكومة بمن فيهم السراج، وأن القرار سيصدره الأخير بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة وبمباركة من القوى السياسية في طرابلس كالمجلس الأعلى للدولة.

السراج يسمي علي كنه بمباركة القوى السياسية (يوتيوب)



وأكد المصدر أن السراج الذي كان في جولة للنمسا والتشيك، ورئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري الذي زار واشنطن الاثنين، التقيا مسؤولين غربيين بارزين نجحوا من خلالهم في حشد دعم دولي لوقف تمدد حفتر جنوبا، سيما باتجاه حقول النفط، وعلى رأسها الشرارة أهم مواقع النفط بالجنوب.
وأشار كذلك إلى أن رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله، زار لندن الأسبوع الماضي للغرض ذاته.
وكان صنع الله قد عبر عن قلقه من الحراك العسكري لحفتر جنوبا، مؤكدا، خلال مؤتمر صحافي بلندن، الأسبوع الماضي، أن حقل الشرارة لن يعود للإنتاج ما لم تغادر المجموعة المسلحة التي تسيطر عليه.
وفيما طالب صنع الله حكومة الوفاق بتشكيل قوة لحماية الحقل، اعتبر أن "الموقف في الجنوب تعقد أكثر بإطلاق مهمة دولية لمكافحة الإرهاب توسعت لتصبح محاولة للسيطرة على منطقة قد تحوي بنية تحتية وطنية للنفط"، وهي الكلمة التي اعتبرها مراقبون أن صنع الله أشار فيها إلى وقوف جهات دولية وراء عملية حفتر الحالية في الجنوب.
إلى ذلك لا تزال منطقة غدوة، القريبة من سبها، تشهد هدوءا حذرا منذ صباح أمس بعد محاولة قوات حفتر اقتحامها في طريقه للسيطرة على مناطق أخرى، من بينها مرزق ذات الأهمية الكبيرة بالنسبة لمواقع الطاقة والنفط، بعد سيطرته على سبها أكبر مدن الجنوب والتي تمثل أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة للجنوب.
وفي السياق أعلن عدد من أعضاء مجلس النواب الممثلين لقبائل التبو، عن تعليق عضوياتهم في مجلس النواب حتى "توقف جميع الأعمال العدائية في مناطقهم جنوبا".
وبحسب بيان مشترك للأعضاء الذين لم يعلم عددهم فقد طالبوا المجتمع الدولي بـ"ضرورة التدخل وحماية المدنيين" مشددين على البعثة الأممية أن تحدد موقفها "مما يحدث ضد المدنيين في جنوب ليبيا والتطهير العرقي الذي يستهدف مكون التبو ويهدد وحدة التراب الليبي".



وجاء قرار ممثلي التبو بمجلس النواب، ليل أمس الثلاثاء، بعد ساعات من إعلان وزير الإسكان بالحكومة التابعة لمجلس النواب، علي كوصو، عن استقالته من الحكومة احتجاجا على ما وصفه بـ"الحملة العسكرية للتطهير العرقي باستخدام قوات من المرتزقة الأجانب وبتجنيد بعض المليشيات والعصابات القبلية المتعصبة"، بحسب بيانه.

وكان مكون التبو الذي يشكل غالبية سكان مناطق غدوة ومرزق وتراغن، طالب المجتمع الدولي بالتدخل لحمايته مما وصفه بـ"حملة التطهير العرقي ضد التبو" على خلفية محاولة قوات حفتر اقتحام منطقة غدوة.

المساهمون